أحيت إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية "الريجي" مساء الخميس في "سيسايد بافيليون" في بيروت الذكرى التسعين لتأسيسها، وأطلقت كتابها التوثيقي "تسعون" برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا بوزير المالية ياسين جابر. ومثّل رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام وزير الزراعة الدكتور نزار هاني، بحضور وزراء ونواب وسفراء ومسؤولين وقادة أجهزة أمنية وعسكرية وجمركية ونقباء ورؤساء اتحادات وجمعيات وبلديات، إضافة إلى لجنة إدارة "الريجي" وموظفين وممثلي الشركات التبغية والقطاع الخاص.
بعد فيلم تعريفي، قال رئيس "الريجي" ناصيف سقلاوي إن الاحتفال وإطلاق الكتاب هو "احتفاء بمسيرة مؤسساتية راسخة في خدمة
لبنان واقتصاده". واعتبر أن حضور جابر ممثلا
بري "تأكيد على الرعاية الوطنية" وعلى العلاقة مع وزارة المالية كسلطة وصاية. وأكد أن مسيرة "الريجي" بدأت عام 1935، وأن الإنجاز الزراعي تكرّس عبر إعادة توزيع الرخص "بعدل" لتعيش اليوم "خمسة وعشرون ألف عائلة" من زراعة التبغ والتنباك، مع شراكة قائمة على الثقة والحوار مع نقابات المزارعين.
وتوقف سقلاوي عند الدور الصناعي، مشيرا إلى أن "الريجي" انطلقت عام 1993 بخط إنتاج واحد وصنف وطني واحد، واليوم لديها "15 خط إنتاج" بقدرة "ثلاثة ملايين سيجارة في الساعة" وتُصنّع "أكثر من ستين صنفا" وطنيا وأجنبيا، لافتا إلى أن مؤسسة البترون باتت "أكبر مصنع معسّل" في
الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما تحدث عن مواجهة التهريب عبر أسعار منافسة وجهاز مكافحة التهريب بالتعاون مع الأجهزة الأمنية.
وفي الشق المالي، قال إن "الريجي" حققت إيرادات صافية لخزينة الدولة "فاقت 3 مليارات دولار بين عامي 2015 و2024"، وبلغت "402 مليون دولار" في العام 2024 وحده، مضيفا "نتوقع ان تلامس عائداتنا الصافية هذا العام 500 مليون دولار". وأشار إلى اعتماد نموذج إداري مختلف عبر ترشيق الهيكلية والشراكة مع القطاع الخاص، وخفض عدد العاملين من "خمسة آلاف" في السبعينيات إلى "أقل من 700"، وإطلاق مشاريع إنمائية مع البلديات شملت "246 مشروعا" في القرى التبغية، إضافة إلى مساعدات للمؤسسات العسكرية ضمن المسؤولية المجتمعية بنحو "20 مليون دولار". وختم بإهداء الإنجازات إلى "41 شهيدا وشهيدة" من مزارعي التبغ سقطوا خلال "العدوان
الإسرائيلي الأخير".
بدوره، قال الوزير ياسين جابر ممثلا بري إن "الريجي" انتقلت إلى "واحدة من أهم المؤسسات الوطنية" و"الأولى بين مؤسسات الدولة في رفد الخزينة العامة بإيرادات"، داعيا إلى أن يتوحد اللبنانيون "حول درء المخاطر" وأن يكون رهانهم على "تماسكهم" لتحقيق الاستقرار وحماية السيادة والهوية، ناقلا تحية خاصة من بري للقيّمين على المؤسسة.
أما مديرة المشروع مريم حريري فأوضحت أن العمل على الكتاب بدأ عام 2023، وشمل أرشيف "الريجي" والأرشيف الفرنسي ومكتبة الجامعة الأميركية في بيروت وأرشيف "النهار" وغيرها، وأسفر عن جمع "أكثر من 2000 وثيقة أصلية" و"أكثر من 4000 صورة تاريخية"، والاطلاع على "أكثر من 100 مرجع" وإجراء "أكثر من 10 مقابلات معمقة"، ضمن "700 يوم عمل".