يتصاعد القلق لدى أهالي الضاحية الجنوبية مع كل موجة من الرياح القوية أو الأمطار الغزيرة، في ظل وجود عدد من المباني التي تضرّرت خلال الحرب
الإسرائيلية الأخيرة على
لبنان. هذه المباني، التي لم يخضع العديد منها لأي كشف هندسي دقيق حتى الآن، تُظهر تشققات واضحة وتصدعات خطرة تجعل سكانها يعيشون تحت تهديد دائم بانهيار قد يحدث في أي لحظة.
وفي حديث مع "لبنان٢٤"، اوضح المهندس حسن
حيدر أن الخطر الحقيقي لا يقتصر على التشققات الظاهرة، بل يتعلّق بمدى إصابة العناصر الإنشائية الأساسية للمبنى، موضحاً انه إذا وصل الضرر إلى العناصر الإنشائية كالسقف والجدران الحاملة والدعامات والأعمدة والقواعد، فإن الفحص الإنشائي الشامل يصبح ضرورة ملحّة لا يمكن تأجيلها".
وشرح حيدر أن معالجة هذه الأضرار تتطلّب إجراء فحص دقيق عبر أخذ عينات من الخرسانة والعناصر الإنشائية للتأكد من قدرة المبنى على التحمل، مضيفاً" ان عدم إجراء هذا الفحص يعني تعريض السكان لخطر مباشر، فالعوامل الخارجية كالأمطار والرياح قد تجعل أي تصدّع يتحوّل إلى انهيار جزئي أو كامل".
واكد أن الأمطار تتسرّب إلى الشقوق وتضعف ترابط العناصر الإنشائية، فيما تزيد الرياح من الضغط الحركي على المبنى، ما يجعل الأجزاء المتضرّرة عرضة للسقوط، مشيراً إلى أن الوضع "لا يحتمل الانتظار".
وفي ظل بطء عمليات الكشف الرسمي، تتنامى مخاوف السكان من أن تتحوّل
العاصفة المقبلة إلى كارثة حقيقية، خصوصاً في المباني التي ما تزال مأهولة بعائلات لا تملك أي بديل سكني.
ويختتم المهندس حسن حيدر حديثه بالقول: "التصدعات لا تعالج نفسها، وإن لم يبادر المعنيون إلى فحص المباني اليوم، فقد نواجه انهيارات مفاجئة غداً".