تصفّح بدون إعلانات واقرأ المقالات الحصرية
|
Advertisement

لبنان

تقرير بريطاني يؤكد: إيران وحدها قادرة على نزع سلاح حزب الله

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
17-12-2025 | 03:30
A-
A+
Doc-P-1456347-639015621010815425.webp
Doc-P-1456347-639015621010815425.webp photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ذكر مركز "Chatham House" البريطاني أنه "وفي مقابلة حديثة مع قناة "العربية" السعودية، صرّح وزير الخارجية يوسف رجي بأن "حزب الله لن يسلم أسلحته دون موافقة إيرانية". في الواقع، كان هذا تصريحاً صريحاً بشكل غير معتاد بالنسبة لدبلوماسي. ويشارك الكثيرون في لبنان هذا الرأي، وإلا، فلماذا يصر الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم على الاحتفاظ بأسلحة حزبه رغم العواقب الواضحة؟"

وبحسب التقرير الذي نشره المركز، "يدرك حزب الله جيداً أن غالبية اللبنانيين يرغبون في نزع سلاحه، كما أظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة غالوب مؤخراً، وكان نزع السلاح جزءاً أساسياً من اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة مع إسرائيل في تشرين الثاني 2024، لكن حزب الله يصر على أن نزع السلاح لا ينطبق إلا على جزء من جنوب لبنان، المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني. وبسبب تعنّته، فقد حزب الله الكثير من مكانته السياسية في بيروت ومعظم تحالفاته السياسية الداخلية، وقد سهّل ذلك تشكيل حكومة جديدة يلتزم رئيسها ورئيس وزرائها بهدف استعادة الدولة اللبنانية احتكارها لاستخدام القوة، والذي يتم عبر جيش البلاد. ويقوم الجيش اللبناني بعمليات نزع السلاح في قطاع الليطاني الجنوبي، لكنه يتوخى الحذر الشديد بشأن نزع السلاح في الجزء الشمالي من القطاع، بالإضافة إلى البقاع وأماكن أخرى".

وتابع المركز، "يدرك حزب الله أنه باحتفاظه بالسلاح، فإنه يُخاطر بحربٍ كبرى أخرى مع إسرائيل، التي تتوق إلى إزالة التهديد العسكري الذي يُمثله الحزب لمنطقتها الشمالية. وقد شنت إسرائيل هجمات على لبنان في مناسبات عديدة هذا العام، مستهدفةً ما وصفته بمواقع حزب الله، واغتالت هيثم علي طبطبائي، أحد أبرز قادة الحزب العسكريين، الشهر الماضي. ومع ذلك، ورغم الخطر المحدق باندلاع حرب جديدة، وتدهور الوضع الاستراتيجي بشكل حاد عقب سقوط نظام الأسد في سوريا، لا يزال حزب الله يرفض أي حل وسط. لماذا؟ في الواقع، يبدو القرار غير منطقي، وهذا ما يدعم النظرية القائلة بأن حزب الله، كما يشتبه رجي، ليس له أي سلطة على القضية الأساسية المتعلقة بأسلحته".

وبحسب المركز، "منذ تأسيسه في أوائل ثمانينيات القرن الماضي، بمساعدة من الحرس الثوري الإيراني، تمتع حزب الله ببعض الحريات: إذ يمكنه ترشيح أي مرشح يريده للانتخابات اللبنانية، وله حرية التصرف في الأموال التي يجنيها ويتلقاها من إيران، كما يمكنه أن يصادق أو يخاصم أي فاعل سياسي لبناني، كل ذلك دون الحاجة إلى استشارة طهران، لكنه لا يستطيع التخلي عن أسلحته أو حتى استخدامها ضد إسرائيل بشكل فعّال، دون تفويض صريح من قادته في طهران. في الواقع، لا يمكنه اتخاذ قرار بذلك بشكل مستقل، فبمجرد نزع سلاحه، ستفقد إيران كل مصلحة لها في الحزب. إنّ الشعور بالأخوة والتضامن الطائفي بين إيران، ذات الأغلبية الشيعية، وحزب الله الشيعي شعورٌ حقيقي، لكن السبب الرئيسي وراء تزويد طهران حزب الله بمئات الملايين من الدولارات سنوياً، فضلاً عن الأسلحة البعيدة المدى، والمعلومات الاستخباراتية، والتدريب العسكري، هو رغبتها في أن يكون الحزب امتداداً لقوتها العسكرية في المنطقة. وبشكل أكثر تحديداً، لا يزال يُنظر إلى حزب الله المسلح كوسيلة لردع هجوم إسرائيلي شامل ضد إيران، وإذا فشل ذلك، للقتال في حالة نشوب حرب كبرى".

وتابع المركز، "بالطبع، لم يُجدِ هذا الردع نفعًا كبيرًا هذا الصيف. فقد هاجمت إسرائيل إيران، وفشل حزب الله في ردعها أو اتخاذ أي إجراء. ربما لم تكن إيران بحاجة إلى مساعدة حليفها اللبناني آنذاك، وقررت أن يتدخل في ظروف أكثر خطورة، أو ربما كانت أهمية حزب الله كجزء من قوة الردع الإيرانية الممتدة مبالغًا فيها أو مُستَغَلّة. مع ذلك، من الواضح أن إيران لا تزال ترى قيمة في حزب الله المسلح.ففي تشرين الثاني، صرّح مسؤولون أميركيون بأن طهران تمكنت من ضخ ما يصل إلى مليار دولار إلى حزب الله هذا العام لتمويل أنشطته ومساعدته على إعادة بناء ترسانته. بالنسبة لطهران، فإن إجبار إسرائيل على تبرير وجود تهديد كبير على حدودها الشمالية والقلق بشأنه يُعد استثمارًا مجديًا، فنصف المعركة نفسي".

وأضاف المركز، "إن تجريد حزب الله من سلاحه، واقتصار نفوذه على نطاق سياسي لبناني ضيق، ليس استثماراً جذاباً لإيران. إن الأسلحة والتمويل الإيراني يسمحان للحزب بالحفاظ على ادعائه بأنه القوة الوحيدة القادرة على الدفاع عن لبنان ضد إسرائيل. كما وتُمكّن الأسلحة الحزب من ترهيب أي شخص في لبنان تجرأ على تحديه والقضاء عليه. ويُوجّه حزب الله الأموال الإيرانية إلى توفير فرص العمل والمدارس والرعاية الصحية وغيرها من الخدمات لأنصاره الشيعة، وبإزالة الدعم الإيراني، يصبح حزب الله هامشيًا في السياسة اللبنانية وفي الأمن الإقليمي على حد سواء. لذا، فإن مطالبة حزب الله بنزع سلاحه أشبه بمطالبته بالانتحار".

وبحسب المركز، "إذا كانت إيران تسيطر على عملية صنع القرار العسكري لحزب الله، فما هي الظروف التي قد تجعلها مستعدة للتخلي عما تبقى من أسلحة الحزب؟ وهل سيتطلب ذلك اتفاقاً بين الولايات المتحدة وإيران؟ في تشرين الأول، صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه مستعد للتفاوض مع إيران، وينبغي أن يكون مستقبل حزب الله، وليس فقط البرنامج النووي الإيراني، جزءًا من هذا الحوار. هذه المرة، يجب أن تكون النتيجة مناقضة لما حققته إدارة باراك أوباما عندما تفاوضت على خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 مع طهران. إن أي اتفاق جديد يتطلب حزب الله منزوع السلاح وتقليصًا جذريًا للنفوذ الإيراني الخبيث في المنطقة. أما البديل فهو أن تُصعّد إسرائيل نشاطها العسكري الحالي، وأن تُشنّ حربًا شاملة على حزب الله، بموافقة أميركية وقبول عربي ودولي واسع. قد يكون هذا الخيار أكثر تدميرًا من ذي قبل، وقد لا تتمكن إسرائيل من نزع سلاح حزب الله بالكامل، لكنها تستطيع، بالقوة الغاشمة، أن تجعل من المستحيل عمليًا على إيران إعادة بناء قدرات الحزب".

وختم الموقع، "تسعى إسرائيل حالياً إلى إضعاف حزب الله أكثر والدفع نحو محادثات تطبيع العلاقات مع الحكومة اللبنانية، وهذا ما يعارضه حزب الله بشدة، وما تخشاه إيران. وصرح رئيس الوزراء نواف سلام بأن الآلية الأميركية الإسرائيلية اللبنانية التي تشرف على مهمة الجيش اللبناني في نزع سلاح حزب الله تُعدّ مسألة منفصلة عن التطبيع مع إسرائيل، وأن لبنان "بعيد كل البعد" عن التطبيع. لكن إسرائيل قد تُصرّ على موقفها، وقد تُمارس واشنطن أشكالاً مختلفة من الضغط الدبلوماسي المتزايد على لبنان، ولو كان ذلك بهدف معالجة التحدي العسكري الذي يُمثله حزب الله بشكل نهائي".
 
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban