Advertisement

لبنان

هل يتم نقل لبنان من ضفة الى اخرى؟

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
08-12-2025 | 04:00
A-
A+
Doc-P-1452199-639007830268195884.jpg
Doc-P-1452199-639007830268195884.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
تعيش الساحة اللبنانية على وقع حركة سياسية ودبلوماسية غير مألوفة، توحي بوجود محاولة جدية لتهدئة الأوضاع الداخلية، رغم الأصوات المتناقضة التي تخرج يوميًا من مختلف القوى.
Advertisement

فالمتابع لمسار الأحداث يلاحظ أن الخطاب السياسي، مهما اشتدّ أو ارتفعت حدّته، لا يلغي حقيقة أن هناك تواصلًا قائمًا خلف الكواليس، وأن جهات خارجية وداخلية تعمل على فتح ثغرة في الجدار المغلق الذي يُحاصر البلد. هذه التحركات لم تأتِ من فراغ، بل جاءت نتيجة شعور إقليمي ودولي بأن استمرار الوضع على حاله لم يعد ممكنًا، وأن لبنان بحاجة إلى نقلة نوعية تنقله من ضفة الى اخرى رسميا.

في خضم هذا المشهد، برزت خطوة رئيس الجمهورية جوزيف عون بتسمية شخصية مدنية لقيادة الوفد المفاوض، وهي خطوة أثارت الكثير من النقاش لكنها حملت في طياتها دلالات أكبر من مجرد تعيين إداري.

 فالجانب الأميركي، الذي يُعير تفاصيل كهذه اهتمامًا استثنائيًا، قرأ الخطوة كإشارة إلى انتقال لبنان نحو مقاربة مختلفة، أكثر هدوءًا وأقل ارتباطًا بالسياق العسكري الذي كان يطغى سابقًا على أي تفاوض. هذا التغيير في الشكل، وإن بدا بسيطًا للبعض، شكّل في مضمونه رسالة واضحة بأن الدولة تحاول إعادة الإمساك بالمفاتيح الأساسية للقرار، ولو تدريجيًا.

الأكثر حساسية في ما يجري هو ما قد يُبنى على هذه الخطوة. فلو كان التعيين بداية مسار سياسي جديد، سواء اتخذ شكل تهدئة طويلة أو تفاهمات ميدانية أو حتى بدايات حوار مباشر مع إسرائيل، فإن ذلك يضع سلاح حزب الله أمام واقع مختلف، ويُضعف من فاعليته كأداة ضغط. وهذا، بحد ذاته، يمثّل نقطة جوهرية بالنسبة للولايات المتحدة، لأنها تسعى إلى تغيير المعادلة التي سمحت للحزب بأن يمسك بملفات استراتيجية داخل البلد وخارجه.

ومع التحولات المتسارعة، يبدو أن المرحلة المقبلة ستشهد انتقالًا واضحًا من منطق القوة العسكرية إلى منطق التسويات السياسية. فالمناخ الإقليمي لا يحتمل انفجارًا جديدًا، والبلد لم يعد قادرًا على تحمّل كلفة المواجهات، فيما القوى المحلية بدأت تدرك أن استمرار اللعبة القديمة يهدد وجودها قبل أن يهدد أي طرف آخر. لذلك، يُرجّح أن يكون الزخم المقبل سياسيًا لا عسكريًا، وأن تتراجع لغة التهويل بالحرب لمصلحة لغة الترتيب الداخلي، خصوصًا أن كل الأطراف، سواء اعترفت أم لا، اقتنعت بأن التغيير بات ضرورة لا خيارًا.

بهذا المعنى، ما يحصل اليوم ليس مجرد حركة ظرفية، بل محاولة لإعادة رسم موقع لبنان في خريطته الإقليمية، ونقله، بضغط اميركي، فعليًا من ضفة إلى أخرى، مع ما يحمله ذلك من تحديات.
 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

علي منتش Ali Mantash