الحراك السياسي والدبلوماسي والتصعيد الاسرائيلي على الجبهة
اللبنانية، اعاد الملف اللبناني الى واجهة الاهتمام، في ظل قلق جدي من محاولات رئيس وزراء العدو الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لتفجير الاوضاع، واشعال المنطقة.
وكتبت" الاخبار": تفيد المؤشرات بأن تل أبيب استجابت لطلب أميركي مُلِحّ بالانتقال من لغة التهديدات العسكرية إلى المسار الدبلوماسي في
لبنان، ضمن فسحة زمنية مؤقّتة، خصوصاً أن الضربات العسكرية المتواصلة لم تُحقّق أي نتائج، فيما يُمكن الاستفادة من مسارات موازية عبر الضغط على أكثر من صعيد، بما في ذلك جهات سياسية داخلية تُبرِّئ
إسرائيل من العدوان وتُحمِّل
حزب الله المسؤولية، فضلاً عن نشاط اللوبي اللبناني في
الولايات المتحدة الذي يضغط في الولايات المتحدة ويسرّب أخباراً هستيرية عن ضربة كبيرة ستقوم بها إسرائيل في حال رفض الحزب الاستسلام.
وفيما لم يُقدِم العدو على أي خطوة مقابل تسمية السفير السابق سيمون كرم، فإن الولايات المتحدة نفسها تبدو ماضية في ممارسة ضغوط إضافية. فقد علمت "الأخبار" أن "لا موافقة أميركية حتى الآن على زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل لواشنطن، ولا هي في وارد استقبال رئيس الجمهورية جوزيف عون قبل تحقيق جملة من الشروط"، خصوصاً بعد التأويلات التي ترافقت مع تصريحات السفير الأميركي في
بيروت ميشال عيسى عن "وجود اتصالات حول زيارة قائد الجيش لواشنطن"، مُعرِباً عن اعتقاده بأنّ "الزيارة ستتم".
وكتبت" الديار": عشية زيارة الرئيس جوزاف عون الى سلطنة عمان اليوم، في اطار سعيه للاستفادة من دورها كوسيط موثوق في المفاوضات بين الولايات المتحدة وايران، حيث يسعى الى استكشاف امكانية اعتمادها كقناة خلفية لايجاد ثغرة يمكن النفاذ منها لاستعادة الاستقرار الى البلاد عبر استخدام قوتها الناعمة مع الاطراف المؤثرة على الساحة اللبنانية، تتزاحم الافكار الدبلوماسية التي تحاول الاستفادة من تراجع التهويل بالتصعيد العسكري، بعد خطوة "شراء الوقت" الجديدة بتعيين ممثلين مدنيين في لجنة "الميكانيزم" والتي قد لا تدوم طويلا اذا ما قررت "اسرائيل" اطلاق موجة جديدة من الضغوط للحصول على تنازلات لبنانية اقتربت من الوصول الى "القاع". وفي هذا السياق، عادت الى التداول في "الكواليس" مجددا فكرة "تجميد" سلاح حزب الله بدل نزعه، وهي فكرة
مصرية ولدت من "رحم" التسوية المفترضة في غزة، ويفترض ان يعاد تفعيلها بايفاد مبعوث جديد قريبا الى بيروت لم تحدد هويته بعد، فيما بدات هذه الفكرة تجد من يتلقفها في واشنطن ويبدي اهتماما بمناقشتها، فيما ما تسعى "لوبيات" اسرائيلية، واخرى لبنانية معادية للمقاومة على زرع الالغام في طريقها في محاولة لاجهاضها قبل ان تولد.
هذه المعطيات، تشكل خلاصة دبلوماسي غربي، لفت امام زواره الى ان المبعوث
الاميركي توم براك لا يطلق تصريحاته جزافا، وبعيدا عن نظرياته حول القبائل التي تعيش في المنطقة، وتمنياته بضم لبنان الى
سوريا، الا ان كلامه حول ملف سلاح حزب الله لا يبدو مجرد ثرثرة في غير مكانها، فتكرار القول بان نزع سلاح حزب الله امر غير واقعي، والافضل تحييده، اي ضمان عدم استعماله، نظرية بدأت تجد من يسوق لها في محيط الرئيس الاميركي دونالد ترامب في البيت الابيض، وان كانت الفكرة لم تنضج بعد. لكن براك يعد احد المقربين من الرئيس الاميركي، وهو احد المنظرين للفكرة كحل واقعي طويل الامد للتخلص من سلاح حزب الله، وهو خاض "كباشا" ساخنا مع اعضاء في الكونغرس من المناصرين "لاسرائيل، وفي مقدمهم السيناتور لندسي غراهام الذي يخوض معركة مفتوحة، مع اعضاء آخرين من الحزب
الجمهوري، لمنع تحول تلك الافكار الى قناعة لدى الرئيس دونالد ترامب.
أضافت " الديار":جاءت الخطوة اللبنانية بتعيين السفير سيمون كرم في توقيت شديد الاهمية، فقد كانت خطوة"حسن نية" دون مقابل او ضمانات، الا انها منحت الدبلوماسية زخما كانت تحتاجه لمحاولة إخراج الاوضاع من المراوحة القاتلة التي تستنزف لبنان، ويبدو ان الجميع في سباق مع الوقت، لمحاولة اقتناص الفرصة المؤاتية اذا كانت موجودة، قبيل القمة الاميركية- الاسرائيلية، وقد حضر الفرنسيون مجددا الى بيروت عبر جان ايف لودريان دون اي "خارطة طريق" متكاملة، لكن مجرد افكار للتداول حول دور فرنسا المستقبلي في الجنوب بعد انسحاب "قوات اليونيفيل"، والمؤتمر المرتقب مطلع العام المقبل لدعم الجيش في الرياض، والذي يسبقه اجتماع في 18 الجاري في باريس، تحضره المبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس، والموفد السعودي الامير يزيد بن فرحان، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل الذي تلقى "رسالة" اميركية ايجابية عبر اعلان السفير الاميركي في بيروت ميشال عيسى ان الامور باتت اكثر وضوحا وثمة محاولات لاعادة جدولة زيارته الى الولايات المتحدة، دون تحديد موعد محدد.