قبل يومين من نهاية مهلة تسجيل المغتربين للانتخابات النيابية المقبلة، أصدرت وزارتا الداخلية والبلديات والخارجية والمغتربين بياناً اعلنتا فيه أنه لغاية تاريخ 18 تشرين الثاني 2025، بلغ عدد الطلبات المسجّلة عبر المنصة الإلكترونية الخاصة بوزارة الخارجية والمغتربين 101355 طلبًا تسلّمت وزارة الداخلية والبلديات منها 65250 طلبًا، ويجري حاليًا العمل على تدقيقها ومطابقتها مع القوائم الانتخابية.
وكتبت" النهار": قبل يومين من مهلة إقفال تسجيل المغتربين في السفارات والقنصليات للمشاركة في الانتخابات النيابية من البلدان التي يقيمون فيها، لم تظهر الأرقام إلى اليوم الإقبال الكبير على منصات التسجيل حيث يعيش المنتشرون، فيما هم على انقساماتهم المعروفة على غرار حال أهلهم في الداخل، بين مؤيدين لإبقاء الدائرة الـ16 أي انتخاب 6 نواب بموجب القانون الحالي، ومؤيدين لمشروع الحكومة القاضي بانتخاب الاغتراب للنواب الـ128.
وفي جولة يتبين حتى الآن تسجيل نحو 12 ألفاً في فرنسا و1300 في بلجيكا و175 في
روسيا. وثمة بلدان لم يتجاوز عدد المسجلين فيها العشرات. ويحتاج فتح أي قلم اقتراع إلى ما يقل عن 200 شخص، علماً أن ديبلوماسيين ينشطون من خلال اتصالاتهم بأركان الجاليات وممثلي الأحزاب على رفع العدد. وتظهر الأرقام أن أكثر المسجلين في فرنسا، وألمانيا، وكندا، وأميركا، وأستراليا، وساحل العاج، مع ارتفاع نسبة المسجلين في دول الخليج في الأيام الأخيرة.
وأفادت
وزارة الخارجية أنه تم التسجيل على المنصة لنحو مئة ألف، مع ملاحظة أن الوزارة قبيل الانتخابات الأخيرة كانت تصدر أرقام المسجلين يومياً في مختلف بلدان الانتشار. وتعزو مصادر ديبلوماسية الأرقام القليلة للمسجلين إلى عدم الثقة بكل العملية الانتخابية في البلد. وسط ترقب تعامل الرئيس نبيه بري مع مشروع الحكومة الذي اعترض عليه قبل والدته وإذا بقي رقم المسجلين على هذا المعدل فمن غير المتوقع أن يحدثوا فرقاً كبيراً في نتائج الاقتراع، أو أن يقترعوا كلهم إذا تمكنوا من الانتخاب في الخارج. رئيسة مؤسسة "بيت
لبنان والعالم" بيتي هندي، الناشطة على خط تصويت المغتربين في الخارج للنواب الـ128، ترى أن حالة من الإرباك تسيطر على المنتشرين في عملية التسجيل، نتيجة عدم وضوح الرؤية الانتخابية عندهم، وتطالب بتمديد التسجيل "أقله إلى نهاية السنة الجارية".
وكتب سعيد مالك في "نداء الوطن": يفترض أن يشهد هذا الأسبوع، إحالة مشروع قانون الحكومة المُعجّل إلى مجلس النوّاب. ويُفترض أن يتخذ رئيس المجلس موقفًا من هذا المشروع، إمّا أن يتخذ موقفًا بإبقائه في الأدراج. وإمّا أن يتخذ موقفًا بإحالته إلى اللجان. وإمّا أن يدعو إلى جلسة هيئة عامة لطرحه وتلاوته والقرار بشأنه.
وعملًا بواقع الحال، ونظرًا لضيق الوقت، وتسهيلًا لعمل الحكومة في إجراء الانتخابات. يُفترض على رئيس المجلس دعوة مجلس النواب إلى هيئة عامة، لِطرح المشروع وتلاوته ومناقشته والتصويت عليه. لكن ما صار تسريبه من أوساط رئيس المجلس، أن هذا الأخير سيحيله إلى اللجنة الفرعية المُنبثقة من اللجان المشتركة، وسيضُمّه إلى باقة الاقتراحات المُكدّسة والمُتراكمة.
يهدف الرئيس برّي مِن قرار إحالته إلى اللجنة الفرعية، عرقلة عمل الحكومة في إنجاز الاستحقاق الانتخابي وإتمامه. مما سيؤدّي إلى نَسف العملية الانتخابية برُمّتها، وتطيير هذا الاستحقاق مِن أساسه. فالحكومة أعلنت صراحةً أنها عاجزة عن إنجاز الاستحقاق في الربيع المُقبل، دون إجراء تعديلات على قانون الانتخابات. لذلك، اقترحت وأعدّت مشروع قانون مُعجّلًا يقضي بتعليق العمل ببعض المواد، وتعديل البعض الآخر مِن قانون الانتخابات العامة، وإحالته إلى المجلس النيابي للإقرار. وبالتالي، كان يقتضي على رئاسة المجلس النيابي التجاوب مع رغبة الحكومة في تعديل القانون وتعليق بعض مواده. حتى لا تُعرقل عمل الحكومة، مما يتناقض مع أحكام الدستور واجتهاد المجلس الدستوري المُستمر والمُستقر بهذا الاتجاه. ونعود ونرفع الصوت إلى رئيس الدولة، المؤتمن على الدستور وأحكامه. ونُناشده التحرُّك قبل فوات الأوان، وقبل أن تُصبِح الانتخابات النيابية المُرتقبة في الربيع المُقبِل في "خبر كان". فالدستور أجاز له حق توجيه الرسائل إلى المجلس النيابي حين تقتضي الضرورة. وعن أي ضرورة تكلّم الدستور، إن لم تَكُن شبيهة بما نشهده مِن تجاوز وإطاحة؟
وكتب كبريال مراد في" نداء الوطن": كان من المفترض وصول مشروع تعديلات قانون الانتخاب المحال من الحكومة إلى مجلس النواب أمس. لكن الأمين العام للمجلس عدنان ضاهر أشار عند اتصال "نداء الوطن" به إلى "أنه خارج المكتب، ولا يمكنه التأكّد من وصول المشروع من عدمه قبل صباح الأربعاء". ومرة جديدة يطرح السؤال عما سيفعله
رئيس مجلس النواب نبيه بري بالمشروع، وضعه على جدول أعمال جلسة تشريعية أم إحالته إلى اللجنة الفرعية المعنية بقوانين الإانتخاب؟
في المقابل، لا يبدو أن المعترضين على وجهة نظر بري سيستسلمون. وهم سيواجهون "المماطلة" بعريضة نيابية جديدة ستقدّم ظهر اليوم، وقد وقعت من جهات مختلفة حزبية وتغييرية ومستقلة. ويستند طارحو العريضة إلى أن مهمّة إجراء الانتخابات في أيار 2026 منوطة حصرًا بالحكومة، وأن الحكومة أكدت استحالة إجراء الاستحقاق وفق القانون الحالي وأرسلت مشروعًا نال الأكثرية في
مجلس الوزراء. ويستند طارحو العريضة النيابية كذلك إلى "الاجتهاد الدستوري رقم 2005/1، والذي يؤكد أنه لا يجوز لسلطة دستورية أن تعطّل عمل سلطة دستورية أخرى، بل يجب التعاون بين السلطات". قد يكون مصير العريضة الجديدة مشابهًا للعريضة الأولى والتي تعامل معها بري "كأنها لم تكن" مصرًّا على موقفه من أنه وبغياب التوافق السياسي فقانون الانتخاب يبحث في اللجنة الفرعية. لكن النواب المؤيّدين للعريضة يعتبرون أن مسارها يقتضي من رئيس المجلس إدراج المشروع الحكومي على جدول أعمال جلسة تشريعية للتصويت عليه، فإمّا يقر وتصبح التعديلات نافذة، أو يسقط بالتصويت، وعندها لكل حادث حديث. ووفق المعلومات، فالخطوة الثانية، جاهزة، وستعلن بضوء ما سيقوم به بري. وكل خطوة من رئيس المجلس تقابل بخطوة أخرى من المصرّين على البت سريعًا بتعديلات قانون الانتخاب.
وكتبت لارا يزبك في "نداء الوطن": تنصح أوساط قيادية سيادية بعدم إهمال العامل الإيراني، باعتبار أن المواجهة مع إيران لن تصل إلى خواتيمها بسهولة، بل تحتاج إلى مدة مماثلة لتنتهي بشكل أو بآخر، أو لتتراجع بشكل كبير. وتقول: "نحن عمليًا في قلب العصر الأميركي بما يعنيه من سيطرة وتحكم وربط بين مختلف النزاعات والقضايا التي تضج بها منطقة
الشرق الأوسط، إذ لا يمكن الحديث عن حل هنا وحرب هناك، أو عن نزاع هنا واستقرار هناك، وعليه لا يمكن للوضع اللبناني أن يستمر استثناءً في المنطقة، بل سيستمر التوتر والتجاذب ومعه الهجمات
الإسرائيلية التي يبدو أن "
حزب الله" يتهيب الرد عليها حتى إشعار آخر".أضافت الأوساط نفسها: "أما في ما يتعلق بالموقف العربي، فقد نشهد ما يشبه حصارًا عربيًا على لبنان، على الرغم من استعداد
سعودي خجول لانفتاح محدود على الصعيد التجاري مع لبنان، لكنه استعداد لا علاقة له بالقرار الثابت بعدم تقديم أي مساعدات مالية واقتصادية واستثمارية وإعمارية للبنان، ما عدا المساعدات الإنسانية". وتتوقع الأوساط السيادية أن تتصاعد وتيرة العقوبات الأميركية بحق مؤسسات وأفراد لبنانيين من جماعة "حزب الله" ومن انتماءات أخرى، بل إنها لا تستبعد أن تطول العقوبات أشخاصًا قريبين من مراجع عليا في الدولة، باعتبار أن هناك من يسهل على "حزب الله" حركيته على صعيد التزود بالسلاح والمال. وتأسف لحقيقة أن لبنان الرسمي أضاع فرصة فريدة كي تستعيد الدولة زمام الأمور بقوة وحزم وأن تفرض سيادتها من دون أي شريك على قرارها وأراضيها. وما يضاعف الأسف هو التعاطي مع الرئيس نبيه بري وكأنه فزاعة أو لاعب لا يمكن تخطيه على مختلف الصعد، علمًا أن الرئيس بري لم يكن يعتقد منذ بضعة أشهر أنه سيستمر في دوره المحوري على صعيد السلطة والقرار السياسي. وتلفت الأوساط نفسها إلى أن لبنان بدأ يتراجع في سلم الأولويات، وترى أن
الأميركيين بدأوا يراهنون على سيبة ثنائية متينة بنسبة كبيرة في المنطقة ترتكز على كل من
إسرائيل وسوريا، وبالتالي لن يخصصوا الكثير من الاهتمام بلبنان وسيتركونه فريسة التجاذبات مع دعم أكيد لأي عمليات عسكرية إسرائيلية على "حزب الله"، وهذا مغزى ضياع الفرصة، في وقت نجح الرئيس السوري أحمد الشرع في كسب عدد من النقاط ليثبت موقعه في المعادلة، وإن كان هذا الموقع يشوبه الضعف نتيجة حالة التشرذم التي ما تزال تشهدها
سوريا.