Advertisement

لبنان

الإقبال المبكر على زينة عيد الميلاد: بحثٌ عن الفرح وسط الأزمات

زينة كرم - Zeina Karam

|
Lebanon 24
23-11-2025 | 02:30
A-
A+
Doc-P-1445674-638994869895618780.jpg
Doc-P-1445674-638994869895618780.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
 
بات المشهد الميلادي يحلّ أبكر من موعده المعتاد في لبنان. فأشجار الميلاد تضاء مع بداية تشرين الثاني، والواجهات التجارية تكتسي بالأحمر والذهبي فيما تتنافس البيوت على ديكورات مبهرة تُنشر فور جهوزها على مواقع التواصل. هذا الإقبال المبكر لم يعد مجرد نزعة تجارية أو استعداد موسمي، بل ظاهرة اجتماعية تعبّر عن حاجات عميقة يعيشها اللبنانيون في ظل واقع مليء بالتحديات.
Advertisement
 
 لا يمكن فصل الظاهرة عن الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يمرّ بها البلد منذ سنوات. فوسط الهموم اليومية، تجد العائلات في زينة الميلاد وسيلة للهروب من الضغوط، ومحاولة لانشاء مساحة دافئة داخل المنزل تعيد لهم الشعور بالاستقرار النسبي. الزينة بالنسبة للكثيرين أصبحت علاجاً نفسياً بسيطاً يمنحهم شعوراً بالراحة، ولو موقتاً.
ففي صلب معناه، يمثّل عيد الميلاد الرجاء والقدرة على النهوض بعد كل محنة، فليس مستغرباً إذاً أن يبدأ اللبنانيون الاحتفال به باكراً لأنهم بحاجة إلى جرعة إضافية من التفاؤل. فكل ضوء يُعلَّق على شجرة، وكل قطعة زينة تُضاف على الرفوف، هي رسالة صغيرة بأن الأمل ما زال موجوداً مهما اشتدت الصعوبات.
 
بدورها، أصبحت الزينة نشاطاً اجتماعياً يتشارك الناس تفاصيله بفضل منصات التواصل الإجتماعي التي تلعب دوراً أساسياً في تسريع إيقاع الأجواء الميلادية كما أي مناسبة أخرى. فمع انتشار الفيديوهات والصور التي تستعرض أفكاراً للديكور، تحوّلت المنازل المزينة إلى محتوى جميل يُنشر للتفاعل والإلهام، ما دفع الكثيرين إلى بدء التحضيرات باكراً لالتقاط أفضل الصور ومشاركة لحظات الفرح.
وبما أن لبنان يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمحن الإقتصادية، تعتمد المحال على إطلاق عروضها أو تشكيلة الزينة قبل وقت طويل من العيد لجذب أكبر قدر من الزبائن. فالمنافسة بين المتاجر ومراكز التسوّق الكبرى تحفّز المستهلك على الشراء، خصوصاً أن الأسعار قد تتبدّل بين فترة وأخرى. ومع توقع عودة المغتربين في عطلة الأعياد، يستعد كثيرون مبكراً لاستقبالهم بأجواء دافئة ومكتملة.
وعلى اعتبار أننا خارجون من زمن حرب ولا نعلم ما يخبّئه لنا المستقبل في بلد التحديات الكبرى، تحاول العائلات إضفاء أكبر قدر من الفرح في حياة أبنائها، وتعويض ما فاتهم من إحساس بالاستقرار. لذلك، قد يعتبر التزيين باكراً مهما كان بسيطاً، فرصىة لإدخال البهجة والتفاؤل إلى البيت، وتحويل كل يوم قبل العيد إلى فرصة للاحتفال.
ختاماً، يعكس الإقبال المبكر على زينة الميلاد في لبنان رغبة عميقة لدى اللبنانيين في التمسّك بالفرح رغم كل المصاعب. فالزينة، في جوهرها، ليست مجرد كرة حمراء أو شريط لامع أو ضوء صغير، إنها فعل مقاومة صغيرة في وجه الظروف، ومحاولة لإضاءة حياة أثقلها الواقع المرير.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

زينة كرم - Zeina Karam