مع تصاعد التهديدات
الإسرائيلية بشنّ حرب واسعة على
لبنان، عاد الخوف ليخيّم على اللبنانيين الذين يخشون تكرار مشهد الحرب التي استمرّت 66 يومًا العام الماضي، أو ربما مواجهة سيناريو أخطر هذه المرة في ظلّ تصاعد التوتّر. هذا الخوف دفع الكثيرين للتساؤل عن مصير المواد الغذائية في حال اندلاع الحرب، فيما بدأ آخرون بتخزين حاجاتهم الأساسية. فهل يواجه لبنان أزمة تموينية جديدة تستدعي التخزين؟
رئيس نقابة مستوردي المواد الغذائية،
هاني بحصلي، أوضح في حديث لـ"
لبنان 24" أنّ الوضع التمويني في لبنان مستقرّ حتى اللحظة، ولا توجد أي أزمة في تأمين المواد الغذائية.
وأكد بحصلي أنّه طالما مرفأ
بيروت يعمل بشكل طبيعي، فلن يواجه لبنان أي مشكلة في استيراد المواد الغذائية.
وأضاف أنّ هذه المرحلة تُعدّ فترة تحضيرية مهمة ما يعطي طمأنة أكثر في وجود المواد الغذائية، إذ يجري حاليًا تأمين الطلبات الخاصة بمواسم الأعياد المقبلة من
عيد الميلاد ورأس السنة وحتى شهر
رمضان.
وأوضح أنّ تحضيرات رمضان بدأت مبكرًا نظرًا لوقوعه منتصف شباط، ما يعني ضرورة وصول البضائع قبل منتصف كانون الأول، وبالتالي تحجز الطلبات من الآن لضمان وصولها في الوقت المناسب.
كما شدّد على أنّ النقابة في جهوزية تامة لأي طارئ أو تحركات استثنائية قد تطرأ، مؤكدًا أنّ السوق لا يواجه أي نقص، والوضع الاقتصادي لا يزال شبه طبيعي رغم التوترات في الجنوب والبقاع.
وفي ما يتعلق بتخزين المواد الغذائية، طمأن بحصلي المواطنين بأنّ الأوضاع لا تستدعي القلق أو الهلع، فالمواد متوفّرة في الأسواق بكميات كافية.
واعتبر أنّه من الطبيعي أن تقوم بعض العائلات بشراء كميات إضافية ضمن احتياطها الشخصي، لكن لا حاجة للتخزين المفرط، إلّا في حال وقوع حرب شاملة تؤدي إلى إقفال طرق الإمداد، وهو سيناريو مشابه لما جرى عام 2006.
وبالنسبة إلى تموين المناطق الجنوبية، أوضح بحصلي أنّ المناطق الآمنة تتلقى إمداداتها بشكل طبيعي، بينما تشهد المناطق غير الآمنة حركة محدودة نظرًا لقلة عدد سكانها، ما يجعل إيصال المواد إليها ليس أولوية في المرحلة الحالية.
وعن الأسعار، شدّد بحصلي على أنّ أي تاجر يرفع الأسعار بشكل غير مبرّر سيتحمّل مسؤولية قراره، لأنّ المنافسة في السوق قوية والأسعار معروفة.
وأوضح أنّ التوترات في الجنوب لا تبرّر رفع الأسعار على مستوى لبنان، حيث يبقى السوق مستقرًا نسبيًا رغم الظروف المحيطة.