قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن اغتيال القيادي البارز في "حزب الله" هيثم الطبطبائي في الضاحية الجنوبية لبيروت لم يكن عملية عابرة، بل تتويجاً لعشر سنوات من محاولات إسرائيلية متواصلة لاستهدافه.
وبحسب التقرير، رصدت الاستخبارات
الإسرائيلية تحركات الطبطبائي، المولود لأم لبنانية وأب إيراني، إلى أن تم تحديده نهاية الأسبوع الماضي داخل شقة سكنية في الضاحية، حيث نفّذت غارة جوية أدّت إلى مقتله.
وتشير الصحيفة إلى أن الطبطبائي صعد تدريجياً داخل البنية العسكرية للحزب، وساهم في بناء شبكة الفصائل المتحالفة مع
طهران حول
إسرائيل، كما تولّى قيادة قوات تابعة لـ"حزب الله" في
سوريا، قبل أن يُكلَّف بالمساعدة في تدريب الحوثيين في اليمن، وهو ما جعله، وفق الرواية الإسرائيلية، هدفاً ذا أولوية قصوى في ما تُسمّيه
تل أبيب "المعركة بين الحروب".
وأشارت إلى أن مهمته الأخيرة كانت "إعادة بناء حزب الله نفسه بعد الضرر الذي لحق به في حرب دامت شهرين مع إسرائيل قبل عام"، وأن "هذا هو الدور الذي أدى في النهاية إلى مقتله".
وفي عملية قال مسؤول عسكري إسرائيلي إنها سُميت "الجمعة السوداء" (على اسم يوم التسوق الذي يلي عيد الشكر)، حددت إسرائيل مكان الطبطبائي وضربت المبنى بصواريخ أُطلقت من طائرة F-15. وكان الهدف من الضربة هو "تقويض جهود المجموعة لإعادة البناء، ولكنها كانت أيضا رسالة".
وفي هذا الصدد، صرح يعقوب عميدرور، مستشار الأمن القومي
الإسرائيلي السابق، قائلا: "إنها رسالة إلى جميع قادة حزب الله وحكومة
لبنان. لقد وعدوا بنزع سلاح حزب الله، ولم يفعلوا. عليهم أن يفهموا أنه إذا لم يفعلوا ذلك، فإن إسرائيل ستقوم به".
وجاء في التقرير أن "الطبطبائي كان عنصرا حاسما في تلك الجهود، حيث كان يدير العمليات العسكرية كأحد كبار قادة "حزب الله" المتبقين بعد أن اغتالت إسرائيل كادره القيادي الأقدم".
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين عرب قولهم إن "الطبطبائي ركز بسرعة على تعزيز قوات حزب الله في
جنوب لبنان، ووجه المقاتلين للعمل في خلايا صغيرة لزيادة قدرتهم على النجاة في صراع مستقبلي مع إسرائيل".
وأفاد مسؤولون عرب وإسرائيليون، حسب الصحيفة، بأن "جهوده ساعدت حزب الله إلى حد بعيد في تعويض أكثر من 2500 مقاتل خسرهم الحزب خلال الحرب".
وقال المسؤولون العرب إنه "وقت وفاته، كان يعمل على ترسيخ نظام يقوم فيه قادة الوحدات بتدريب بدلاء محتملين حتى لا يُشل المقاتلون عند مقتل قادتهم كما حدث في الخريف الماضي".
وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن معلومات استخباراتية عربية وإسرائيلية تُظهر أن "حزب الله يعيد تخزين الصواريخ، والصواريخ المضادة للدبابات، والمدفعية. وتأتي بعض هذه الأسلحة عبر الموانئ البحرية وطرق التهريب التي ضعفت ولكنها لا تزال تعمل عبر سوريا—أو يتم تصنيعها بواسطة حزب الله نفسه".
وصرح عميدرور، الذي يعمل حاليا زميلا في المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي ومقره
واشنطن: "لقد كان الطبطبائي رأس كل هذه المحاولات. حاولوا التهريب من سوريا، وحاولوا إعادة بناء المنشآت في لبنان، وتدريب مجندين جدد. كل ذلك كان تحت قيادته وسيطرته". (روسيا اليوم)