تحل اليوم ذكرى مرور سنة على سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار
الاسد، فيما تم التوافق داخل حزب البعث العربي الاشتراكي في
لبنان على تغيير اسم الحزب.
وفي هذا السياق، عقد حزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان مؤتمراً موسعاً أمس برئاسة أمينه العام علي حجازي، في مطعم الساحة في
بيروت، بحضور مئتي كادر من مختلف المناطق
اللبنانية.
وتناول حجازي في كلمة مطوّلة المرحلة التي تولّى خلالها مسؤولية الحزب، مستعرضاً الحاجة إلى اعتماد منهجية عمل جديدة وتطوير الأدوات التنظيمية والإعلامية للحزب بما ينسجم مع المتغيرات الوطنية والقومية. وشدّد على حرص الحزب على إحياء مناسبة حرب تشرين التحريرية ويوم الشهيد في 3 كانون الأول من كل عام، باعتبارهما «جزءاً أساسياً من هوية الحزب ونضاله».
وأكّد قادة تاريخيون في الحزب، في كلماتهم، الحاجة الملحّة إلى تغيير اسم الحزب، وتأييدهم لخيارات القيادة في هذا الاتجاه. وجرى التصويت بالإجماع، في ختام المؤتمر، على قرار القيادة التوجّه نحو تغيير اسم الحزب، «كخطوة مفصلية في مسار التحديث وإطلاق الورشة التنظيمية ودخول الحزب مرحلة سياسية جديدة».
وذكرت «الأخبار» أنّ حجازي سيعقد مؤتمراً صحافياً خلال الأيام القليلة المقبلة، يعلن فيه نتائج الاجتماع الاستثنائي، ويعرض خريطة الطريق التنظيمية والسياسية التي جرى التوافق عليها، على أن يكشف عن الاسم الجديد للحزب.
وكتب نبيل بو منصف في" النهار":يقع تاريخ سقوط النظام السوري الأسدي في الثامن من كانون الأول 2024، عند مثلث متلازم في التاريخ مع ذكرى اغتيالات سياسية طاولت كبار الـشهداء اللبنانيين.
تقتضي "الأمانة " لدى المؤرخين والباحثين المتخصصين وليس أدعياء التاريخ والأبحاث المزورين الذين صاروا آفة الظهور التلفزيوني والإعلامي الرخيص، ان تدرج أسماء عشرات ألوف الضحايا السوريين الذين قضوا في فترة الأيام الأخيرة المتلازمة مع سقوط
الأسد ونظامه وفراره إلى
روسيا، ليس تقليلا من مئات ألوف اخرين في فترات بعيدة عن تاريخ السقوط وإنما لإثبات السمة المتوحشة في الإجرام حتى حدود المجازر في اللحظة الأخيرة قبل نهايته وخلاص
سوريا والسوريين منه.
ولأن لبنان الذي شكل المسرح الاجرامي اللصيق لنظام الأسد، من غير الجائز تاريخيا ووطنيا ومعنويا واخلاقيا ان تمر واقعة عرض تسجيلات فضائحية تكشف جانباً مقيتاً من الانحطاط الشخصي الذي يطبع بشار الأسد فضلا عن إجرامه، من دون مساءلة ما كان يسمى "حلفاء النظام السوري" في لبنان، عن عقود من استتباع اعمى لهذا النظام ورأسه أدى إلى تدمير لبنان وتقديمه هدية طوعية مجانية لصراعات الدول الإقليمية العابثة بمستقبل أجياله.
سوف يتعين على النظام السوري الانتقالي في المقام الأول، ان هو أراد استكمال شرعيته الأخلاقية مع الشرعية السياسية الداخلية والخارجية، الا يستكين عن المضي قدما في حمل المجتمع الدولي على محاكمة بشار الأسد امام المحاكم الدولية مهما كلف الأمر.
من غير الضرورة التذكير بان نظام الأسد أباد مئات ألوف السوريين وعشرات ألوف اللبنانيين، لان هذا التاريخ هو فقط ما سيلازم ذكر ذاك النظام في أي مدونة.
لكن التاريخ لن يرحم أيضا الذين سيطمرون رؤوسهم في رمال الإنكار والتجاهل والتناسي حيال التبعات الفادحة التاريخية عن تسليم لبنان واستسلامه امام ذاك النظام الاجرامي لعقود، بحيث أسلسوا القياد لمصالح خارجية في التسليم له بوصاية العار الدموية.