وسط ازدحام أيامنا بالضغوط والالتزامات اللامتناهية، يبرز نشاط بسيط قادر على إعادة بث الحيوية في نفوسنا وأجسادنا، وهو المشي في أحضان الطبيعة. ويصادف هذا النهار من كل عام، اليوم الوطني للمشي لمسافات طويلة الذي يذكّرنا بأن الطريق إلى الهدوء والسعادة قد يبدأ بخطوة واحدة فقط. ومع كل السوداوية المحيطة بنا، لا يزال لبنان يُعتبر من أجمل البلدان التي تمنحك هذا الشعور بطبيعته الساحرة.
يهدف هذا اليوم عالمياً إلى تشجيع الأفراد والعائلات على قضاء الوقت في الهواء الطلق، واستكشاف المسارات الجبلية والطبيعية القريبة منهم، وتقدير قيمة البيئة وحمايتها. ولأن الإنسان يحتاج دائمًا إلى مساحة يستعيد فيها توازنه وطاقته، يأتي اليوم الوطني للمشي لمسافات طويلة ليؤكد أن خطوتك التالية قد تكون بداية رحلة تُغيّر يومك وربما حياتك.
من هنا، أصبح المشي خصوصًا في الطبيعة وسيلة فعّالة لاستعادة التوازن الجسدي والذهني، وتحقيق الهدوء الداخلي، وتعزيز اللياقة البدنية دون الحاجة إلى معدات معقدة أو التزامات مكلفة.
ومن فوائد المشي لمسافات طويلة، تحسين الصحة البدنية من خلال تقويته عضلات الساقين والظهر، كما يحسّن صحة القلب والدورة الدموية. وللصحة النفسية حيّزها الكبير من خلال تقليل التوتر والاكتئاب، ورفع مستوى التركيز والهدوء.
كما أنه علمياً، تعيد تقوية العلاقة مع الطبيعة التواصل مع الأرض، وتمنح شعورًا عميقًا بالراحة والإنتماء، فضلاً عن أن المشي ينشط الحياة الاجتماعية، إذ يمكن أن يكون نشاطًا ممتعًا للعائلة أو الأصدقاء.
وفي هذا الإطار، يُعتبر لبنان من أفضل الوجهات للمشي في المنطقة بفضل تنوع تضاريسه وغناه الطبيعي، وهذه أفضل الاقتراحات لاختيار مسارات تناسب الجميع:
- غابة أرز الشوف: مسار سهل بين الأشجار القديمة مع هواء نظيف ومشاهد طبيعية خلابة.
- ممشى حرج
بيروت: مثالي لمن يريد بداية بسيطة داخل المدينة.
- وادي قاديشا – بشري: مزيج من التاريخ والطبيعة، مع مناظر ساحرة.
- درب القديسين – قنوبين: مسار تراثي يجمع بين الأديرة والمنحدرات الجبلية.
- صعود القرنة السوداء – بشري: أعلى قمّة في لبنان (3088م)، تجربة شاقة لكنها مذهلة.
- مسارات أعالي
البقاع – راشيا وحاصبيا: توفر طرقًا طويلة وتضاريس متنوّعة.
إذاً، اليوم الوطني للمشي لمسافات طويلة هو فرصة مثالية للهرب من صخب الحياة والعودة إلى الطبيعة. ومع جمال لبنان وتنوع مساراته، يصبح الاحتفال به تجربة غنية وملهمة، سواء كنت مبتدئًا أو محترفًا. لذلك، انطلق، تنفّس بعمق، واكتشف جمال
هذا البلد رغم أن كل ما فيه يحاول إقصاء هذه الجمالية.