كتبت نورما ابو زيد في" نداء الوطن":يتجاوز أثر
مورغان أورتاغوس حدود الصورة، ليصبح فعلًا مؤثرًا في السياسة
اللبنانية. هذا ما يؤكّده مصدر رفيع لـ "نداء الوطن". ويقول المصدر إن "رئيس الجمهورية جوزاف عون لم يحلم بسيمون كرم في منامه، بل أتته أورتاغوس في اليقظة، وهمست باسمه مفاوضًا مباشرًا". يشرح المصدر أنه "قبل أن يبرز اسم كرم إلى الواجهة، كانت أورتاغوس تُسهم في الدفع بخطابٍ أميركي يمنح فكرة التفاوض المباشر مع
إسرائيل قبولًا أكبر في المشهد السياسي اللبناني. وأورتاغوس لم تعمل على خطّ
بعبدا وحده، إذ يشير المصدر إلى أنها نشطت أيضًا على خطّ عين التينة، بناءً على نصيحة رئاسيّة، بضرورة ضمّ الرئيس
نبيه برّي إلى الدائرة المؤيّدة للوفد المفاوض، انطلاقًا من موقعه المحوري في البيئة الشيعيّة، وهذه أصلًا قناعة أميركيّة". فهل يُفهم من ذلك أن الرئيس برّي بات في موقع المؤيّد للتفاوض المباشر؟
تردّ دوائر عين التينة على السؤال بالتأكيد أن الرئيس برّي مؤيّد، وهناك اتفاق مسبق مع الرئيس جوزاف عون، بعد جوجلة لاسمين آخرين لم يحظيا بقبول الرؤساء الثلاثة.
تشدّد الدوائر على ثقة برّي المطلقة بالرئيس عون، وتضيف أن الخطوة التي أقدم عليها عون كانت بالغة الأهمية، وقد تلقفها الرئيس برّي بسرعة لافتة، إذ، بحسب تعبيرها، لا يمكنه إلّا أن يتعامل بإيجابيّة مع مبادرات
الرئيس عون الذي يتمتّع بروحٍ عالية من المسؤوليّة الوطنيّة الصادقة والجامعة. وتشير الدوائر إلى أن هذه المبادرة أسهمت في تقدير برّي في تبديد أجواء التصعيد
الإسرائيلي، بعدما كان الحديث يدور عن ضربة غدًا. وتشرح أن برّي لا يتردّد في أيّ خطوة يراها في خدمة المصلحة الوطنية.وبناءً على ما تقدّم، تقول الدوائر إن لا فيتو على اسم سيمون كرم، ولا فيتو على دور سيمون كرم، ما دامت الأجندة واضحة: الأرض المحتلّة، ووقف إطلاق النار، والأسرى، وخطوة مقابل خطوة. وتضيف: "أُعطيت الموافقة وخلصت القصّة، وعون وبرّي ما بيزعلو بعض". تذهب الدوائر أبعد من ذلك، وتقول إن الرئيس برّي ينظر إلى سيمون كرم بعين التقدير، ويراه "قبضاي" وذكي ومحنك.وتكشف أن زيارة زعيم "الإشتراكي"
وليد جنبلاط الأخيرة إلى عين التينة، أسفرت عن رسم خارطة طريق واضحة للمرحلة المقبلة قوامها العودة إلى اتفاق الهدنة.
وهل يُفهم من ذلك أن ما تردّد عن رفض برّي للمفاوضات المباشرة لم يكن أكثر من كلام صحف؟
تؤكّد الدوائر أن لا إشكال في المفاوضات المباشرة، معتبرة أن الفارق بينها وبين المفاوضات غير المباشرة يكاد يكون شكليًا. ففي الصيغة الثانية تقول الدوائر، تكون عيون المفاوض اللبناني في عيون الوسيط الأميركي، بينما يصل صوته إلى أذنيّ الإسرائيلي. وهو مشهد لا يخلو من طرافة أقرب إلى نكتة. وتضيف: كلّ المنطقة ذاهبة إلى حوار، ونحن آخر من التحق بهذا الجو.
وماذا عن الكلام المتداول بأن "
حزب الله" يستعدّ لخوض حرب، انطلاقًا من معادلة "الخروج من الخانة صفر"، ولو كانت الكلفة خسارة؟
تردّ الدوائر بأن النظرية المتداولة حول سعي "الحزب" إلى "الخروج من الخانة صفر" ولو انتهى الأمر بنتيجة 1 أو 2، هي مقاربة واهية، إذ إن مجرّد مغادرة الخانة صفر لا يُعدُّ انتصارًا ولا يغيّر في المعادلة الجديدة.
وتختم الدوائر بالقول إن "حزب الله"، يُدرك أنه فقد القدرة على تعديل ميزان القوى، ولذا فهو، في تقديرها، لن يقترب من خيار الحرب. فكلّ عملية من هذا النوع ستكون بحسب تعبيرها، مغامرة انتحارية على الشيعة وعلى
لبنان بأسره. وللمرّة الأولى، تضيف الدوائر، تتصرّف الدولة كدولة، وهذا بالضبط ما يريده برّي.