قبل أيام أعلنت
منظمة الصحة العالمية إصابة عدد من الأشخاص في إثيوبيا بفيروس ماربورغ المحتمل أن يكون قاتلا، وهذا التفشي هو "الأول من نوعه في البلاد".
من جهتها، أعلنت سلطات إثيوبيا تفشي وباء
فيروس "ماربورغ" في جنوب البلاد تحديدا في إقليم أومو المتاخم للحدود مع جنوب السودان، حيث تم تسجيل 9 حالات مؤكدة حتى الآن.
غير أن هناك العديد من الحالات في دول أخرى في شرق أفريقيا مؤخرا، وتشير التحاليل الجينية إلى أنها نفس سلالة
الفيروس التي تسبب المرض في بلدة جينكا في جنوب إثيوبيا، بحسب ما أوردت منظمة الصحة العالمية.
وقامت منظمة الصحة العالمية بإرسال فريق من الخبراء إلى جنوب اثيوبيا لمكافحة تفشي مثل هذه الحمى النزفية الفيروسية. فهل يمكن ان يصل هذا الفروس القاتل إلى
لبنان لاسيما مع وجود جالية إثيوبية كبيرة فيه وثمة رحلات متواصلة بين البلدين، وعاد استقدام العاملات الإثيوبيات إلى ارتفاع في الفترة الأخيرة؟
رئيس التجمع الطبي الاجتماعي اللبناني والأمين العام للرابطة الطبية الاوروبية الشرق الاوسطية الدولية وعضو مجلس نقابة الأطباء البرفسور رائف رضا طالب بمراقبة القادمين من إثيوبيا خاصة عبر مطار
بيروت من مرض ماربورغ الفيروسي القاتل ومتابعتهم لفترة من الوقت خوفا من نقل العدوى وذلك بعد إعلان منظمة الصحة العالمية عن تفشي هذا المرض جنوب إثيوبيا وخشيتها من انتشاره.
وأوضح رضا في حديث لـ "
لبنان 24" ان "فيروس ماربورغ هو مرض يتنكر على شكل نزلة برد في أيامه الأولى وهو سريع الانتشار ومميت وفترة حضانته تمتد من 3 أيام الى أسابيع وتبدأ عوارضه بحرارة مرتفعة وصداع في الرأس وأوجاع شديدة في العضلات وتقيء ثم يدخل الخلايا المناعية ويدمرها ويسبب نزيفا في فتحات الجسم كالعين والأذن والأنف والفم وسواها ويؤدي إلى نزيف داخلي وخارجي كما يُسبب بفقدان سوائل الجسم".
وأضاف انه يُصيب الانسان بالجفاف والتعب الشديد حيث يبقى مستلقيا في السرير ويتحوّل الى شكل مخيف "كالشبح" ويحتاج لدخول طارىء الى المستشفى لتعويض ما خسره من سوائل ودم ليبقى على قيد الحياة".
وأشار رضا إلى ان "الوفاة جراء هذا الفيروس تحدث عموما في الأيام الـ 9 من بدء الإصابة"، موضحا ان "هذا الفيروس يشبه فيروس ايبولا ولكنه مختلف ويتشابهان في الأعراض ويسبب الوفاة في 90% من الحالات بحسب منظمة الصحة العالمية".
وعن كيفية انتقال هذا الفيروس إلى الإنسان، قال رضا: "هذا الفيروس ينتقل عادة من الحيوانات كالخفافيش وبعض القردة الى الانسان ومن الانسان المُصاب الى الانسان السليم عبر سوائل الجسم المُصاب عبر الرذاذ التنفسي أي جهاز التنفس والعرق والقيء والبول واللعاب والسائل المنوي ومن
الدم عبرالخدوش وكذلك عبر ملامسة الأدوات الملوثة من الشخص المُصاب".
ودعا إلى الإنتباه كون الشخص المُصاب بفيروس ماربورغ لا تبدو عليه أي علامات في بادىء الامر خاصة قبل فترة الحضانة وهنا الخطورة.
وشدد على انه "لا يوجد أي علاج أو لقاح للوقاية من هذا الفيروس"، لافتا إلى ان "منظمة الصحة العالمية تخشى ان يتحوّل مرض ملبورغ الى وباء".
وأوضح انه "سمي بفيروس ماربورغ نسبة الى مدينة ماربورغ الالمانية حيث تم اكتشاف أول إصابة فيه عام 1967".
إذن يعود اكتشاف هذا المرض للمرة الأولى إلى عام 1967 في مختبرات ماربورغ وفرانكفورت في ألمانيا وذلك بعد إصابة عمال تربية خنازير مستوردة من غينيا بالفيروس، ومنذ ذلك الحين حدثت تفشيات أغلبها في القارة الافريقية، واستمرت التفشيات على مدار سنوات، لكن في السنوات الأخيرة تفشى الفيروس في غينيا وغانا ورواندا ومؤخرا في إثيوبيا.
في الخلاصة لا بد من اتخاذ الدولة إجراءات احترازية صارمة في
المطار والمنافذ البحرية والبرية لعدم دخول هذا الفيروس إلى لبنان مع تواجد جالية إثيوبية كبيرة فيه، تشمل فحوصات طبية دقيقة لجميع القادمين من الدول التي ينتشر فيها الفيروس ولاسيما إثيوبيا وعدم السماح بدخول أي مسافر من دولة موبوءة إلا بعد تطبيق الإجراءات الوقائية الكاملة.