Advertisement

لبنان

فتح دعوى تطويب يوسف بك كرم: بين قداسة السيرة وإشراقة الإعجوبة

نايلا عازار - Nayla Azar

|
Lebanon 24
07-12-2025 | 09:30
A-
A+
Doc-P-1451810-639006947697345003.jpg
Doc-P-1451810-639006947697345003.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
بخطوة وُصفت بأنها محطة تاريخية في الوجدان الماروني والوطني، فُتح رسميًا ملفّ دعوى تطويب يوسف بك كرم، الرجل الذي شكّل أحد أبرز وجوه النضال في التاريخ اللبناني الحديث، وصار رمزًا للشهامة والمروءة والدفاع عن الكرامة الإنسانية.
Advertisement
ومع هذا الإعلان، يعود اسم كرم ليُتلى ليس فقط في صفحات التاريخ، بل أيضًا في مسار كنسي جديد يبحث في فضائله وقداسة حياته والإعجوبة التي استند إليها المؤمنون لطلب فتح باب التطويب.
وُلد يوسف بك كرم في إهدن عام 1823، في عائلة حملت إرثًا سياسيًا واجتماعيًا عريقًا. تفتّح وعيه مبكرًا على قيم العدالة، الشجاعة، والدفاع عن المظلوم، ما جعله يحظى باحترام أبناء منطقته ولبنان عمومًا. اشتهر بصلابته في حماية الجبل خلال أحداث منتصف القرن التاسع عشر، وبمواقفه الحازمة الرافضة للظلم، سواء في مواجهة الإقطاع أو في مواجهة السلطة العثمانية.
 
في تولّيه قيادة الحركات الوطنية، لم يكن كرم رجل سلاح فحسب، بل كان أيضًا رجل مبادئ. امتلك رؤية إصلاحية سبقت زمنه، ودعا إلى احترام الإنسان وحقوقه، وإرساء نموذج حكم يقوم على الشفافية والعدالة. وقد شكّلت مواقفه الصلبة سببًا لنفيه إلى الخارج، حيث أمضى سنوات طويلة في روما، محافظًا على صلاته اليومية بلبنان، وعلى حياة نسكية روحانية، حيث رافقته حياة إيمان عميق تجلّى في علاقته اليومية بالصلاة، أعمال الرحمة، احترامه للفقراء، وحرصه على المصالحة بين المتخاصمين. وقد شهد معاصروه بأن الرجل، رغم مكانته وموقعه، عاش بتواضع واضح وابتعد عن المظاهر، مؤثرًا العدل على السلطة، والحق على النفوذ.
 
هذه السيرة الروحية، الممزوجة بالشجاعة والفضائل المسيحية، شكّلت الأساس الأول الذي دفع أبناء الرعية إلى المطالبة بدراسة حياته من المنظار الكنسي، كإنسان عاش الفضيلة "بطريقة بطولية"، وهي الشرط الأساس لفتح دعوى التطويب.
وبحسب المعلومات المتداولة فان دعوى التطويب استندت إلى إعجوبة يُقال إنها جرت بشفاعة يوسف بك كرم، وتقوم على شفاء امرأة لبنانية من مرض خطير اعتُبر طبّيًا من الحالات المستعصية. فبعد تدهور وضعها الصحي وفشل كل العلاجات، لجأت عائلتها للصلاة أمام ضريح كرم وطلب شفاعته. وفي وقت كان الأطباء يتوقعون الأسوأ، حصلت استعادة مفاجئة وكاملة لصحتها، من دون تفسير علمي واضح.
 
هذا الحدث، وبعد جمع الشهادات والتقارير الطبية، وُضع بين أيدي اللجنة المختصة في الكنيسة، التي رأت أنه يملك العناصر الأولية التي تسمح بفتح المسار الرسمي للتحقيق في الإعجوبة وفي قداسة حياة يوسف بك كرم.

فتح دعوى التطويب ليس حدثًا كنسيًا فحسب، بل يحمل رمزيات أبعد. فهو يعيد الاعتبار لرجل ترك بصمته في تكوين الهوية اللبنانية، ويعيد طرح سيرته كنموذج لقائد يؤمن بالكرامة والحرية والحق، في زمنٍ يفتقر الناس فيه إلى رموز من هذا النوع.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

نايلا عازار - Nayla Azar