اعتبر رئيس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع، عبد الهادي محفوظ، أنّ المقابلة التي أجراها رئيس الحكومة الدكتور نواف سلام مع التلفزيون الفرنسي، والتي أعاد بثها تلفزيون
لبنان، كشفت عن مستوى عالٍ من التفكير والاستيعاب الدقيق لتفاصيل الوضع اللبناني وتعقيداته. ولفت محفوظ إلى أن مقابلة سلام سلطت الضوء على فهمه العميق للعوائق أمام بناء الدولة، سواء على الصعيد الداخلي أو الإقليمي والدولي، مؤكداً على أهمية العيش المشترك والوحدة الوطنية في لبنان، مع احترام التنوع والطوائف المختلفة.
وأشار محفوظ إلى أن مسار تفكير نواف سلام يمكن استيعابه من خلال تاريخه الجامعي، حيث كان سلام معارضاً للنظام الطائفي والإقطاع السياسي، وعلمانياً يقدّر التكامل بين القيم الدينية والعلمانية على نحو إنساني، مستلهماً نمط المطران غريغوار حداد. وأكد محفوظ أن سلام صادق وعفوي في مواقفه، ولا يسعى إلى شعبوية أو إثارة خلافات طائفية أو سياسية.
وأوضح أن سلام أدرك في مقابلته باللغة
الفرنسية ما تقوم به
إسرائيل من محاولات لمنع تنفيذ القرار 1701، وللاحتفاظ بالنقاط الخمس في الجنوب اللبناني، ولممارسة الاعتداءات السياسية والأمنية، مؤكداً أنّ حكومته تمثل التنوع اللبناني وتحتضن حرية الرأي والاختلاف، مع التأكيد على أن الممارسة
الديمقراطية والوحدة الوطنية أساس لمواجهة التحولات الإقليمية الكبرى، ما يحفظ للبنان مكانه الاستراتيجي دون المساس بثوابته.
ولفت محفوظ إلى أن سلام يراهن على دور مميز للمملكة
العربية السعودية وولي
العهد الأمير محمد بن سلمان في دفع المبادرة الأميركية للمنطقة، مؤكداً أن هذا الرهان مدعوم من
الولايات المتحدة وأن
السعودية كانت شريكاً أساسياً في جهود الاعتراف بالدولة
الفلسطينية وكبح مشروع إسرائيل الكبرى. وأشار إلى أن
المملكة تقدّر متابعة سلام ومثابرته في تنفيذ ما يراه صالحاً للبنان، ما يعزز حضوره الجامع والفاعل داخلياً وخارجياً.
ختم محفوظ بأن نواف سلام سيظل قائداً مختلفاً ومتفهماً، يمد يديه للجميع، محافظاً على إرثه من الاعتراض على الطائفية السياسية والدفاع عن القضية الفلسطينية.