وبعد اللقاء تحدث النائب عون الى الصحافيين، فقال: "عرضت مع فخامة الرئيس المستجدات المحلية والإقليمية، وأنا أؤيد بشكل كامل المسار الذي يقوده لنقل
لبنان الى مرحلة جديدة، والشروع في مفاوضات لإخراجنا من الأزمة التي نعاني منها. رئيس الجمهورية يحوز على ثقة محلية ودولية، ويجب أن يتعاون الجميع معه لتأمين مصلحة لبنان بشكل أساسي".
أضاف :"اليوم انتهت الحرب في غزة، ومن بدأ الحرب أنهاها ووافقوا على الاتفاق، والوضع الفلسطيني بات في مسار معين، وحان الوقت ليسير لبنان في مسار يضع حدا للصراع مع
إسرائيل، والذهاب الى مرحلة جديدة من الاستقرار الداخلي والازدهار. وبناء عليه، لدينا كامل الثقة بفخامة الرئيس، ورئيس الحكومة، ورئيس مجلس النواب، وكل الدولة
اللبنانية خلفهم، يجب ان نكون الى جانبهم من اجل النجاح في نقل لبنان الى مرحلة جديدة.
انتقال لبنان هو انتقال مع كل الشروط والمطالب اللبنانية، وانهاء الصراع مع إسرائيل هو بضمانات وشروط، لحماية لبنان من الاستهدافات والاطماع. اعتقد ان هذا هو المطلوب اليوم، ورئيس الجمهورية، بعد التطورات الأخيرة في المنطقة، سيكون لديه مسار او نشاط متسارع على هذا الصعيد".
وتابع عون :"أكدت في خلال لقائي مع فخامة الرئيس على ضرورة إجراء الاستحقاقات الانتخابية في موعدها، وفخامة الرئيس مصر على ذلك، ونحن كنواب جاهزون، ويجب ان نحترم جميعا عودة الحياة الى المؤسسات، وتداول السلطة، ولا يجب ان يعمد من يشك بعودته الى السلطة الى تطيير الانتخابات، ليس هكذا تكون الديموقراطية في لبنان. لو دامت لغيرك ما آلت اليك، كثيرون لديهم حسابات لتأجيل الانتخابات، ولكن ليس هكذا تدار الأوطان".
واستطرد عون:" نحن دخلنا في مرحلة جديدة، والحياة عادت الى المؤسسات،انطلاقا من ذلك، نحن الى جانب رئيس الجمهورية دائما في مهمته، ولدينا كل الثقة به، وبالجيش وبالخطة التي ينفذها".
وقال :"سمعنا الكثير من المزايدات في الفترة الأخيرة، وليت المزايدين يقومون بالافعال على قدر اقوالهم. لدينا رئيس يعمل بحزم وإصرار، وبليونة واستيعاب وانفتاح على الجميع، هدفه إيجاد حل يستوعب الجميع، ولم يأت لتصفية حسابات مع احد، ولا للمساومة مع احد.
رئيس الجمهورية وصل الى الرئاسة، وهو لا يساوم للوصول الى أي موقع، كل ما يفعله اليوم لاستيعاب الجميع هو من أجل مصلحة لبنان، كي نذهب الى المكان الذي يجب ان نذهب اليه، وكي يكون الجميع مرتاحين، ومطمئنين وخالين من الهواجس".
أضاف :"هذه السياسة التي يتبعها، بحاجة الى تشجيع لا انتقاد ، والى تأييد لا تحريض، تشجيع من الجميع من دون استثناء. على الجميع تحييد الرئيس والجيش، لأن لديهم مهمة أساسية وتاريخية ومصيرية، نحن اليوم في مرحلة مفصلية، وهم يتحملون المسؤولية ويجب ان نكون الى جانبهم، لأن ما يحصل كبير جدا وتداعياته كبيرة جدا، على المستوى الإيجابي وليس السلبي".
سئل: هل من إمكانية لتعديل قانون الانتخابات؟
أجاب: القانون نافذ، واذا كان هناك استحالة لصدور قانون جديد، فلا يمكننا فعل أي شيء، وتتم الانتخابات وفق القانون الحالي. تبقى عقدة الاغتراب عالقة، والبطاقة الممغنطة التي هي بحاجة الى تعديل في القانون. وكنا ناشدنا الحكومة اكثر من مرة كي تقول ما الذي تريد فعله.
الحكومة الى الآن صامتة، ونائية بنفسها، ولا يمكنها ان تنأى بنفسها، عليها ان تزيل الغموض من امام اللبنانيين، وتقول لهم اما ان القانون الموجود والتي هي مسؤولة عن تنفيذه سيطبق، وعندها على اللبنانيين تحضير انفسهم للانتخاب وفق هذا القانون، الا اذا كان هناك إمكانية لقانون جديد، أو اذا كان هناك مشكلة في تنفيذ القانون الحالي، على الحكومة تقديم مشروع قانون تعدل فيه ما يجب تعديله، كي يصبح نافذا".
أضاف :"مسؤولية اجراء الانتخابات ليست على عاتق المجلس النيابي، بل على عاتق الحكومة. اذا ارادت تعديل القانون الحالي، فمشروع التعديل ينطلق من عندها، بمعزل عن أفكار النواب وقدرة المبادرة لديهم، وحقهم في المبادرة الى التعديل.
اذا لم يتفق النواب، ولم تتوافر الأكثرية، ونحن في ازمة حاليا في مجلس النواب، وهناك تعطيل للنصاب وخلافات، فماذا تفعل الحكومة؟ هل يمكن ان تقول لنا اذا كانت ستجري الانتخابات وفق القانون الحالي ام لا؟ لا احد لديه الجواب.
اذا كان لدى الحكومة جواب فلتقله لنا، لأنني نائب وعضو في اللجنة الفرعية التي تناقش قانون الانتخابات، والى الآن لم افهم اذا كانت الحكومة ستنظم الانتخابات وفق القانون الحالي ام لا".
سئل: في ضوء التطورات الإقليمية الأخيرة، ماذا عن موقف الفريق المعني بحصرية السلاح، أي
حزب الله؟
أجاب:"الرئيس قد بدأ مسارا معينا، وسيستمر في هذا المسار، وقد يتفعل أكثر في الفترة المقبلة، مسار التفاوض والوساطات. مطلوب من الجميع تسهيل مهمته. السؤال اليوم هو عن كيفية حماية لبنان في المرحلة المقبلة، ووضع حد لهذه الحرب اللامتناهية، وللصراع مع إسرائيل، هذا هو الأساس، فكيف نحقق ذلك؟ هل سنخوض مجددا معارك من اجل فلسطين او أي بلد آخر، في الوقت الذي دخلوا هم فيه في مسار الحل؟ ما تبقى لنا هو حماية لبنان فقط، وليس أي مشروع آخر. انطلاقا من ذلك، هناك وسائل عديدة للحماية، ومراجعة لكل ما حصل، والاستفادة من عناصر القوة الموجودة لدينا، ولكن حماية لبنان اليوم، بندها الأول بعد خلاصات الحرب التي حصلت، هو حصر السلاح في يد الدولة، وبذلك تُنتزع الذريعة الأكبر من امام إسرائيل".