Advertisement

لبنان

شروط الحرب لم تكتمل بعد

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
27-11-2025 | 03:00
A-
A+
Doc-P-1447402-638998343987388570.jpg
Doc-P-1447402-638998343987388570.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
تستمر موجة التهويل الإسرائيلية بوتيرة غير مسبوقة، وتتصاعد التصريحات الصادرة عن مسؤولين في تل أبيب حول احتمال اندلاع حرب واسعة على لبنان خلال اسابيع. الخطاب الإسرائيلي يبدو وكأنه يسعى إلى بث مناخ نفسي ضاغط، إذ يتكرر الحديث عن “مهلة نهائية” تُمنح للبنان حتى نهاية العام، قبل الانتقال إلى سيناريو المواجهة العسكرية.
Advertisement

 هذا المناخ يعكس رغبة واضحة في دفع الساحة اللبنانية نحو القبول بشروط معيّنة تحت ضغط التهديد، لكن الصورة الفعلية أكثر تعقيدًا مما تريد إسرائيل إظهاره.

وفي سياق هذا التصعيد، جرى تداول معلومات عن أن مصر نقلت إلى بيروت تحذيرات ذات طابع مباشر، مفادها أن إسرائيل مستعدة لاستئناف عملياتها العسكرية إذا لم تحصل على التزامات واضحة من الجانب اللبناني. اللافت في هذه التسريبات هو الإشارة إلى أن الحرب، إن وقعت، لن تكون محصورة بضربات جوية كما كان متوقعا، بل قد تأخذ شكلًا بريًا يشمل محاولة السيطرة على مناطق جنوب الليطاني.

وهذا النوع من التهديدات يختلف عن الخطاب التقليدي لأنه يلمّح إلى عملية عسكرية طويلة ومعقّدة، لا إلى جولة قصف محدودة.

ورغم كل هذا الضجيج، تشير مصادر سياسية مطلعة إلى أن احتمال اندلاع حرب يبقى واردًا بلا شك، لكن تحققه ليس بهذه السهولة. فهناك مجموعة شروط أساسية تحتاج إسرائيل لتوفيرها قبل اتخاذ قرار من هذا النوع، أوّلها ضمان النتائج مسبقًا. فالحرب التي جرت السنة الماضية بين حزب الله وإسرائيل، وعلى الرغم من قسوتها، لم تحقق لإسرائيل ما كانت تتوقعه. كانت تعتقد أن امتلاكها بنك أهداف ضخم سيتيح لها توجيه ضربة قاصمة، إلا أن النتائج جاءت معاكسة للتوقّعات، وهو ما انعكس في النقاش الداخلي الإسرائيلي الذي لم يُخفِ حالة الإحباط.

من هذه الزاوية، تبدو إسرائيل أكثر ترددًا. فهي تدرك أن أي حرب جديدة يجب أن تكون، على الأقل من وجهة نظرها، محسومة النتائج قبل أن تبدأ، وإلا ستجد نفسها في استنزاف قد يكون مكلفًا سياسيًا وعسكريًا. ولهذا السبب تحديدًا، يتعامل بعض المراقبين مع التهويل الحالي باعتباره جزءًا من معركة ضغط أكثر منه مقدمةً لقرار حربي نهائي.

أما الشرط الثاني الذي لا يقل أهمية، فهو الحاجة إلى موافقة اميركية شاملة. فإسرائيل، رغم قوتها، لا تخوض حربًا بهذا الحجم من دون ضوء أخضر واضح من واشنطن، خصوصًا في ظل الانشغالات الدولية والانتخابات الاميركية والتوازنات الإقليمية. وتشير تقديرات سياسية إلى أنّ هذه الموافقة قد لا تكون متوفرة في المرحلة المقبلة، أو على الأقل ليست بالمستوى الذي يسمح بفتح جبهة بهذا الحجم.

المشهد معقّد ومتداخل. إسرائيل تهوّل، القوى الإقليمية تراقب، والاحتمالات مفتوحة... لكن قرار الحرب، إن كان سيؤخذ، لا يزال يمرّ في سلسلة شروط لم تكتمل بعد.
 
المصدر: لبنان 24
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

علي منتش Ali Mantash