Advertisement

لبنان

سلامة: عمل دائما لأن تكون منظمة اليونسكو في خدمة السلام

Lebanon 24
06-12-2025 | 04:06
A-
A+
Doc-P-1451527-639006162181139621.webp
Doc-P-1451527-639006162181139621.webp photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
نظمت جامعة "اللاعنف وحقوق الانسان" وسفارة اسبانيا، بالتعاون مع وزارة الثقافة، ومشاركة المكتب الاقليمي لمنظمة اليونسكو في بيروت، لقاء، في مقر المكتبة الوطنية، بعنوان: "تحية الى المدير العام لاسابق لمنظمة اليونسكو فريدريكو مايور زارغوزا"، في حضور وزير الثقافة غسان سلامة ، الرئيس تمام سلام، سفير اسبانيا  خيسوس سانتوس إغوادو، سفيرة  فرسان مالطا ذات السيادة ماريا  ايمريكا  كورتيز، مدير  المكتب الاقليمي لمنظمة اليونسكو في لبنان بابلو فونتاني، القاضي زياد شبيب، هيثم الصياد ممثلًا محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود، مؤسسة جامعة "اللاعنف وحقوق الانسان" الدكتورة اوغاريت يونان، رئيسة الجامعة الدكتورة الهام كلاب الى جانب الهيئة التعليمية وطلاب الجامعة، وحشد من الفاعليات الثقافية وممثلين عن المجتمع المدني.
Advertisement

وتطرق سلامة في كلمة له بالمناسبة الى معرفته الشخصية مع مايور الذي عمل دائما لان تكون  منظمة اليونسكو في خدمة السلام، وقال: "فريدريكو مايور كان أستاذ مادة الكيمياء  في عدة جامعات في إسبانيا ثم أصبح رئيس جامعة، وبعدها وزير التعليم في بلاده، إسبانيا.   أُركّز على ذلك للقول  بأن  الحياة الجامعية كانت مهمة بالنسبة له، وأشكره — ولو بعد وفاته — على أنه اتخذ المبادرة الكبيرة بعقد المؤتمر العالمي للتعليم العالي في بيروت عندما كان مديراً عاماً  في اليونسكو، وكانت زيارته الأولى إلى هذه المدينة.  ثم كان في اليونسكو حيث أمضى ولايتين طويلتين، وفي كلا الولايتين اشتهر بحبه لدفع المنظمة الدولية، اليونسكو، في خدمة السلام.   لذلك هو الذي أطلق مبادرة "ثقافة من أجل السلام" التي كنت عضواً في لجنتها الاستشارية لفترة أعوام . لكن طرقنا التقت فعلاً بعد ذلك عندما  كنت أعمل مستشاراً خاصاً للأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، وتقدّمت كل من إسبانيا وتركيا بمشروع لإنشاء منظمة جديدة كان سيصبح اسمها لاحقاً "تحالف الحضارات"، وكان فيديريكو مايور في حينها رئيس اللجنة الاستشارية العليا التي تهيّئ لبناء هذه المنظمة الجديدة ولقد اجتمعنا مراراً مع تلك اللجنة في مكتب الأمين العام كوفي انان ، ورأيت حماسته الفائقة، بالذات لإقامة نوع من تفاهم عميق بين الدول التي هي ذات تراث مسيحي، والدول التي هي  ذات تراث اسلامي في واقع الحال" .

وتابع: "كان هذا الأمر مهماً انذاك، لأننا كنا في عزّ الأزمة التي أنشأتها او دفعت  اليها ازمة  صور الرسول ، التي قسّمت الجمعية العامة للأمم المتحدة تقريباً إلى قسمين.وتعاونّا معه لمحاولة تجاوز تلك الأزمة التي نشأت بسبب الكاريكاتير الذي نُشر في الدول الإسكندنافية، والذي كان يمسّ الرسول العربي. لذلك وجدت عنده وقتها قدرًا هائلًا من التفهم العميق للأديان الأخرى، واهتماماً كبيراً للتركيز على الأسس الثقافية للعنف واللاعنف. وقد أمضى ما تبقى من حياته داعياً إلى اللاعنف وداعيا الى السلم ، وأنشأ من أجل ذلك عدداً من المؤسسات التي آمل أن تعمر وتبقى فعّالة بعد رحيله.  توفي فيديريكو مايور في عزّ الحرب هنا في لبنان، وبالتالي ربما اننا  لم نقم انذاك بما يجب لتكريمه.  لذلك أشكر جامعة اللاعنف والسفارة الإسبانية على أخذ المبادرة التي رحبنا بها، واستضفناها هنا بكل حماس لتكريمه سنة بعد وفاته".

سفير اسبانيا

والقى السفير أغوادو كلمة قال فيها: "لقد مثّل فيديريكو مايور ثاراغوثا ما تطمح إسبانيا لأن تكون عليه في العالم: دولة متمسكة بعمق بالسلام، بالكرامة الإنسانية، بالثقافة، بالمعرفة وبالتعاون الدولي. يعود التزامه السياسي إلى السنوات الأولى للديمقراطية الإسبانية، حين كان بلدنا يعيد بناء مؤسساته ويضع أسس مجتمع منفتح، حديث ومتضامن. وبصفته وزيرًا للتربية والعلوم، شارك بنشاط في هذا المسار التاريخي، مؤمنًا بأن التعليم هو الركيزة الأساسية لجميع الحريات. وقد بقي هذا الاقتناع الخيط الناظم لكل عمله اللاحق. كان فيديريكو مايور ثاراغوثا إسبانيًا عالميًا، مرتبطًا بعمق بالعالم العربي وبحوض البحر المتوسط الذي يجمعنا. ولعلّه كان سيبتهج بالاستراتيجية الجديدة للمتوسط التي اعتمدت مؤخرًا خلال اجتماع الاتحاد من أجل المتوسط في برشلونة، وكذلك بقرار إعلان مدينتي قرطبة وصيدا عاصمتين متوسطيتين للثقافة عام 2027 ضمن مبادرة مشتركة مع مؤسسة آنا ليند. يندرج إرث فيديريكو مايور ثاراغوثا ضمن تقليد إنساني إسباني طويل، لكنه يجد في لبنان صدىً خاصًا، لأن مشروعه الفكري والأخلاقي — الدفاع عن السلام عبر التعليم والعلم والثقافة — يتطابق تمامًا مع ما لطالما مثّله لبنان: مجتمع متعلّم، مبدع، متجه نحو المعرفة رغم الجراح والتحديات. وكان يردد كثيرًا: «السلام ليس صمت الأسلحة، بل صوت التعليم.» واليوم، هنا في لبنان، أرض الصمود والثقافة، تحمل هذه الكلمات قوة خاصة. إنها رسالة ثمينة للبنان وللمنطقة. واليوم، في مواجهة الأزمات المتعددة التي تمرّ بها المنطقة — عدم الاستقرار، تصاعد خطاب الكراهية، تراجع التعددية، التحديات المناخية، وانعدام المساواة — يكتسب إرثه أهمية جديدة".

وتابع: "لقد رفض فيديريكو مايور ثاراغوثا الاستسلام لليأس. كان يؤمن بقدرة الشعوب على النهوض والإبداع وتحويل واقعها. وهذا بالضبط ما يبرهنه لبنان منذ عقود: قدرة فريدة على إعادة البناء، وعلى الحفاظ على التعايش، وعلى إعطاء الأولوية للتعليم حتى في أصعب اللحظات. إن تكريم فيديريكو مايور ثاراغوثا ليس مجرد استذكار لإسباني عظيم. إننا نحتفي برجل كرّس حياته للسلام والعدالة والكرامة الإنسانية."

فونتاني

بدروه، تحدث فونتاني عن تجربته وانخراطه في موضوع ثقافة السلام ودور مايور في ذلك، وقال: "من المثير جداً بالنسبة لي أنني بدأت العمل في اليونسكو على  موضوع ثقافة السلام. كنت شاباً جداً عندما بدأت العمل على التربية على سيادة القانون، وفجأة وجدت نفسي منجذباً إلى فكرة ثقافة السلام. وفكرة ثقافة السلام لدى فيديريكو مايور كانت أحد العناصر التي جذبتني بشدة إلى هذا المسار. لم يكن الأمر سهلاً، لكننا نجحنا في ذلك. وأود أن أقول إن رسالة فيديريكو مايور ما تزال اليوم ذات صلة كبيرة. كما قال السفير: السلام ليس غياب الحرب. أعتقد أنني سمعت هذا القول من فيديريكو مايور عشرات المرات. كانت الفكرة الأساسية لديه أن السلام بناءٌ مستمر، ليس مجرد غياب الحروب، بل أن البشر، شيئاً فشيئاً، يدركون أن السلام هو الحل الوحيد وهو السبيل الوحيد للعيش. ولسوء الحظ، نحن اليوم بعيدون جداً عن ذلك".

وتابع: "أعتقد أن فيديريكو مايور، إضافة إلى ثقافة السلام، قدم أفكاراً أخرى مهمة جداً في تلك الفترة، مثل برنامج ذاكرة العالم الذي لا يزال مهماً جداً بالنسبة لنا. وكان يعطي أهمية كبيرة أيضاً لحرية التعبير، والتي اعتبرها مرتبطة بشكل وثيق بالقدرة على الحديث عن السلام— أي القدرة على قول الحقيقة، والتمتع بحرية الكلام. كما أن تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات كان بالنسبة إليه أمراً أساسياً، وما يزال اليوم بالغ الأهمية. وقد قيل سابقاً، وفيديريكو مايور نفسه كرره مراراً، إنه كان مرتبطاً جداً بلبنان، وكان يحب لبنان كثيراً، وقد زاره مرتين. وأعتقد أن ما ترك أثراً لديه خلال هذه الزيارات هو أنه كان يقول دائماً إن لبنان ليس بلداً مهماً للبنانيين فحسب، ولا لهذه المنطقة فقط، بل إن غناه الثقافي و مثاله في العيش المشترك بين الثقافات والأديان يجب أن يكون نموذجاً لبقية الدول، ليس في المنطقة فقط، بل في العالم كله".
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك