عقدت عقيلة
رئيس مجلس الوزراء، السفيرة سحر بعاصيري سلام، ووزيرة التربية والتعليم العالي ريما كرامي مؤتمرًا صحافيًا في السرايا الحكومية، أعلنتا خلاله مبادرة شركة طيران
الشرق الأوسط (MEA) لدعم ثمانين مدرسة رسمية، في إطار الحملة الوطنية لدعم المدارس الرسمية.
حضر المؤتمر
المدير العام لوزارة التربية فادي يرق، المدير العام للتعليم الابتدائي
جورج داوود، رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء البروفسورة هيام إسحق، مديرة الإرشاد والتوجيه ليندا خوري، مدير التعليم الثانوي خالد فايد، المستشار الإعلامي ألبير شمعون، إلى جانب ممثلين عن منظمات دولية وعدد من الصحافيين.
استهلت السفيرة بعاصيري المؤتمر مرحّبة بالحضور، ومشيرة إلى أن موضوع اللقاء هو "الحملة الوطنية لدعم المدرسة الرسمية"، التي انطلقت بمبادرة من شركة طيران الشرق الأوسط التي تعهّدت بدعم 80 مدرسة رسمية، مرصدةً للمشروع مبلغ 800 ألف دولار، شاكرة الشركة على مبادرتها وعلى تكليفها بالإشراف على تنفيذها بالتنسيق الكامل مع وزارة التربية".
وأكدت أن الحملة تشمل جميع المدارس الرسمية في مختلف المناطق
اللبنانية، لافتةً إلى تلقي التزامات جديدة من جهات راغبة في المساهمة. وأوضحت أن
لبنان يضم نحو 1300 مدرسة رسمية، وأن الوزارة كانت قد حددت سابقًا لائحة أولية تضم 160 مدرسة تُعد الأكثر حاجة للدعم، مشددةً على أن العمل مستمر للوصول إلى كل مدرسة بحاجة إلى المساندة، خصوصًا في المناطق المهمشة والمدارس المتضررة في الجنوب.
وتحدّثت عن أهمية إعادة الحياة للمدرسة الرسمية وانعكاس ذلك إيجابًا على الطلاب والأهالي، مذكّرةً بمكانتها السابقة قبل أن تؤثر الأزمات الاقتصادية والنزوح على أدائها. ورأت أن الحملة تمثل بداية لشراكة طويلة الأمد بين القطاعين العام والخاص، داعيةً كل المؤسسات والهيئات واللبنانيين في الداخل والخارج إلى المساهمة، "ولو بمبالغ بسيطة"، دعمًا للقطاع التربوي.
كما أوضحت أن اختيار المدارس الـ80 جاء بناءً على معايير الوزارة، وأن عملية التوزيع ستتم بشفافية، مع تأكيدها السعي لزيارة كل المدارس المشمولة بالمبادرة.
بدورها، رحبت
الوزيرة كرامي بالحضور، معتبرةً أن الشراكة المعلنة تعكس الإيمان بقدرة التربية الرسمية على الصمود والنهضة رغم الأزمات. وأشارت إلى أن الوزارة تعمل على تطوير جودة التعليم وضمان رفاهية الطلاب ضمن بيئة مدرسية آمنة، وتعزيز التعاون بين المدرسة ومجتمعها، ومواكبة التحول الرقمي، موضحة أن الحملة الوطنية انطلقت من رؤية تقوم على إبراز التجارب الناجحة داخل المدارس الرسمية، لا الاكتفاء برصد الأزمات. ومن هنا، جرى اختيار "المدارس القيادية" التي واجهت التحديات بفاعلية وقدمت حلولًا مبتكرة. ثم طُلب من هذه المدارس إعداد مشاريع تطويرية وخطط مالية مفصلة بدعم الوزارة.
وأضافت أن مبادرة السفيرة بعاصيري جاءت منسجمة مع هذا التوجه، إذ اختارت 80 مدرسة من المدارس القيادية الجاهزة لتنفيذ مشاريع واضحة التأثير، معتبرةً أن هذه الشراكة تتجاوز الدعم المالي إلى إعلان إيمان بدور المدرسة الرسمية كفرصة لبناء مستقبل أفضل.
ودعت المنظمات والجمعيات للمساهمة عبر منصة الشراكات في الوزارة، موجهةً شكرها للسفيرة بعاصيري على مبادرتها.
وفي ردّها على سؤال حول التمويل، أوضحت السفيرة بعاصيري أن مبلغ 800 ألف دولار هو نقطة الانطلاق فقط، وأن الشركة غير قادرة على تغطية جميع المدارس، داعيةً شركات أخرى للمساهمة بهدف توسيع دائرة الدعم. وعن أزمة الأساتذة، أكدت تفهمها لمعاناتهم، معتبرةً أن حلّ القضية مرتبط بالوزارة والظروف العامة للبلاد.
من جهتها، أشارت الوزيرة كرامي إلى أن الحملة موجّهة لدعم الشراكات مع القطاع الخاص، شاكرةً الجهات الدولية والمجتمع المدني على تجاوبهم. وأوضحت أن اختيار المدارس تم وفق معايير دولية تتعلق بالصحة المدرسية والجودة والانخراط المجتمعي والبيئة التعليمية، مع اعتماد التوزيع الجغرافي وجاهزية المدارس، وأن سقف المساعدة يصل إلى عشرة آلاف دولار لكل مدرسة.
وأكدت وجود آليات قانونية تتيح للمدارس تلقي الهبات ومراقبة صرفها، مشيرةً إلى أن كل مدرسة ستقدّم تقارير مفصلة، وأن فريقًا خاصًا في مكتبها سيتابع التنفيذ.
وفي ما يتعلق بمطالب الأساتذة، شددت كرامي على اهتمامها بهذا القطاع منذ توليها مهامها، لافتةً إلى خطوات قيد العمل بالتعاون مع
وزارة المالية لمعالجة أوضاع الأساتذة وتحسين ظروفهم بما يساهم في تعافي القطاع العام.