أكد "تجمع الأُجراء المتقاعدين في المؤسسات العامة والمصالح المستقلة والإدارات العامة الخاضعين لقانون العمل" في بيان، أن "أوضاع المتقاعدين بلغت مرحلة لم تعد تُحتمل، في ظل تجاهل متواصل لمعاناتهم واستنزاف ممنهج لحقوقهم منذ سنوات طويلة".
ولفت الى أن "المتقاعدين أمضوا أعمارهم في خدمة
الدولة اللبنانية ومؤسساتها، وكانوا ركيزة
الإدارة العامة وعمودها الفقري، لكنهم اليوم يُتركون لمصير قاسٍ ومؤلم، بعدما تلاشت تعويضات نهاية الخدمة وفقدت قيمتها بالكامل نتيجة الانهيار المالي، فيما تغطية الضمان الاجتماعي القائمة لم تعد تكفي لتأمين أبسط مقومات الرعاية الصحية والمعيشية. ومع ذلك، تكتفي الجهات المعنية بوعود فارغة لا تُسمن ولا تُغني، من دون اتخاذ أي خطوة عملية تُنصف من خدموا الوطن بإخلاص".
وأعلن التجمع أن "هذا الإهمال المزمن، وهذا التقصير الموصوف، يتحمل مسؤوليته كل من تولى المسؤولية في الدولة
اللبنانية دون استثناء. فلا يجوز الاستمرار في دفن الرؤوس في الرمال بينما آلاف المتقاعدين يواجهون الفقر والمرض والعوز من دون أي حماية أو ضمانة. إن الكرامة الإنسانية ليست خيارا، والحقوق المكتسبة ليست مجالا للمساومة".
وأكد "وجوب وضع آلية فورية وعاجلة لتعديل تعويضات نهاية الخدمة وربطها بمؤشر غلاء المعيشة، كي لا يبقى المتقاعد ضحية الانهيار المالي"، داعيا الى "إقرار تغطية صحية شاملة وكاملة للمتقاعدين عبر الضمان الاجتماعي، بعيدا عن التعقيدات والتمييز والمحسوبيات".
ورفض "بشكل قاطع أي محاولة للمساس بالحقوق المكتسبة أو الالتفاف عليها بحجج مالية أو إدارية"، مطالبا بـ"العمل فورا على وضع خطة وطنية لحماية كبار السن من الفقر والإهمال، بما يضمن لهم العيش
الكريم، وباتخاذ إجراءات حقيقية على الأرض بدل الاكتفاء بالتصريحات الإعلامية الفارغة التي لم تعد تقنع أحدا".
وإذ أكد التجمع أنه "كان على استعداد لتنفيذ خطوات تصعيدية مشروعة منها عقد مؤتمر صحافي في
الاتحاد العمالي العام لعرض الحقائق أمام الرأي العام، إلا أن الظروف الدقيقة التي يمر بها
لبنان فرضت علينا التريث مؤقتا مراعاة للوضع الوطني العام"، أعلن جهوزيته "للانتقال إلى خطوات أقسى وأعلى سقفا متى تهيأت الظروف الملائمة، ولن يتردد في رفع الصوت بكل الوسائل القانونية والسلمية المتاحة".
وأشار البيان الى أن "التجمع شدد على أن حقوق المتقاعدين ليست صدقة من أحد، وكرامتهم لا تخضع للتفاوض، مؤكدا أنه سيبقى ثابتا في مواقفه، رافعا الصوت دون تردد، حتى يتحقق الإنصاف الكامل لهذه الفئة التي قدمت الكثير لهذا الوطن ولم تتلق سوى الوعود".