تفقدت وزيرة التربية والتعليم العالي ريما كرامي في دار المعلمين والمعلمات في مدينة صيدا، دورة إعداد مديري المدارس الرسمية والتي تنظمها الوزارة بالتعاون مع كلية التربية في الجامعة اللبنانية.
استهلت كرامي الزيارة بلقاء مع مديرة دار المعلمين والمعلمات في صيدا زينب سعدية حيث جرى استعراض لمسار
الدورة وما انجز منها حتى الآن والتقييم العام لها، قبل أن تقوم بجولة على قاعات التدريب حيث التقت المدراء المشاركين في الدورة والمدربين المشرفين، مثنية على جهودهم، ومؤكدة على أهمية هذه الدورة بالنسبة اليهم على المستوى الشخصي والمهني لجهة تثبيتهم وتحسين أوضاعهم، وللوزارة والتربية في
لبنان على صعيد تفعيل الإدارة التربوية وتطوير التعليم.
وحرصت على الإستماع الى انطباعات المدراء عن الدورة وملاحظاتهم حولها ، والى المشاكل والصعوبات التي يواجهونها في مدارسهم ومطالبهم لتعزيز ودعم المدارس الرسمية لا سيما في الجنوب في ظل استمرار الإعتداءات والتهديدات
الإسرائيلية.
وفي ختام الجولة ، قالت: "جئت لأشد على أيدي المدراء المشاركين في هذه الدورة الإعدادية للإدارة التربوية ، وأؤكد لهم أنني أتفهم معاناتهم وقد سمعت صرختهم طوال الفترة منذ تسلمت الوزارة . أولويتي كانت ان أفهم ما هي المعاناة الموجودة على الأرض وليس فقط المشاكل التي يمكن أن تظهر على مكاتب الوزير عن بعد. مطالبهم كلها محقة وكل الأمور التي تحدثوا عنها على أنها صعوبات هي دقيقة وحقيقية، ولكن عدت وطلبت منهم أن يستمروا بصمودهم وبرسالتهم التربوية، وأعطيتهم بعض الأمثلة أننا في الوزارة نعمل كثيراً بجد لنناصر قضاياهم ولنتحمل المسؤوليات ونوفر لهم الظروف التي يستحقونها. ولكن الأمور تأخذ وقتاً، لأن البلد يتعافى وينهض من أزمة كبيرة ويلزمنا وانتم أدرى وخاصة في منطقة الجنوب وكل المدراء الذين التقيت بهم أدرى بالوضع، كم هو قاس من كل الجهات. ونحن كوزارة نبذل أقصى جهدنا. وان شاء الله نعدهم بالخير وكلما توفر شيء لدينا، سنوصله اليهم، وهمنا ان تصل كل الحلول التي نشتغل عليها مباشرة الى المدرسة والى غرفة الصف".
أضافت: "عندما انطلقنا بالعام الدراسي، أول الترتيبات التي اتخذت كانت للقرى الحدودية والمناطق المتضررة، ووضعنا لها خطة خاصة بها ، كان همنا كثيراً أن يتوقف التعليم عن بعد، والتأكد من ان كل طالب لديه مقعد دراسي ، وكل أستاذ بغض النظر أين هو، يصل له حقه. قمنا بكل هذه الإجراءات ضمن الإمكانيات الموجودة بين أيدينا. الصعوبات لم تنته وكلنا نعرف أن هذا قدرنا كبلد موجودين في منطقة صعبة ، نواجه عدواً غاشماً مجرماً ، لا يتوقف عن اعتداءاته على بلدنا، ونحن وبكل قدراتنا الدبلوماسية وما بذل من تضحيات ، لم يعد بالإمكان أن يبذل أكثر منها . ولكن واجبنا كوزارة تربية ان نبقى نبذل أقصى جهود ممكنة لنبرهن بأن الصمود بالتربية يأخذ اشكالاً مختلفة. وكل أستاذ يستطيع أن يدخل الى صفه وكل مدير او مديرة تفتح مدرستها دليل امام كل العالم على أن الشعب اللبناني يستطيع أن يصمد".
وعن تعليقها على ما يثار عن مدارس ستقفل ، قالت: "أول ما قمت به هذه السنة عندما جئت ووجدت ملفاً متروكاً من الوزارة السابقة بلائحة المدارس التي تغلق، أن اتخذت قراراً بإعطاء هذه المدارس على الأقل فرصة هذه السنة، ونحاول أن نساعدها لتبقى مفتوحة. وما ذكر عن مدرسة فيها ألف طالب ستقفل، أتعهد بعدم اقفال أي مدرسة فيها هذا العدد من الطلاب. لن تقفل مدرسة وانا موجودة في هذه الوزارة. الطلاب لا زالوا يؤمنون بأهمية التعليم الرسمي ولا زالوا يؤمنون بالمدرسة الرسمية وأساتذتها، وسنجد طريقة لندعمهم، ولكن لن تكون الطريق سهلة، والدعم لا يعني إزالة كل الصعوبات وانما التخفيف من وطأتها".