تصفّح بدون إعلانات واقرأ المقالات الحصرية
|
Advertisement

لبنان

مسارات جديدة امام "حزب الله".. واشنطن تستعجل الحل

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
16-12-2025 | 10:01
A-
A+
Doc-P-1455836-639014757074024434.jpeg
Doc-P-1455836-639014757074024434.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
في الأسابيع الماضية، بدت الساحة الإقليمية وكأنها تفتح أمام حزب الله مسارات جديدة لم تكن متاحة بالشكل نفسه في مراحل سابقة. التحولات لم تأتِ من فراغ، بل جاءت نتيجة تبدلات في الحسابات الإقليمية وقراءة مختلفة لموازين القوى، خصوصًا في ظل تطورات الحرب في المنطقة وتراجع قدرة بعض الدول على فرض إيقاعها السابق. ضمن هذا السياق، يبرز التقارب المتدرّج بين حارة حريك وتركيا كأحد أبرز المؤشرات على مرحلة مختلفة قيد التشكل.

مصادر مطلعة تؤكد أن قنوات التواصل بين حزب الله والجانب التركي باتت أكثر انتظامًا، وأن أنقرة لم تعد تنظر إلى الحزب فقط من زاوية خلافاتها التقليدية، بل من زاوية مصالحها الاستراتيجية الأوسع. التهديد الإسرائيلي، وفق القراءة التركية الجديدة، لم يعد محصورًا بلبنان أو فلسطين، بل بات عاملًا ضاغطًا على توازنات شرق المتوسط، ومصدر قلق مباشر لمصالح تركيا الأمنية والاقتصادية.

 من هنا، ترى أنقرة أن لبنان يشكّل خط التماس الأول في مواجهة التمدد الإسرائيلي، خصوصًا في ظل ضعف الدولة السورية الحالية وعدم قدرتها على لعب دور الردع كما في السابق.

هذا التقارب، إذا ما استمر، سيفتح الباب حتمًا أمام مقاربة مختلفة للعلاقة مع سوريا. فتركيا التي تعيد ترتيب أولوياتها، تجد نفسها مضطرة للتعامل بواقعية مع القوى الفاعلة على الأرض، وفي مقدمها حزب الله. وبالتالي، قد يتحول هذا المسار إلى جسر غير مباشر يعيد رسم خطوط التواصل الإقليمي، بعيدًا عن الشعارات والمواقف الحادة التي سادت في السنوات الماضية.

على خط موازٍ، يبرز الواقع السعودي كأحد الآفاق المحتملة، وإن كان بحذر واضح. فبعد مبادرة الشيخ نعيم قاسم وما رافقها من تقارب سعودي–إيراني، تشير المعطيات إلى أن الرياض تعتمد سياسة التهدئة مع حزب الله، من دون الانتقال حتى الآن إلى مرحلة التقارب الجدي. إلا أن مصادر متابعة تعتبر أن هذه الهدنة غير المعلنة تشكّل خطوة أولى على طريق معالجة أوسع، خصوصًا في ظل تنامي الشكوك السعودية حيال الأداء الإسرائيلي في المنطقة وما قد يجرّه من فوضى يصعب ضبطها.

في المقابل، فان الإدارة الأميركية، بحسب أكثر من تقدير، باتت مستعجلة للوصول إلى تسوية في لبنان، على غرار المسار الذي تسعى إليه في غزة، بهدف إقفال هذا الملف من دون انزلاق إلى تصعيد إسرائيلي واسع. فتل أبيب، وفق الرؤية الأميركية، بدأت تخسر جزءًا من المكتسبات التي حققتها، سواء على مستوى الردع أو على مستوى صورتها الدولية، ما يدفع واشنطن إلى الضغط لمنع أي مغامرة جديدة قد تزيد من تعقيد المشهد.
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

علي منتش Ali Mantash