أثار غياب رؤساء الأحزاب
اللبنانية، ومن ضمنهم رئيس حزب "
القوات اللبنانية" سمير جعجع، عن المشاركة في حفل الاستقبال الرسمي الذي أقيم للبابا ليو الرابع عشر في قصر بعبدا، مساء الأحد الماضي، تساؤلات وتكهنات.لكن دوائر القصر
الجمهوري نفت نفياً قاطعاً، لـ«الشرق الأوسط»، وجود أي خلفيات سياسية أدت إلى عدم دعوة هؤلاء، متحدثة عن «أصول بروتوكولية التزمت بها لتوزيع الدعوات، ما أدى لتغييب كل رؤساء الأحزاب الذين لا يحملون صفة نائب أو وزير».
وفيما تجنب نواب ووزراء «القوات» أي تعليقات على قرار تغييب جعجع، اعتبرت مصادر «القوات»
، أنه «لا شيء في البروتوكول يمنع دعوة شخصيات معينة، علماً بأن بعض المدعوين أصلاً كانوا من خارج البروتوكول»، مذكرة بأن جعجع «كان مدعواً إلى القصر الجمهوري عندما أتى البابا بندكتوس» في عام 2012، متسائلة: «هل البروتوكول بوقتها غيره البروتوكول اليوم؟».
ورداً على سؤال، أشارت المصادر إلى أنه «إذا كان هناك من يبعث رسائل ما من خلال تغييب الدكتور جعجع، فنحن لا نجد أنفسنا معنيين بالرد؛ لأن الناس هي من كانت لها ردة الفعل على ما حصل، كما أننا نعتقد أنه كان للرئيس عون مصلحة بدعوة شخصيات وأحزاب لديها ثقل شعبي، ببساطة ما حصل سوء تقدير من قبل المعنيين».
هذه السجالات دفعت النائب أديب عبد المسيح إلى محاولة معالجة الأزمة في
المستقبل؛ إذ قال إن «الالتباس البروتوكولي الذي حصل خلال حفل استقبال البابا في القصر الجمهوري، يجب ألا يتحوّل إلى سجال سياسي في بلدٍ تعصف به أصلاً الخلافات والانقسامات في الرأي والسياسة»، معتبراً أن «الجواب على سبب عدم قيام رئاسة الجمهورية بدعوة رؤساء الأحزاب، وتحديداً الدكتور سمير جعجع، يبقى في القانون، وبالتحديد بالمرسوم رقم 4081 تاريخ 14/10/2004، والذي يحتاج برأيي إلى تعديل بأسرع وقت ممكن، بعدما شهدت بنفسي تجاوزات واضحة لقواعد التقدّم والأسبقية، وهي تجاوزات لا يجوز أن تستمر، بل يجب تصويبها في الاستحقاقات المقبلة».
وأعلن عبد المسيح أنه سيتقدم بـ«اقتراح عاجل إلى الحكومة لتعديل هذا المرسوم وتحسينه، بما يضمن تفادي أي إشكالات مماثلة لاحقاً».
وكتبت" الاخبار": كما في اليوم الأول لزيارة البابا لاوون الرابع عشر، كذلك في اليوم الأخير، لم يرضَ رئيس حزب القوات سمير جعجع، سوى أن يكون خبراً أساسياً يتقدّم على البابا نفسه.
فبعدما تعمّدت النائبة ستريدا جعجع، إثارة بلبلة الأحد الفائت، بقولها من داخل القصر الجمهوري، إنّ «رئيس أكبر كتلة مسيحية» لم تتمّ دعوته إلى «الاحتفال الرسمي» في بعبدا، انتقلت الأضواء إلى معراب، ولا سيّما بعدما أشعل محازبو ومناصرو «القوات اللبنانية»
مواقع التواصل الاجتماعي بانتقادات لاذعة إلى رئيس الجمهورية واللبنانية الأولى.
وفي القدّاس الإلهي الذي أقيم أمس، في الواجهة البحرية لبيروت، بقي اسم سمير جعجع، معلّقاً على الكرسي الذي كان مخصّصاً إليه، من دون أن يحضر صاحبه. والسبب أنه أراد أن يكون هو «الخبر».
وبالفعل، نقلت غالبية الوسائل الإعلامية صورة الكرسي الفارغ، بالتزامن مع إشارة مصادر قواتية إلى «حرد» زعيمهم، وتوجيهه رسالة قاسية إلى المنظّمين، أي رئيس الجمهورية جوزاف
عون. غير أنّ مصادر مقرّبة من عون، اعتبرت أنّ عدم حضور جعجع، «دليل على نيّته إثارة بلبلة وإشعال الساحة السياسية، عبر اقتناصه الفرص لمهاجمة الرئيس، من دون أن يكون البابا في صلب اهتماماته أبداً».
في المقابل، حضر كل قادة الأحزاب المسيحية؛ من النوّاب
جبران باسيل وسامي الجميل إلى النائب السابق سليمان فرنجية، الذي علّق عند سؤاله عن عدم دعوته، كما جعجع، إلى قصر بعبدا، بالقول: «نحن لا نواب ولا وزراء، واليوم دعينا مثل الشعب».