أحيت جامعة الحكمة بالتعاون مع متحف سرسق أمسية موسيقية إستثنائية من ضمن فعاليات احتفالها بيوبيل تأسيسها المئة وخمسين بمشاركة أوركسترا سيدة اللويزة بقيادة المايسترو
لبنان بعلبكي والأداء المنفرد للتينور اللبناني إيليا فرنسيس، ومساهمة خاصة للفنان المسرحي رفعت طربيه الذي قدم أداء شعريًا متميزًا لنشيد جامعة الحكمة. فكان احتفالا فنيا ثقافيًا في أرجاء متحف سرسق إلتقت فيه اللغة الموحدة للموسيقى الراقية مع رسالة الجامعة التعليمية العريقة القائمة على الوحدة في التعددية والإنفتاح الثقافي.
حضر الحفل وليّ الجامعة راعي أبرشية
بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر ورئيسها البروفسور جورج نعمة ووزير التنمية الإدارية الدكتور فادي مكي، والنائب الأسقفي لشؤون القطاعات المونسنيور بيار أبي صالح، والرئيسة العامة للراهبات الأنطونيّات الأمّ نزهة الخوري، والرئيسة العامة لجمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات الأم ماري أنطوانيت سعادة، الرئيسة العامة لرهبانية قلبي يسوع ومريم الأم برناديت رحيّم، ممثل رئيس عام الرهبانية الأنطونية المارونية الأب ابراهيم بو راجل، رئيس جامعة سيدة اللويزة الأب الدكتور بشارة الخوري، رئيس الجامعة الانطونية الأب الدكتور ميشال الصغبيني، أمين عام المدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر، النائب سيزار أبي خليل ممثلا رئيس
التيار الوطني الحر النائب
جبران باسيل، النائب أنطوان حبشي ممثلا رئيس حزب القوات
اللبنانية الدكتور سمير جعجع، النواب نيكولا صحناوي، ملحم خلف، مارك ضو، رئيس التفتيش المركزي القاضي جورج عطية، محافظ بيروت القاضي مروان عبود، رئيس بلدية بيروت ابراهيم زيدان، المدير العام لوزارة التربية الدكتور فادي يرق، رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء الدكتورة هيام إسحق، نقيب المحامين في بيروت فادي المصري، نقيب المحامين في طرابلس سامي الحسن، نقيب الصيادلة الدكتور جو سلوم، نقيبة المعالجين الفيزيائيين الدكتورة سيدة ساسين، نقيب تقنيي الأشعة بول مقدسي وسفراء ودبلوماسيون من دول عربية وأجنبية وممثلون عن قائد الجيش وقادة الأجهزة الأمنية وشخصيات قضائية وقانونية وإعلامية وتربوية، وشركاء للجامعة وعائلتها وحشد من الأصدقاء ومتذوقي الموسيقى.
البروفسور نعمة: هدفنا في الحكمة الرقيّ بالفكر والبحث عن الحقيقة وخدمة الإنسان
وأكد رئيس الجامعة أن "لغة الموسيقى العالمية تجمعنا هذه الليلة تعزيزًا للوحدة والإنسجام كما كتب الأديب اللبناني جبران خليل جبران: "الموسيقى لغة الروح" وليس من روح أكثر نبلا من الروح الذي يقود مؤسستنا الأكاديمية في خدمة المعرفة والكرامة الإنسانية".
وتابع البروفسور نعمة مؤكدًا أن جامعة الحكمة تبقى مكانًا ملائمًا للتعددية والتنوع الثقافي ومساحة متميزة للحوار بين الثقافات حيث يُعتبر الإختلاف غنًى.
أضاف رئيس جامعة الحكمة أنه في بلد يعاني من النزاعات والإنقسامات، تذكّر جامعة الحكمة كما الموسيقى بالحقيقة إياها: لا يولد الجمال الحقيقي إلا في الإصغاء للآخر واحترام الإختلافات والتوازن بين الآراء المتعددة. وعلى غرار هذه الأوركسترا، تضم جامعة الحكمة مواهب وثقافات متعددة تجتمع كلها تحت هدف واحد هو الرقيّ بالفكر والبحث عن الحقيقة وخدمة الإنسان. وأمل أن تشكل الأمسية مناسبة للتذكير بأن الموسيقى الأجمل التي يمكن أن نعزفها معًا هي التشارك في المعرفة والبحث المجرد عن الحقيقة الموضوعية والإحتفال بكرامة الإنسان.
أضاف نعمة أننا نتحلّق حول وليّ الجامعة، المطران بولس عبد الساتر، للإحتفال بقرن ونصف قرن من التاريخ والنجاحات والإلتزام بخدمة لبنان والعالم. فجامعة الحكمة تعمل منذ تأسيسها على تعزيز
العلم والبحث وخدمة المجتمع، من خلال تنشئة طلاب على قاعدة مزج المعرفة والعلم بالحس النقدي والمسؤولية الإنسانية. وهذا ما يدفع أساتذة الجامعة وباحثيها وطلابها إلى العمل بالتزام تام تحكمه النزاهة والإحترام المتبادل.
وذكّر البروفسور نعمة بأن جامعة الحكمة تأسست عام 1875 على يد مطران بيروت للموارنة المثلث الرحمات يوسف الدبس، إنطلاقًا من رؤياه السبّاقة والشجاعة بأن ينشئ مؤسسة علمية متجذرة في الإيمان، منفتحة على الثقافة، وملتزمة خدمة الإنسان. وتابع أن الإحتفال بيوبيل المئة وخمسين يشكل تكريمًا لرؤيا المؤسس وتأكيدًا إضافيًا على الوفاء لرسالته تحت عباءة وليّ الجامعة.
وختم شاكرًا إدارة متحف سرسق على تعاونها القيّم كما شكر الفنانين أعضاء الأوركسترا بقيادة لبنان عبد الحميد بعلبكي الذي تنثر موهبته أثرًا عميقًا وجميلا في القلوب والنفوس يعزز الإعتزاز بالإنتماء الوطني.
بعد كلمة رئيس الجامعة، بدأ الحفل الموسيقي الذي استمر لمدة ساعة ونصف ساعة، بعزف لأوركسترا سيدة اللويزة بقيادة المايسترو لبنان بعلبكي. وكان مزج لمقطوعات كلاسيكية قدمها التينور إيليا فرنسيس، مع ألحان وأغان شعبية وتراثية أداها كورال سيدة اللويزة تحاكي تاريخ لبنان ومحبة الوطن ومرجعيته في نفوس المواطنين.
كما ألقى الفنان رفعت طربيه نشيد الجامعة الذي يعكس تراثها التربوي والوطني العريق، واستمراريتها التي تحافظ على هذا التراث مع الإنفتاح على التطور الأكاديمي المعاصر ومواكبة الحداثة.