مع اقتراب انعقاد
الدورة الـ34 للمؤتمر القومي العربي، شدّد
الأمين العام السابق للمؤتمر معن بشور على ضرورة "إسقاط كل المعاهدات التي تعيق نهوض الأمة العربية"، مؤكداً أن طريق الوحدة والتحرير لا يزال واحداً كما كان منذ قرنٍ من الزمن.
وقال بشور في تصريح له إنّ ذكرى وعد بلفور المشؤوم في 2 تشرين الثاني 1917، ومعاهدة سايكس – بيكو السرية عام 1916، تمثّلان اللحظة التي "وُلدت فيها المؤامرة الكبرى على الأمة"، موضحاً أن القوى الاستعمارية آنذاك "قسّمت بلادنا ومهّدت لقيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين".
وأضاف: "الثورة البلشفية كشفت تلك المعاهدة، لكن
بريطانيا وفرنسا تابعتا مخطط التقسيم، وها نحن اليوم نرى امتداد ذلك المشروع في سياسات
نتنياهو، الذي ما زال يتمسك بفكرة
إسرائيل الكبرى من على منبر
الأمم المتحدة".
واعتبر بشور أن العلاقة بين تجزئة الأمة وقيام الكيان الصهيوني وثيقة الجذور، وأن الشعار القومي القديم "فلسطين طريق الوحدة والوحدة طريق فلسطين" لا يزال التعبير الأدق عن جوهر الصراع، مؤكداً أن الحرب على الأمة اليوم "تُخاض بوجه استعماري جديد يرتدي عباءة أميركية صهيونية، ويعتمد على قوى محلية لتثبيت واقع التجزئة والاغتصاب".
ورأى أن ما يسميه البعض "ملحمة طوفان
الأقصى" المستمرة منذ أكثر من عامين، هو في جوهره معركة عربية كبرى لإسقاط كل الوعود والمعاهدات الاستعمارية التي عطّلت الوحدة الوطنية والقومية والإسلامية، مذكّراً بأن "أي سلام حقيقي يبدأ بتحرّر الأمة من قيود تلك الاتفاقيات".
وختم بشور قائلاً إن انعقاد المؤتمر القومي العربي في
لبنان، البلد الذي "قدّم شهداءه على طريق فلسطين"، يأتي في توقيتٍ بالغ الرمزية، مؤكداً أن المؤتمر سيعيد التذكير بترابط "وحدة الأمة وتحرير فلسطين، كركيزتين لا نهوض بدونهما".