كتب صلاح سلام في" اللواء"؛ قرار تعيين السفير السابق سيمون كرم رئيساً للوفد اللبناني في لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية، إتخذه الرؤساء الثلاثة على طريقة «مكرهاً أخاك لا بطل»، رغم الجرأة التي إتسمت بها الخطوة الشجاعة، والظروف المعقدة التي أحاطت بها، وقضت بالإقدام عليها.
قرار رفع المفاوضات في الناقورة إلى المستوى السياسي جاء في خضم التوقعات الديبلوماسية والإعلامية التي كانت رائجة في الداخل والخارج، عن حصول عدوان إسرائيلي واسع على
لبنان، إثر إنتهاء زيارة البابا لاوون الرابع عشر، وبالتالي فقد ساهم هذا القرار في سحب الذرائع من حكومة
نتنياهو لشن الحرب المتوقعة، وأظهرت الحكومة بأنها قادرة على إتخاذ القرارات الصعبة في الوقت المناسب.
المفارقة أن
حزب الله سارع إلى إستنكار هذا القرار وإعتباره «سقطة إضافية» للحكومة، رغم أن «الأخ الأكبر» الرئيس
نبيه برّي موافق عليه سلفاً، لأنه يساعد في حماية البلد عامة، ويحمي بيئة
الثنائي من تداعيات حرب جديدة، ليس من السهل تحمُّلها.
بعد أيام قليلة على إعلان الخطوة
اللبنانية الجريئة، تبدلت لغة الكلام والتخاطب مع
الدولة اللبنانية. الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس وصفت إجتماعالميكانيزم بـ«المثمر»، وذلك للمرة الأولى منذ تولِّيها مهمة المشاركة في هذه الإجتماعات، حيث كانت لغة التحذير والتهديد هي السائدة في تصريحاتها العلنية.
واشنطن أعلنت عن مساعدة فورية بحوالي ٩٠ مليون دولار للجيش اللبناني. حتى السفير
الإسرائيلي في العاصمة الأميركية وجَّه كلمة «ناعمة»، على حدِّ وصف بعض الإعلام الأميركي، للشعب اللبناني مؤكداً الرغبة بعودة الأمن والإستقرار على الحدود مع لبنان.
أهمية الذهاب إلى مفاوضات الناقورة أنها تمت بموافقة الرؤساء الثلاثة، التي جسَّدت وحدة موقف الحكم من أكثر المواضيع الوطنية حساسية وخطورة. كما حظيت بشبه إجماع بين مختلف
القوى السياسية والطائفية، في حين بقي حزب الله معارضاً، وبعيداً عن الإجماع الرسمي والشعبي. لماذا يُصرُّ حزب الله على عزل نفسه، والبقاء بعيداً عن مواكبة خيارات الأكثرية الساحقة من اللبنانيين؟