Advertisement

لبنان

رفض تركي لترسيم لبنان حدوده البحرية مع قبرص؟

Lebanon 24
15-11-2025 | 23:08
A-
A+
Doc-P-1442719-638988701958075155.png
Doc-P-1442719-638988701958075155.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كتب اسكندر خشاشو في" النهار": منذ توقيع اتفاق الإطار لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وقبرص عام 2007، بقيت الحكومات اللبنانية عاجزة عن المصادقة عليه، رغم الحاجة الملحّة لتثبيت حدودها البحرية تمهيداً لاستكشاف الغاز في البلوك 5 والبلوك 6 والرقعة المحاذية للحدود القبرصية. والسبب لم يكن لبنانياً صرفاً، بل مرتبط بالاعتراض التركي الذي ظهر منذ اللحظة الأولى، ليشكّل أحد أبرز العوائق غير المعلَنة أمام استكمال ملف الترسيم. فتركيا، التي لا تعترف بجمهورية قبرص اليونانية وتعدّ نفسها "طرفاً معنياً" بكل ما يتصل بشرق المتوسّط، اعتبرت أنّ أي اتفاق يبرمه لبنان مع نيقوسيا، من دون إشراك القبارصة الأتراك، يخلّ بالتوازن السياسي والحقوقي الذي تدافع عنه أنقرة في الجزيرة. ومن هذا المنطلق، عمدت تركيا إلى إبلاغ لبنان رسمياً، عبر قنوات دبلوماسية مباشرة وغير مباشرة، أنّ تصديق الاتفاق سيعد موقفاً منحازاً ضد القبارصة الأتراك، وهو ما دفع الحكومات اللبنانية المتعاقبة إلى تجميد الاتفاق في مجلس النواب.
Advertisement

لكنّ خلفية الاعتراض التركي تتجاوز القضية القبرصية إلى معادلات أكبر في شرق المتوسّط. فأنقرة ترى أن أي ترسيم ثنائي بين لبنان وقبرص يشكّل جزءاً من شبكة تفاهمات بحرية تربط نيقوسيا باليونان ومصر وإسرائيل، وكلها دول تتنافس تركيا معها على النفوذ البحري ومواقع استخراج الغاز ومسارات الأنابيب. وبالتالي، تخشى أنقرة من أن يتحوّل الاتفاق اللبناني–القبرصي إلى نقطة ارتكاز جديدة تُستخدم لترسيمات لاحقة مع اليونان، بما يحدّ من مجالها البحري شمالاً وشرقاً. وفي ملفات الطاقة تحديداً، تنظر تركيا بعين الريبة إلى كل ما يسهّل قيام تحالفات إقليمية يتقدمها "منتدى غاز شرق المتوسط" الذي تستثنى منه أنقرة. لذلك، فإن إبقاء الحدود اللبنانية–القبرصية بلا ترسيم يتيح لتركيا الاحتفاظ بقدرتها على المناورة وعرقلة أي مشاريع تتقاطع مع المصالح القبرصية–اليونانية. أما لبنان، فوجد نفسه وسط هذا الاشتباك الإقليمي في لحظة كان فيها بأمسّ الحاجة إلى حماية حقوقه البحرية. ففي عام 2011، راسلت أنقرة الأمم المتحدة معتبرة أن الخط البحري الذي اعتمده اتفاق 2007، المعروف بالـ"Line 1"، لا يأخذ في الاعتبار "حقوق الجمهورية التركية لشمال قبرص". ومنذ ذلك الحين، التزمت بيروت سياسة "الحياد الإجرائي" مراعاة للعلاقات الثنائية، ولحسابات دقيقة تتعلق بالجالية اللبنانية في تركيا وبالدور الذي تؤديه أنقرة في ملفات إقليمية تمس لبنان مباشرة.

اليوم، يعود الملف إلى الواجهة مع بدء المرحلة الثانية من التنقيب قبالة السواحل اللبنانية، وتحديداً في الرقع القريبة من الحدود القبرصية، حيث يُنظر إلى تثبيت الخط البحري الجنوبي–الغربي باعتباره خطوة ضرورية لضمان بيئة استثمارية مستقرة للشركات الدولية.  لذلك قامت الحكومة اللبنانية بتثبيت الحدود البحرية على الرغم من أن أنقرة ما زالت تربط أي تفاهم بضرورة الاعتراف بدور القبارصة الأتراك في أي اتفاق يبرم في محيط الجزيرة. بقي لبنان عالقاً بين حقوقه المشروعة في مياه يفترض أن تستغل اقتصادياً، وبين حسابات جيوسياسية تتجاوز قدرته على حسمها منفرداً، فأتت الخطوة اللبنانية الاخيرة من دون التفاهم مع تركيا التي  لا تزال تؤكد عدم اعترافها بالخطوة وتنظر إليها  بعين غير راضية.  
 
 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك