لفت خطاب نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم في "يوم الشهيد" اهتمام الإعلام الإسرائيلي، إذ قال إن "استمرار العدوان الإسرائيلي لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية… لكل شيء حدود، ولن أقول أكثر من ذلك"، في رسالة بدت موجّهة لإسرائيل وتحمل مؤشرات حذر من الانجرار إلى مواجهة واسعة.
وذكرت صحيفة "
إسرائيل هيوم" أن الحزب يجري منذ مطلع 2025 إعادة هيكلة وتجنيدًا واسعًا لآلاف المقاتلين بدعم إيراني تقدّر بنحو مليار دولار تحت مسمى "الدعم الاستراتيجي"، يشمل تطوير الإنتاج العسكري المحلي، وإصلاح منظومات الصواريخ والمخازن المتضررة من الغارات، إضافة إلى تهريب مئات الصواريخ من
سوريا إلى
لبنان في الأسابيع الأخيرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن
حزب الله يواجه ضغوطًا سياسية وشعبية متزايدة داخل لبنان، ظهرت في المراسلة التي وجهها إلى الرؤساء.
ورأت إسرائيل هيوم أن هذه الرسالة جاءت ردًا على دعوات لبنانية متزايدة، من بينها مواقف الرئيس جوزيف عون وعدد من النواب، تطالب ببحث تسوية سياسية مع إسرائيل باعتبارها "ضرورة وجودية للبنان".
وأضافت الصحيفة أن تصريحات نعيم قاسم جاءت لتهدئة الجناح المتشدد داخل الحزب، بعد تقارير عن تذمر في صفوف المقاتلين نتيجة غياب الرد العسكري القوي على الهجمات
الإسرائيلية الأخيرة.
وبحسب التقرير، حمل خطاب قاسم رسالة مزدوجة: الأولى موجهة إلى الحكومة
اللبنانية، تدعوها إلى ممارسة الضغط على إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية.
والثانية إلى أنصار الحزب، لتأكيد أن سلاح حزب الله لا يزال "صمام الأمان" في مواجهة إسرائيل.
لكن الصحيفة لفتت إلى أن هذه الرسائل تأتي في ظل عجز
الجيش اللبناني عن ضبط نشاط الحزب المسلح، واستمرار هيمنة حزب الله على الجنوب اللبناني.
وتطرقت إسرائيل هيوم إلى أن طهران تعزز حضورها داخل البيئة الشيعية اللبنانية عبر مستويين متوازيين:
وأشارت الصحيفة إلى أن طهران أطلقت في تشرين الاول الماضي النسخة العربية من كتاب خامنئي "الشعر والموسيقى في الفقه الإسلامي" خلال احتفال في
بيروت شارك فيه نعيم قاسم، معتبرة ذلك خطوة لتجديد الولاء الفكري والسياسي للحزب تجاه
إيران.
تقول الصحيفة إن الواقع الحالي لحزب الله يمنح إسرائيل فرصة استراتيجية، إذ يعاني الحزب من "هشاشة سياسية واجتماعية" داخل بيئته الحاضنة، ما يتيح لتل أبيب مواصلة استهدافه.
غير أن إسرائيل اليوم تنقل عن دوائر بحثية إسرائيلية توصيتها بعدم الاكتفاء بالعمل العسكري أو الاقتصادي، بل بضرورة توسيع المواجهة إلى الميدان الاجتماعي والفكري، عبر دعم مشاريع بديلة لشبكات حزب الله الاجتماعية والخدمية، لتقليص اعتماد المجتمع الشيعي عليه.
وتختتم إسرائيل اليوم تقريرها بالإشارة إلى أن الانتخابات البرلمانية اللبنانية المقررة في مايو 2026 ستكون اختبارًا حقيقيًا لشعبية حزب الله، في ظل تزايد السخط الشعبي في مناطق نفوذه، خصوصًا الجنوب والبقاع.
وترى الصحيفة أن الحزب يحاول الموازنة بين لغة التهديد وضبط النفس، مدركًا أن أي مواجهة مباشرة مع إسرائيل قد تضعف مكاسبه السياسية والعسكرية في وقت تضخ فيه إيران المليارات للحفاظ عليه كأحد أذرعها الأهم في المشرق العربي. (سكاي نيوز)