Advertisement

لبنان

"أمي فقدت الأمل.. شقيقي مات بقذيفة وأنا اختفيت"

Lebanon 24
26-04-2016 | 23:26
A-
A+
Doc-P-145099-6367053813131776291280x960.jpg
Doc-P-145099-6367053813131776291280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
اسمي ستافرو. كان عُمري 16 سنة حينَ خَرَجتُ مع أصدقائي ولم أَعُد مُنذُ حينها. كنتُ في صف البروفيه وكنتُ أكرهُ مادةَ التاريخ، لكن أمي كانت تُساعدُني في المراجعة دائماً، وكانت تُلقي عليّ الدرسَ بشكلِ قصة، وبالتالي كانت تجعل من مادة التاريخ الجافة رواية يَسهُلُ تَذَكُرَها. في المقابل، كنتُ بارعاً في مادة الرياضيات. كنتُ أريدُ أن أُصبح مهندساً كهربائياً. كان لي شقيق يصغَرُني عمراً، لكنهُ توفي قبل بضعِ سنواتٍ عندما أصابت قذيفة شُرفة منزلنا عن طريق الخطأ. وقفتُ بجانبِ أمي ماغي بعد هذه الحادثة وكنتُ لها الدعمَ والسَنَد. لكن الحرب أصَرَّت على الاستمرارِ بنهشِ عائلتي. في السابع من شهرِ تموز لعام 1978 خرجتُ من منزل أهلي الكائن في سدّ البوشرية لألتقي بأصدقائي ولنمضي بعض الوقت مع صديقِنا قبلَ سَفَرِهِ إلى الولايات المُتحدة الأميركية. صَعدنا جميعاً في سيارة واتَجَهنا إلى منطقة الفنار لاحتساء بعض الشراب ولكي نُوَدِّعَهُ، ولكنَنا لم نستَطع الوصول قط. بعضُ شهود العيان قالوا إنهم قد شاهدوا سيارة صفراء اللون تتوقف ويرتجل منها رجلان مُسلَّحان، ورأوا هذيْن الرجليْن يُجبران أربعة شباب على الذهاب معهما. عائلتي مُقتنعة أن هؤلاء الشباب الأربعة هم أنا وأصدقائي الثلاثة، خاصةً بعدما قام أحد شهود العيان بوَصفِ أحد الشباب بأنهُ طويلٌ وشعرهُ أشقر ويرتدي قميصاً أزرق. ذلك الوصف يتطابق تماماً معي ومع ما كنتُ أرتديه ذلك اليوم. بقيت أمي لسنوات عدة تذهب إلى المعتقلات الموجودة في كل أنحاء البلد وفي سوريا للعثور على أيّة معلومة عني. ولكن لم يأتِها أي جواب. اليوم، لم يعد لدى أمي أمل بأنني سأرجع حياً. ولكن كلُّ ما تُريدهُ هو إرجاع على الأقل أصغر الرِفات لتتمكن من دفنِها كما يَنبغي ويكون لديها مكان لتذهب وتحزن وتكون معي. اسمي ستافرو أندريوتي. لا تدعوا قصتي تنتهي هنا! (الاخبار)
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك