Advertisement

لبنان

عن السلام بين لبنان وإسرائيل.. هذا ما كشفته صحيفة "Washington Post"

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
10-11-2025 | 10:00
A-
A+
Doc-P-1440511-638983900083196466.jpg
Doc-P-1440511-638983900083196466.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger


ذكرت صحيفة "Washington Post" الأميركية أنه "في الوقت الذي تتجه فيه كل الأنظار إلى غزة لمعرفة ما إذا كان وقف إطلاق النار الهش سوف يصمد، فإن اتفاق سلام عربي إسرائيلي أكثر ديمومة ربما يأتي من مصدر غير متوقع: لبنان. فللمرة الأولى منذ عقود، لم يعد الحديث عن السلام من المحرمات في بيروت، وتشهد البلاد حوارًا وطنيًا جادًا حول موضوع لم يُذكر سابقًا إلا همسًا".
Advertisement

وبحسب الصحيفة، "ما سبق هو نتيجة عاملين رئيسيين. أولاً، أقنعت هزيمة إسرائيل لحزب الله العام الماضي شريحة واسعة من الشعب اللبناني بأن المصالحة مع إسرائيل وحدها كفيلة بإنهاء العنف الذي عصف بالبلاد على مدى العقود الأربعة الماضية. وثانيا، إن التركيز الذي تبنته إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على صنع السلام الإقليمي جعل إمكانية السلام مع إسرائيل تبدو حقيقية. ومن الجدير بالملاحظة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في خطابه العدواني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 26 أيلول، مدّ غصن الزيتون إلى لبنان. وفي حين أوضح أن بيروت بحاجة إلى اتخاذ "إجراء حقيقي ومستدام لنزع سلاح حزب الله"، فقد حدد مستقبل السلام بين لبنان وإسرائيل تحت مظلة توسيع اتفاقيات إبراهيم".

وتابعت الصحيفة، "في وقت سابق من ذلك الأسبوع، بدأ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خطابه أمام الجمعية العامة قائلاً: "أقف أمامكم اليوم أتحدث عن السلام". وفي منتصف تشرين الأول، بعد وقف إطلاق النار في غزة وزيارة ترامب للمنطقة، قال عون إن بلاده وإسرائيل بحاجة إلى التفاوض. وبعد ذلك بوقت قصير، حثّ على إجراء محادثات غير مباشرة مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن بلاده "لا يمكن أن تكون خارج المسار الحالي في المنطقة، وهو مسار حل الأزمات". حتى رئيس الحكومة نواف سلام طرح فكرة السلام مع إسرائيل، شريطة أن يُتبع ذلك بالتوازي مع إقامة دولة فلسطينية". 

وأضافت الصحيفة، "يبدو أن إدارة ترامب قد لاحظت ذلك. وفي خطابه الشهر الماضي أمام الكنيست الإسرائيلي في القدس، قال ترامب: "إن إدارتي تدعم بشكل نشط الرئيس الجديد للبنان ومهمته لنزع سلاح حزب الله بشكل دائم". وأضاف: "الرئيس عون يقوم بعمل جيد.. هناك أمورٌ جيدةٌ تحدث، أمورٌ جيدةٌ حقًا"."

ورأت الصحيفة أن "العائق الرئيسي الذي يحول دون الانتقال من الخطاب إلى صنع السلام هو حزب الله وحلفاؤه الشيعة المتطرفون. فحتى في ظل ضعفه، لا يزال حزب الله مسلحًا وخطيرًا، وقادرًا على ترويع القوى السياسية المعتدلة في البلاد وتمويل إعادة بناء ترسانته. وفي الواقع، إن نزع سلاح حزب الله هو الشرط الأساسي للسلام، لكن زعماء لبنان أبدوا ترددهم في استخدام كامل سلطة الدولة والجيش لتنفيذ نزع سلاح حزب الله، وقد يصبح هذا التردد واضحا بشكل خاص بعد الأول من كانون الثاني، عندما يتعين، وفقا لخطة الحكومة لنزع السلاح، أن يتحول التركيز إلى أسلحة حزب الله شمال نهر الليطاني. وإذا ظلت عملية نزع السلاح متوقفة، فإن إسرائيل سوف تكون أكثر ميلاً إلى شن عملية لاستكمال المهمة بنفسها، كما حذر المبعوث الأميركي توم برّاك مؤخراً".

وبحسب الصحيفة، "إحدى الطرق لتجنب عودة كارثية للحرب هي أن يبدأ لبنان وإسرائيل عملية سلام خاصة بهما، فالتحرك نحو التطبيع لن يكون بديلاً عن نزع السلاح. ولكن إذا تم اتباع الدبلوماسية كبديل للعمل العسكري الإسرائيلي ضد حزب الله، فإن مجرد إجراء المحادثات من شأنه أن يقوض جهود الحزب لاستعادة نفوذه السياسي، ومن شأن التقدم العملي أن يُظهر للشعب اللبناني الفوائد المحتملة لصنع السلام. في الوقت الراهن، يبدو أن القادة اللبنانيين يربطون استعدادهم للتفاوض بإنهاء حرب غزة وإيجاد طريق نحو الدولة الفلسطينية قبل التفكير في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، كما يُبدي القادة اللبنانيون استياءهم من استمرار سيطرة إسرائيل على عدة مواقع داخل الأراضي اللبنانية. ولكن قد يكون خطر اندلاع جولة أخرى من الحرب الكارثية كافياً لدفع عون وسلام إلى التفكير في وضع المصالح الوطنية اللبنانية في المقام الأول ومحاولة اللجوء إلى الدبلوماسية مع إسرائيل".

وتابعت الصحيفة، "ينبغي على إدارة ترامب بذل المزيد من الجهود لتحريك الأمور، ويمكن للمبعوث الخاص ستيف ويتكوف أن يدفع باتجاه حشد شركاء أميركا العرب الرئيسيين لتشجيع اللبنانيين على بدء مفاوضات مع إسرائيل بمعزل عن القضية الفلسطينية. وفي الوقت عينه، ينبغي للولايات المتحدة أن تحفز بيروت على التفاوض من خلال تقديم المساعدة للاقتصاد اللبناني المتعثر، والذي انكمش بنحو 40% منذ عام 2019. كما ويجب ربط كل المساعدات والاستثمارات الدولية لإعادة الإعمار باتخاذ الحكومة اللبنانية خطوات تدريجية لصنع السلام، مثل ترسيم الحدود بشكل صحيح، والتنسيق بشأن إدارة المياه وإمدادات الطاقة، وإلغاء القوانين اللبنانية المناهضة للتطبيع والتي تحظر الاتصال بالمواطنين الإسرائيليين. وأخيرا، يتعين على الإدارة أن تذكّر لبنان بأن اختيار عدم نزع سلاح حزب الله أو السعي إلى الدبلوماسية مع إسرائيل سوف يكون له ثمن، والذي قد يشمل فقدان المساعدات الأميركية للجيش، وخسارة الدعم الأميركي للاقتصاد، وخسارة الرغبة الأميركية في منع إسرائيل من نزع سلاح حزب الله "بالطريقة الصعبة"."

وختمت الصحيفة، "من المؤكد أن اتخاذ خطوات تدريجية نحو السلام سيُمثل مهمة شاقة في بلدٍ لطالما هيمن عليه وكيل إيران الإقليمي الرئيسي، ولكن ثمة فرصة نادرة لشرح فوائد الدبلوماسية مع إسرائيل للبنانيين العاديين. ومع كل التعقيدات على جبهة غزة، ربما يعطي السلام بين لبنان وإسرائيل ترامب فرصة أخرى للحصول على جائزة نوبل".
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban