Advertisement

لبنان

في مراسم وداع رسميّة... البابا غادر لبنان: أحملكم في قلبي وإلى اللقاء

Lebanon 24
02-12-2025 | 14:31
A-
A+
Doc-P-1449951-639002806097990833.jpg
Doc-P-1449951-639002806097990833.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
أُقيمت مراسم وداع رسميّة في مطار بيروت، للبابا لاوون الرابع عشر، الذي أنهى زيارة إلى لبنان، استمرّت لثلاثة أيّام.
Advertisement
 
 
وقال رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في وداع البابا "شكراً لكم لأنكم استمعتم إلينا ولأنكم استودعتم لبنان رسالة السلام وسمعنا رسالتكم وسنستمرّ في تسجيدها".
 
 
وأضاف: "الشعب اللبناني استقبلكم بكل طوائفه بمحبة تعكس توقه إلى السلام ونأمل أن نبقى في صلواتكم".
 
 
وقال: "دعيتم إلى المصالحة وأكدتم على أن هذا الوطن مازال يشكل نموذجاً للعيش المشترك وللقيم الإنسانية ولمسنا محبتكم للبنان وشعبه".
 
 
البابا
 
أما البابا لاوون الرابع عشر، فقال إنّ "المغادرة أصعب من القدوم، وروحية لبنان معدية، ورأيت أن اللبنانيّين يحبون التلاقي أكثر من الانقسام".
 
 
وأضاف البابا: "أغادر هذا البلد وأحملكم في قلبي، وممتنّ لزيارتي وكوني بينكم".
 
 
وتابع: "تأثرت بزيارتي إلى مرفأ بيروت وصليت من أجل كل الضحايا وأحمل معي كل آلام الأهالي المطالبين بالعدالة".
 
 
وختم البابا بالعربيّة قائلاً: "شكراً وإلى اللقاء".
 
 
 
"صاحبَ القداسة البابا لاوون الرابع عشر، 
نلتقي اليوم في ختام زيارةٍ ستبقى محفورة في ذاكرة لبنان وشعبه. فخلال الأيام الماضية، حملتم إلى لبنان كلمات رجاء و أمل، وجلتم بين مناطقه، والتقيتم بشعبه الذي استقبلكم بكافة طوائفه وإنتماءته بمحبةٍ كبيرة تعكس توقه الدائم للسلام والاستقرار.
صاحبَ القداسة 
لقد جئتم إلى لبنان حاملين رسالة سلام، وداعين إلى المصالحة، ومؤكّدين أن هذا الوطن الصغير في مساحته، الكبير برسالته، ما زال يشكّل نموذجًا للعيش المشترك وللقيم الإنسانية التي تجمع ولا تفرّق. وفي كلماتكم ، وفي لقاءاتكم مع أبناء هذا البلد ، لمسنا عمق محبتكم للبنان وشعبه، وصدق رغبتكم في أن يبقى وطن الرسالة، وطن الحوار، وطن الانفتاح  ، وطن الحرية لكل انسان والكرامة لكل انسان
فشكراً لكم يا صاحبَ القداسة، لأنكم استمعتم إلينا. 
وشكراً لأنكم استودعتم لبنانَ رسالةَ السلام. 
وأنا بدوري أقولُ لكم بأننا سمعنا رسالتَكم. 
وأننا سنستمرُ في تجسيدِها،
ومع شكرِنا، تظلُّ لنا أمنيةٌ يا صاحبَ القداسة. 
وهي أن نكونَ دائمًا في صلواتِكم، وأن تتضمّن عظاتُكم لكلِّ مؤمنٍ ومسؤولٍ في هذا العالم التأكيدَ على أنَّ شعبَنا شعبٌ مؤمنٌ يرفض الموتَ والرحيل،
شعبٌ مؤمن قرر الصمودَ بالمحبةِ والسلامِ والحق. شعبٌ مؤمنٌ يستحقُ الحياةَ وتليقُ به.
 وإذ نودّعكم، لا نودّع ضيفًا كريمًا فحسب، بل نودّع أبًا حمل إلينا طمأنينةً  وذكّرنا بأن العالم لم ينسَ لبنان، وأن هناك من يصلّي لأجله ويعمل من أجل السلام
عشتم يا صاحبَ القداسة
عاش السلام
وعاشَ لبنان ". 
 
 
كلمة البابا
 

السَّيِّد الرَّئيس،

دولة رئيس مجلس الوزراء ودولة رئيس مجلس النواب،

أصحاب الغبطة والإخوة الأساقفة،

السلطات المدنية والدينية،

الإخوة والأخوات جميعًا!

المغادرة أصعب من الوصول كنّا معًا، وفي لبنان أن نكونَ معا هو أمرٌ مُعدٍ . وجدتُ هنا شعبًا لا يحبُّ العَزلَةَ بل اللقاء. فإن كانَ الوصولُ يعني الدخول برفق في ثقافتِكم ، فإنَّ مغادرة هذه الأرض تعني أن أحملكم في قلبي. نحن لا نَفتَرِق إذًا، بل بعدما التقينا سنمضي قُدُمًا معًا. ونأمل أن نُشرِكَ في هذا الرّوح من الأخوة والالتزام بالسّلام، كلَّ الشَّرِقِ الأوسط، حتّى الذين يعتبرون أنفسهم اليوم أعداء.

لذا أشكرُ لكم الأيَّامَ التي قضَيتُها بينكم، ويسرني أنّني تمكّنتُ من تحقيق رغبة سَلَفِي الحبيب، البابا فرنسيس، الذي كان يتمنَّى كثيرًا أن يكون هنا. إنّه في الحقيقة موجودٌ معنا، ويسيرُ معنا مع شهودٍ آخرين للإنجيل الذين ينتظروننا في عناق الله الأبدي : نحن ورثةٌ لِما آمنوا به، ورثةُ الإيمان والرّجاءِ والمحبّة التي ملأتهم.

رأيتُ الإكرام الكبير الذي يَخُصُّ به شعبُكم سيّدتنا مريم العذراء، العزيزة على المسيحيين والمسلمين معًا . وصلَّيتُ عند ضريح القديس شربل، فأدركتُ الجذور الرّوحيّة العميقة لهذا البلد : الرّحِيقُ الطَّيِّبُ فى تاريخكم يَسنِدُ المسيرة الصعبة نحو المستقبل ! أثَّرَت في زيارتي القصيرة إلى مرفأ بيروت، حيثُ دَمَّرَ الانفجارُ ليس المكانَ فحسب، بل حياة الكثيرين.

صلَّيتُ من أجل جميع الضحايا، وأحمل معي الألم والعطش إلى الحقيقة والعدالة للعائلات الكثيرة، ولبَلَدِكم بأكمله.

التقيتُ في هذهِ الأيام القليلة وجوهًا كثيرة وصافحت أيدِيًا عديدة، مُستَمِدًّا من هذا الاتصال الجسدي والداخلي طاقة من الرّجاء. أنتم أقوياء مِثل أشجار الأرز، أشجار جبالكم الجميلة، وممتلئون بالثَّمار كالزيتون الذي ينمو في السهول، وفي الجنوب وبالقُرب من البحر . أُحيِي جميع مناطِقِ لبنان التي لم أتمكَّن من زيارتها : طرابلس والشمال، والبقاع والجنوب، الذي يعيش بصورة خاصّةٍ حالة من الصراع وعدم الاستقرار أعانقُ الجميع وأرسل إلى الجميع أماني بالسّلام.

وأُطلق أيضًا نداءً من كل قلبي : لِتَتَوَقَّف الهجمات والأعمال العدائية. ولا يظِنَّ أحد بعد الآن أنّ القتال المسلّحَ يَجلِبُ أَيَّةَ فائِدَة.  فالأسلحة تقتل، أمّا التفاوض والوساطة والحوارُ فتَبني. لِنَختَر جميعًا السّلامَ وليَكُن السّلامُ طريقنا، لا هدفًا فقط !

لِنَتَذَكَّرُ ما قاله لكم القدّيس البابا يوحنا بولس الثاني : لبنانُ  َأكثرُ من بلد إنّه رسالة ! لِنَتَعلَّمْ أن نعمل معا ونرجو معًا لِيَتَحَقَّق ذلك.

بارك الله شعب ،لبنان، وجميعكم، والشرق الأوسط، وكلَّ البشريّة ! شكرًا وإلى اللقاء !

 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك