تعيش الساحة الداخلية حالة ترقب بانتظار مجموعة من الاجتماعات التي سترسم مسار المشهد اللبناني في المرحلة المقبلة، وأولها الاجتماع الأميركي ـ السعودي ـ الفرنسي مع قائد الجيش في 17 و18 الحالي في باريس، للبحث في مؤتمر لدعم الجيش ومسار خطة حصر السلاح وتقدّمها، فيما تعقد لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار «الميكانيزم» اجتماعها الثاني بعد تعيين رئيس للوفد التفاوضي اللبناني وآخر للوفد
الإسرائيلي في التاسع عشر من الشهر الحالي، وتبقى الأنظار شاخصة إلى التاسع والعشرين منه، للقاء رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وكتبت" الاخبار": بالتوازي مع تسريبات مُكثّفة في إعلام العدو عن «ضغوط أميركية لمنع تنفيذ عملية عسكرية واسعة»، تكثّفت الاستفسارات في
بيروت حول ما إذا كانت واشنطن قد منحت
لبنان مهلة إضافية تمتدّ حتى نهاية آذار المقبل، لإنجاز خطة حصر السلاح جنوب نهر الليطاني.
كما تزايد الاهتمام بمعرفة نتائج اللقاء الثلاثي الأميركي - الفرنسي - السعودي في باريس مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل، وما إذا كانت نتائجه ستنعكس على مسار التحضير لمؤتمر دعم الجيش . وبحسب المصادر نفسها، فإنّ هيكل، الذي سيشارك في اجتماع باريس، سيعرض بالتفصيل المهمات التي نفّذها الجيش في مختلف المناطق
اللبنانية، لا في الجنوب فقط، في إشارة إلى العمليات المُنفّذة على الحدود مع
سوريا، ولا سيما في ملف التهريب.
وجاء في افتتاحية" النهار": تتجه إلى نتائج زيارة الموفد الأميركي توم برّاك لإسرائيل، لم تظهر المعلومات تركيزاً كبيراً على لبنان ما لم تتكشف في الساعات المقبلة معطيات إضافية مختلفة. إذ استقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي وفق مكتبه الإعلامي في مكتبه في القدس سفير
الولايات المتحدة لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا توم برّاك الذي قال بعد اللقاء: "أجرينا حوارًا بنّاءً لتحقيق السلام والاستقرار الإقليميين".
غير أن اللافت في الساعات الأخيرة تمثل في إعلان
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو "أننا نعمل على آلية ثانية لمتابعة نزع سلاح
حزب الله".
وأفادت مراسلة "النهار" في باريس رندة تقي الدين، أن العاصمة الفرنسية تبدو قلقة جداً من احتمال تصعيد إسرائيل عملياتها في لبنان بعد عملية سيدني وتصريحات الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم حول رفضه نزع سلاح الحزب. وأشارت مصادر فرنسية إلى أن باريس تسعى إلى منع تصعيد تراه مقبلاً. وسيشارك في الاجتماع الباريسي حول لبنان في 18 من الجاري، السفير الأميركي في لبنان ميشال عيسى، علماً أن الاجتماع سيجمع الموفد الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان والموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان والموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس وقائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل. وسيكرّس حضور السفير عيسى صفته كمسؤول عن الملف اللبناني، كما أن قائد الجيش سيكون له لقاء مع نظيره قائد الجيش الفرنسي في وزارة الدفاع ثم ستكون له لقاءات في الاليزيه والخارجية.
وسيتناول المجتمعون الوضع في لبنان واتصالات أورتاغوس بالإسرائيليين، كما أن العماد هيكل سيطرح مع الفرنسيين حاجات الجيش اللبناني لأن باريس ما زالت تسعى لإقناع السعودية بقبولها عقد مؤتمر لدعم الجيش اللبناني في الرياض، وهي لم ترفض حتى الآن ولم تقبل. وتجهد باريس لمنع توسيع التصعيد الإسرائيلي وهي ترى أن على لجنة الميكانيزم أن تقوم بالتحقيق على الأرض بمساعدة اليونيفيل في ما يقوم به الجيش اللبناني الذي يقول إنه اقترب من نزع سلاح "حزب الله" في معظم الأماكن في الجنوب. وإذ تنعقد الميكانيزم في لبنان في 19 الحالي تقرّرَ أن يحضر لودريان اجتماعها.
وترى باريس أنه يجب أن يتم الاتفاق بين اليونيفيل والميكانيزم للقيام بمهمة التحقق على الأرض لإزالة حجج إسرائيل في توسيع عمليات القصف والتصعيد.
كما ترى باريس في المقابل أن "حزب الله" يسيء فهم اتفاق اطلاق النار، إذ يدّعي أنه يتضمن نزع السلاح في جنوب الليطاني فقط، في حين أنه يقوم على نزع سلاح الحزب في كل لبنان وهذا مدوّن "أسود على أبيضّ" في الاتفاق.
وتعزّزَ الموقف الفرنسي بالبيان الذي صدر عن الاتحاد الأوروبي أمس، والذي اعتبر أن رفض "حزب الله" نزع سلاحه والضربات
الإسرائيلية في لبنان يهددان استقرار لبنان.
وكتبت" نداء الوطن": تنشط الجهود الدبلوماسية لـ "فكفكة" اللغم الأساسي، أي حصر السلاح الميليشياوي كشرط لنزع فتيل الحرب. لذا شكّلت ثلاث عواصم محاور هذه الحركة: بيروت التي تستعد لاستقبال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي بعد غد. تل أبيب، حيث التقى المبعوث الأميركي توم براك رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وباريس التي تتحضر لعقد مؤتمر دعم الجيش اللبناني في 17 و18 الجاري. أمّا الوسط الميداني، فكان أمس من نصيب السفراء والملحقين العسكريين العرب والأجانب، الذين لبّوا بعد الإعلاميين، دعوة المؤسسة العسكرية لزيارة الجنوب، في جولة تسبق مغادرة قائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى فرنسا.
وأشار مصدر وزاري لـ "نداء الوطن"، إلى أن الفرصة الوحيدة المتاحة حاليًا، تتمثل في تفعيل عمل لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، ولا سيما مع ترؤس السفير سيمون كرم الجانب اللبناني فيها، نظرًا إلى ما يتمتع به من خبرة دبلوماسية واسعة، وقدرة على إدارة الملفات التفاوضية المعقدة. واعتبر أن هذا المسار يشكّل قناة أساسية لمتابعة المطالب اللبنانية، وفي مقدّمها وقف الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة والانسحاب الكامل من المواقع التي لا تزال محتلة، داعيًا إلى مواكبة هذا المسار بزخم سياسي داخلي يسهّل مهمته ويعزز نتائجه، ويتجاوب مع أي تطور إيجابي، عبر تسريع عملية حصرية السلاح على جميع الأراضي اللبنانية بعيدًا من الأجندات الإقليمية، التي تضع لبنان في خطر وجودي داهم.
وذكرت «البناء» أنّ اجتماعات باريس ستعيد إحياء زيارة قائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى واشنطن، حيث تبذل فرنسا جهوداً حثيثة مع الولايات المتحدة لرأب الصدع بين القائد والأميركيين وتسهيل الزيارة في ظلّ تقدير الفرنسيين حجم حاجة الجيش اللبناني للدعم المالي والتسليحي. ولفتت المعلومات إلى أنّ حصول الزيارة من عدمها وتغيّر الموقف الأميركي، مرتبط بنتائج النقاشات في اجتماعات باريس، لكن الأجواء قد تحمل إيجابية على هذا الصعيد.
ولفتت مصادر مطلعة إلى أنّ اجتماع الميكانيزم المقبل يكتسب أهمية خاصة لكونه يأتي بعد يوم على اجتماعات باريس التي سيحضرها لبنان وفرنسا والولايات المتحدة والسعودية، وتبحث مسألة حصرية السلاح وسبل دعم الجيش، كما يأتي اجتماع اللجنة التي ستحضره المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس بعد حادثة يانوح التي ستفرض نفسها على نقاشات الميكانيزم.
ولفتت المصادر إلى أنّ رئيسي الجمهورية والحكومة سيزوّدان رئيس الوفد اللبناني السفير سيمون كرم بالتوجيهات اللازمة قبل الاجتماع، حيث سيكرّر أمام أعضاء اللجنة إطار التفاوض وحدوده وأهدافه في الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة ووقف الاعتداءات وإعادة الأسرى، كما سيسجل الوفد اللبناني اعتراضه على الخروق والاعتداءات الإسرائيلية وتجاوز لجنة الميكانيزم، كما سيشرح الجيش اللبناني ما أنجزه في منطقة جنوب الليطاني في حصر السلاح وإزالة المظاهر المسلحة وضبط الحدود ومنع أيّ أعمال عسكرية وأمنية من الداخل اللبناني باتجاه «إسرائيل».
لكن الأهمّ وفق المصادر أنّ الاجتماع سيأتي بعد حادثة يانوح، حيث سيطرح تعديل آليات وإجراءات عمل الميكانيزم بما يعزّز من دور هذه اللجنة، حيث سجلت الحادثة تعديلاً من الجانب الإسرائيلي بالتعامل مع منازل المواطنين التي تشتبه بوجود أسلحة، ففي حالة المنزل في يانوح أبلغت «إسرائيل» الميكانيزم باحتمال وجود سلاح في أحد المنازل، فطلبت اللجنة من الجيش اللبناني تفتيشه فبادر الجيش إلى تفتيشه مرتين، وبالتالي لم تقم «إسرائيل» بضربه فوراً كما كانت تفعل في السابق، ما قد يفرض قواعد اشتباك جديدة في التعامل الإسرائيلي مع شبهات وجود سلاح في المنازل.
وفي سياق ذلك، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو «أننا نعمل على آلية ثانية لمتابعة نزع سلاح حزب الله».
وما بين هذه الاجتماعات المفصليّة، عقد أمس، اجتماع بين المبعوث الأميركي توم برّاك ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في «تل أبيب»، حيث سعى الدبلوماسي الأميركي وفق المعلومات، إلى لجم «إسرائيل» وإقناعها بمنح لبنان مزيداً من الوقت لحصر السلاح، في مهلة جديدة قد تنتهي في الأسابيع الأولى من العام الجديد.
ويحطّ رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في بيروت الخميس المقبل لاستكمال الجهود التي تبذلها القاهرة لتفادي التصعيد الإسرائيلي ضد لبنان.
وكتبت" الديار": ثمة تعويل كبير على نتائج اجتماع لجنة «الميكانيزم» في 19 الجاري، بعد النجاح اللافت للجيش ميدانيا، والذي واكبته اتصالات سياسية رفيعة المستوى، في منع الاعتداء على احد المنازل في بلدة يانوح يوم السبت الماضي، ويطمح الوفد اللبناني للتأسيس على ما حصل، لتثبيت قواعد جديدة تحمي القرى والبلدات الجنوبية. ويسود الترقب لمعرفة حقيقة الموقف
الاميركي خلال الاجتماع، وبعدها «سيبنى على الشيء مقتضاه».