نظمت كلية الهندسة
في الجامعة اللبنانية الاميركية (LAU) برعاية وحضور وزير الطاقة والمياه جو صدي، وضمن سلسلة "محاضرات منير الخطيب الهندسية" ندوة "الامن المائي في
لبنان: من الازمة الى الفرصة". وحضر الى جانب الوزير كل من
نائب رئيس مجلس الانماء والاعمار البر يوسف كرم، عائلة المهندس الراحل منير الخطيب، ممثلين عن شركة خطيب وعلمي، رئيس الجامعة شوقي عبدالله، عميد كلية الهندسة ميشال خوري وحشد من المهتمين بالقطاع والاساتذة وخريجي الكلية والطلاب.
واستهل الحفل الذي اقيم في قاعة مسرح آروين في حرم
بيروت الجامعي بكلمة لعريف الاحتفال الدكتور جان شاتيلا ألاستاذ المشارك في الهندسة المدنية في (LAU) الذي استهل متحدثاً عن منير الخطيب واصفاً اياه" بالرجل الذي ترك ارثاً في القيادة والإلتزام الاكاديمي"، وقال عنه انه لم يكن "مهندسًا رائدًا فحسب، بل كان قبل كل شيء باحثًا ومعلمًا،وأن إرثه سيبقى مصدر إلهام للمهندسين في جميع أنحاء لبنان والمنطقة".
وتحدث رئيس الجامعة شوقي عبد الله مرحباً بالحاضرين وفي مقدمهم الوزير صدي، وتوجه الى عائلة منير الخطيب معتبراً ان "رؤيته وكرمه يُعززان التعليم الهندسي وحل المشكلات الوطنية في الجامعة ولبنان وخارجه".
ورأى عبدالله ان" أزمة المياه في لبنان ليست نظرية، بل يومية وملحة". ودعا الى "تصحيح مفهوم خاطئ بأن المياه رخيصة، بينما هي في الواقع لا تُقدر بثمن، ولم يصمد إنسانٌ قط أسبوعًا بدون ماء. وان تعطل انظمة المياه في لبنان يؤدي الى خسائر كبيرة يتكبدها المجتمع إضافة الى مخاطر صحية، وخسارة في الإنتاجية، وتضرر البنية التحتية".
واعتبر ان "هدف الندوة هو تحديد حلول هندسية وسياسية عملية، قابلة للتطوير تضمن وصولاً عادلاً ومستداماً للمياه وهذا ما يحتاج الى الإدارة الرشيدة، والتخطيط طويل الأجل، وتصنيف المياه من أصول الأمن القومي. واكد رئيس الجامعة إلتزم كلية الهندسة بتطوير أبحاث الأمن المائي، ودعم المؤسسات الوطنية بالأدلة والبيانات، وتدريب المهندسين والعلماء وصانعي السياسات الذين يبنون أنظمة مرنة وعادلة وجاهزة للمستقبل. وختم داعياً الى اهمية ان يدرك لبنان أن أثمن موارده ليس النفط في البحر، بل الماء الذي يتدفق في الجبال".
الوزير صدي
وقال وزير الطاقة والمياه جو صدي انه" أينما ذهب يُطرح عليه السؤال: متى سنحصل على 24 ساعة من الكهرباء؟ ولكن لم يُطرح عليه السؤال أبدًا: متى سنحصل على 24 ساعة من الماء؟".
واعتبر إن" أزمة المياه في لبنان أكثر تعقيدًا وصعوبة في الحل من الكهرباء". لكنه رأى رغم ذلك ان "في كل أزمة فرصة، وانه يمكن تغيير الأمور وتشكيلها، لا بالاعتماد على السياسة، بل على المعرفة العلمية والإصلاح المؤسسي والحلول المبتكرة".
وتوقف عن التغيير المناخي والشح في الامطار العام الفائت وما قبله، واشار الى" نقاط محددة يجب وضعها في الاعتبار والعمل عليها. مثل تعزيز سعة تخزين المياه حيث اعطت الوزارة الأولوية لبحيرات التلال السهلة التنفيذ، وغير المكلفة. الى جانب معالجة السدود الاربعة التي لم تبن بالكامل". وقال: "لدينا إتفاقية مع مؤسسة مانحة أجنبية، لتشكيل لجنة من الخبراء لتقديم المشورة بشأن الخطوات المستقبلية لسدين. وآمل أن نحصل على دعم مماثل من الجهات المانحة للسدين الآخرين وذلك لتحديد أفضل حل لها".
أما المشكلة الرئيسية الثانية برأيه فهي النسبة الكبيرة من المياه التي تتدفق عبر شبكات التوزيع وتهدر بسبب" مشكلات تقنية أو تسرق". وقال: "نتحدث دائمًا عن الاعتداءات على الكهرباء، لكنها لا تُقارن بالتوصيلات غير القانونية للمياه، وحل هذه المشكلة لا يحتاج الى إنفاق عشرات أو مئات الملايين من الدولارات، ولكنه سيوفر المزيد من المياه للمواطنين".
وتوقف وزير الطاقة والمياه عند مشكلة ثالثة هي إدارة البيانات وحض على" العمل لبناء نظام مركزي يوفر المؤشرات اللازمة لتحديد كميات المياه الجوفية، وتدفق الأمطار وكثافتها وغيرها من الامور لتمكين الدولة من إتخاذ قرارات فنية مدروسة بدلًا من القرارات القائمة على الآراء أو على السياسة. اما المشكلة الرابعة فهي كيفية الوصول إلى استثمارات البنية التحتية الاستراتيجية، بدلاً من البنية التحتية الحالية القديمة والمتهالكة. واشاد بدعم البنك الدولي، ومبادرة مشروع (GATE) التي وافق عليها مجلس النواب، وتهدف الى الحد من تلوث مياه الصرف المنزلي والزراعة، وتحسين نهر الليطاني والنظم البيئية، ودعم إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة في البقاع، وخفض الضغط على موارد المياه العذبة".
والقى عميد كلية الهندسة الدكتور ميشال خوري كلمة ترحيبية اشار فيها الى ان الامن المائي ليس مجرد مسألة تقنية، بل هو استراتيجية وأولوية وطنية. وشرح ان كلية الهندسة في الجامعة تهتم بقضية المياه مع اعضاء من الحكومة والبلديات والمهندسين وصانعي السياسات للانتقال من الأزمة إلى حلول مستدامة، وإصلاحات هيكلية طويلة الأمد.
وكانت كلمات للدكتور يوسف البر كرم نائب رئيس مجلس الانماء والاعمار الذي تركزت مقاربته على موضوع الصرف الصحي، والجوانب الإدارية والفنية لهذا القطاع في لبنان، والمشاريع المنفذة والتحديات التي واجهتها. والقت مستشارة وزير الطاقة والمياه سوزي حويك كلمة عرضت فيها لأزمة المياه.
ثم عقدت جلسة حوار شارك فيها الى جانب كرم وحويك، الدكتور رامي صليبا ممثل الوكالة
الفرنسية للتنمية والدكتور محمود وزني استاذ الهندسة المدنية والرئيس المشارك في كلية الهندسة في (LAU)، وادار النقاش، الدكتور نديم فرجالله الاستاذ المشارك ورئيس مكتب الاستدامة في الجامعة اللبنانية الاميركية.