أشار عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن
فضل الله الى "إننا نتعرض اليوم لعدوان عسكري ومالي وإعلامي وسياسي، وفي حين لم يستطع العدو أن يقتلعنا من أرضنا، هناك من يظن أنه يستطيع أن يقتلعنا من الشراكة السياسية أو من الحضور في المعادلات الداخلية مستفيدًا من الوضع القائم، ومن أن
المقاومة قبلت بهذا الاتفاق، وبأن تكون الدولة هي المسؤولة عن تطبيقه، إلا أننا باقون ومستمّرون رغم كل هذه التحديات والصعوبات والآلام، ولا يمكن لأحد في
لبنان مهما كان أن يمسّ بشراكتنا في الدولة، ليس لأننا نمثل بيئة كبيرة على المستوى الشعبي، وليس لأننا جزء أساسي ومكوّن للبنان، بل أيضًا لأننا لا نزال أقوياء في حضورنا الشعبي والسياسي والتنظيمي، وهذه القوة نستمدها من الله أولًا، ومن شعبنا، وممّا زرعه شهداؤنا من تضحيات في بلدنا، ولا أحد يستطيع أن يتجاوز هذه الشراكة على الإطلاق".
أضاف: "هناك انقسام في البلد، وهناك من يراهن على العدو، ويريد أن يستثمر على الاعتداءات ويعتقد أن مشروعه في لبنان وفي المنطقة انتصر، وأن
إسرائيل ستتكفل بمواصلة الاعتداءات حتى تحقق أهدافها ليستفيد بعض الداخل من تحقيق هذه الأهداف، لكن هؤلاء واهمون ومخطئون، ولم يتعلموا من تجارب الماضي أن هذا العدو يعمل لمصلحته، وعندما يحقق أهدافه لا يلتفت إلى عملائه الذين تركهم عندما اضطر إلى الانسحاب من أرضنا".
وأضاف: "يوجد من يحرض ويبث السموم يوميًا بهدف محاصرة وعزل بيئة كاملة، وأنا لا أتحدث فقط عن
المسلمين الشيعة الذين يشعرون اليوم بالاستهداف من خلال محاولات العزل أو الحصار المالي والاقتصادي أو الاستهداف الأمني، بل إن بيئة المقاومة هي بيئة واسعة تمتد في بقية الطوائف، ولدينا الكثير من الحلفاء المخلصين والمضحين، وإن كان الشيعة في لبنان يعتزون ويفتخرون بأنهم رأس المقاومة وبأنهم دفعوا هذه الأثمان الباهظة من أجل قضية مقدسة، وأن
الإدارة الأميركية تريد أن تلاحقهم ماليًا واقتصاديًا، وأن هناك من يتلاقى مع اليد
الإسرائيلية التي تقصف وتعتدي ليواجه هذه البيئة أو ليحرض عليها، ولكن كل هؤلاء الذين يجتمعون علينا اليوم لم يستطيعوا تحقيق أهدافهم، لأننا لا نزال واقفين وصامدين ومتمسكين بحقوقنا، وكل هذا التآمر المحلي والخارجي، وكل هذه الاعتداءات لم تستطع أن تسقط هذه المقاومة أو أن تسقط حزبها أو أن تسقط شعبها".
وقال: "من محاولات الانقلاب على المعادلة الداخلية التحريض في موضوع قانون الانتخاب تحت عنوان انتخاب المغتربين، ليس حبًا بالمغتربين وبدورهم، فالقانون أعطاهم ستة مقاعد في الخارج وبإمكانهم انتخابهم، إنما من أجل وضع اليد على المجلس النيابي "رئاسة وغالبية" من خلال فرض تعديل قانون الانتخاب لوضع اليد على البلد".
وشدد النائب فضل الله على "أننا لم نضعف، وأن ما يحاول البعض القيام به هو التلاعب بتركيبة البلد، وهذا لا يبقي بلدًا، فصحيح أننا نريد الحفاظ على السلم الأهلي وعلى العيش الواحد، وإن كان البعض في لبنان لا يريد عيشًا واحدًا ولا يريد تلاقيًا، ويريد حتى أن يخرب السلم الأهلي من أجل مشروعه، ولكننا حريصون أيضًا على بلدنا، من موقع الحرص ومن موقع القوة والتماسك أيضًا، ذاهبون إلى الانتخابات في القانون النافذ لنُري الذين يتآمرون على بلدنا من هو المعزول الحقيقي، ومن هو الذي يمثل أكثرية شعبية في لبنان".