فيما يواصل الاحتلال
الإسرائيلي اعتداءاته على
لبنان لجرّ الحكومة
اللبنانية الى تفاوض مباشر لانتزاع مكاسب سياسية وأمنية وعسكرية واقتصادية تكثّفت الاتصالات واللقاءات بين الرؤساء لتوحيد الموقف الداخلي والبحث بسبل مواجهة الضغوط الدبلوماسية الأميركية المترافقة مع التصعيد العسكري الإسرائيلي، وإطباق مكثف وغير مسبوق للمسيرات
الإسرائيلية في معظم الأجواء اللبنانية وصولاً الى أجواء القصر
الجمهوري.
ووضع المعنيون التحليق المكثف للمسيّرات والطائرات الإسرائيلية في الأجواء اللبنانية في إطار توجيه رسائل سياسية للدولة اللبنانية أكثر مما هو جهد استخباري للتمهيد لتنفيذ عملية عسكرية جوية واسعة في لبنان، مشيرين إلى أن رفع وتيرة الضغط العسكري والحركة الجوية تترافق مع عروض أميركية لإحياء المفاوضات بين لبنان وإسرائيل بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، لجسّ نبض لبنان حيال التفاوض مع
إسرائيل لفرض الشروط السياسية والأمنية الإسرائيلية على لبنان.
وحضرت هذه التطورات وملف التفاوض مع إسرائيل في لقاء عقد في بعبدا بين رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب
نبيه بري، بعدما استقبل عون الجمعة الماضي رئيس الحكومة نواف سلام وتباحثا في التفاوض. ولدى خروجه من بعبدا قال الرئيس
بري عن أجواء اللقاء: "اللقاءات دائماً ممتازة مع فخامة الرئيس".
ووفق المعطيات فان هناك عملاً جدياً على ضرورة توحيد الموقف اللبناني، خصوصاً بعد أن رفض رئيس الحكومة نواف سلام عقد اجتماع ثلاثي لهذا الهدف، متذرّعاً بخشيته من العودة إلى "الترويكا"، على أن يُستكمل النقاش عبر الموفدين بين الرؤساء الثلاثة، للوصول إلى صياغة موحّدة قبيل جلسة الحكومة الخميس في قصر بعبدا.
وكان
رئيس مجلس النواب نبيه بري كشف أن مسار التفاوض المقترح بين لبنان وإسرائيل قد سقط بسبب رفض تل أبيب التجاوب مع مقترح أميركي بهذا الشأن، قائلاً إن المسار الوحيد حالياً هو مسار "الميكانيزم" الذي يضم ممثلين للدول المعنية والراعية لاتفاق وقف العمليات العدائية الذي أوقف حرب لبنان الأخيرة في تشرين الثاني الماضي.
وقال الرئيس بري إن الموفد الأميركي توماس براك، أبلغ لبنان بأن إسرائيل رفضت مقترحاً أميركياً يقضي بإطلاق مسار تفاوضي يستهل بوقف العمليات الإسرائيلية لمدة شهرين، وينتهي بانسحاب إسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة وإطلاق مسار لترسيم الحدود وترتيبات أمنية، وتالياً، يقول بري إنه "تم التراجع عن أي مسار للتفاوض مع إسرائيل، ولم يبقَ سوى الآلية المتبعة عبر لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار (الميكانيزم)".
وقال بري إن "براك أبلغ لبنان بشكل رسمي أن المبادرة رفضتها إسرائيل، وبالتالي، لم يعد هناك من مسار دبلوماسي قائم، إلا العمل ضمن آلية لجنة (الميكانيزم)". وأشار إلى أنه "حصل تطور مهم في آلية عملها، بعدما باتت تجتمع كل أسبوعين، خلافاً للمسار الذي اتبعته في السابق"، حيث كانت تعقد اجتماعات متقطعة ومتباعدة.
وشدد بري: "إننا متمسكون باتفاقية وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها في تشرين الثاني 2024، وهي الاتفاقية التي يفترض أن تشرف على تنفيذها لجنة الميكانيزم"، مشيراً إلى أنها "الآلية المعتمدة حالياً، ولا شيء سواها".