Advertisement

لبنان

فيروز شكرًا... لقد جعلت أيامنا أحلى

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
21-11-2025 | 06:00
A-
A+
Doc-P-1444992-638993266173972813.webp
Doc-P-1444992-638993266173972813.webp photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger

تسعون وواحد من عمر فيروز ليست كباقي السنين. فما أعطته هذه السفيرة التي أوصلت بصوتها لبنان إلى النجوم لم يعطه من قبلها ولا من بعدها أحد. رافقناها منذ أن أسُمعنا "يلا تنام"، و"تك تك يا أم سليمان". كبرنا على صوتها وامتزجت أغانيها بيومياتنا وبغرامياتنا البريئة فكتبنا اسماءهن "على رمل الطريق" وكتبوا اسماءنا على "الحور العتيق"، وبمغامراتنا الشقية فكانت "أنا عندي حنين ما بعرف لمين" الرفيقة الدائمة الباحثة عن "الأنا" في "ألآخر"، والآخر في "الأنا"، وسمعت الجيران "بيقولوا يمكن يكون عم يضحك عليها". في الضيعة التي لم تعد ضيعة، حيث كانت تلفحنا "نار الغيرة والريح الجبلية" وسهرات الليل وسكونه "وفي ثوب السكون تختبئ الأحلام"، وحيث كان "ضباب الليل في تلك الكروم يحجب الأسرار"، كانت "الفيروز" الحاضرة الدائمة، ومعها كان يحلو السهر ويطول السمر. ما غنتّه تلك التي تطفئ اليوم شمعتها الحادية والتسعين، وكأنها الأولى، ملأ الحنايا والكيان حتى صرنا نحن وهي "صحبة من زمان" و"كبرنا سوا وغنينا سوا". فيروز، يا ساحرة الزمان سامحي تطفلنا، لن نترك "الحلوي تغزل بمغزلها وتراجع حساب العتيق ببالها".

 

ففي عيدها الحادي والتسعين، نعود مع فيروز إلى "زهرة المدائن"، حيث القدس تتنفس الأمل. هنا نلمس الحب العميق للوطن، ونعيد اكتشاف معنى الانتماء، وسط أنغام تصرخ بالكرامة والجمال على رغم قسوة الزمن.

 

نعود مع فيروز، تلك الأم الحزينة إلى بساطة الأيام مع "كان عنا طاحونه"، حيث الضيعة الصغيرة تحتفظ بالذكريات الجميلة. في هذه الدهليزات، نتذكر اللقاءات الطفولية، ودفء القلوب التي صنعت معنى الحياة البسيط والصافي.

 

ولا ينسى "الهوى الذي نسم علينا" فيزورنا محملاً بالحنين، للحبيب وللحياة التي كانت أرق وأجمل. الصوت العذب ينساب في قلوبنا، كأنه يلمس كل زاوية فيها ويعيد إليها دفئًا لم نفقده بعد.

 

حين غنت لنا "بكتب اسمك يا حبيبي"، غزل صوتها بقلوبنا رسالة حب خالدة. ومع "الحلم الجايي"، نستشعر الأمل بالمستقبل، وننظر إلى الغد بعينين مليئتين بالثقة. صوت فيروز يعلّمنا أن الحياة دائمًا ممكنة، وأن الأحلام التي نحملها اليوم، يمكن أن تتحقق غدًا، مهما كانت التحديات كبيرة.

 

فيروز ليست مجرد صوت ملائكي، بل ذاكرة وطنية، رمز حب وحنين، ونغمة أمل مستمرة. في عيد ميلادها، نحتفل بها ليس فقط لأنها غنّت لنا، بل لأنها جعلتنا نحلم ونحب ونستمر بالعيش بأمل، على رغم كل الصعاب.

 

نحن الشموع التي لا تنطفئ... وانت باقية أغنية الصباح، حيث لا تحلو القهوة إلا على صوتك. فيروز، شكراً لقد جعلت أيامنا أحلى.

Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

اندريه قصاص Andre Kassas