شارك المعهد الوطني العالي للموسيقى - الكونسرفاتوار، في سياق الاحتفالات الميلادية التي تقيمها بلدية جونيه بالتعاون مع لجنة مهرجاناتها بعنوان: Jounieh Fête Noël ، في أمسية استثنائية بدعوة من رئيسته الدكتورة هبة القواس، وذلك في اطار تعاون مثمر بينهما.
وقد أحيت الاحتفال الاوركسترا الفلهارمونية الوطنية وجوقة جامعة سيدة اللويزة بإدارة الأب خليل رحمة ومشاركة التينور العالمي إيليا فرنسيس، بقيادة المايسترو لبنان بعلبكي، في برنامج موسيقي بعنوان "تآلفات مقدسة واحتفالية: إضاءة روح الميلاد بكل بهائها"، من خلال الموسيقى الميلادية الكلاسيكية والترانيم والألحان الخاصة بالميلاد.
افتتحت الاحتفال الإعلامية ماجدة داغر مرحبة، ثم تحدث افرام واشار الى ان "الثقافة والفن هما في الأهمية نفسها لكي نستطيع تحقيق نهضة فعلية في جونيه، ولكي تستطيع جونيه أن تلعب دورا مشرقا لجميع اللبنانيين. واليوم بعد غياب طويل نحتفل بالعيد لأول مرة منذ ثلاث سنوات بوجود رئيس جمهورية ورئيس حكومة ومجالس بلدية جديدة تحمل فكرا جديدا ونهجا مختلفا. نحن بصدد أن نوقع وثيقة تفاهم وتعاون ثقافي وموسيقي مع الكونسرفتوار تتيح للموسيقيين أن يكونوا في شوارع جونيه ومعالمها ويستمع إليهم جميع الناس. ونشكرها أيضا لأنها قدمت لنا هذا الحفل المميز على مشارف الأعياد المجيدة مع الأوركسترا الفلهارمونية الوطنية وكورال سيدة اللويزة، نرحب بكم في جونيه ونتمنى لكم أعيادا مباركة".
من جهتها قالت القواس: "نلتقي الليلة في جونيه لا كمدينة على خريطة، بل كفكرة عن لبنان. هذا الحفل هو الثاني ضمن سلسلة حفلات الميلاد. أن نعيد للميلاد مكانته كقيمة اللقاء بدل القطيعة، والحياة بدل الاستسلام، والضوء بدل الاعتياد على العتمة. ونحن حين نقول ميلاد، نقصد ميلادا متجددا في داخل مجتمع أنهكته الأزمات. هذا المساء هو ثمرة تعاون بين الكونسرفتوار الوطني اللبناني للموسيقى، وبلدية جونية، ومهرجان جونية الدولي، ونحن نعلن بداية مسار طويل. ستكون أولى ثماره توقيع مذكرة تفاهم ليكون هذا التعاون إطارا ثابتا ينتج ويراكم".
وتابعت:" نريد أن نصنع معا نموذجا جديدا لدور الموسيقى في المدينة ومنطقة كسروان والمناطق المجاورة، أعمالا موسيقية استثنائية تكتب لجونية، تلائم روحها وتاريخها، وتهديها للعالم. حضور موسيقي في الفضاء العام: موسيقيون وموسيقى تشبه الهواء تدخل الساحات، الكورنيش، المدارس، البيوت… كي لا تبقى الثقافة حكرا على من يستطيع الوصول إليها. دعما للمجتمع والبيئة: لأن المدينة التي لا تصغي للطبيعة لن تصغي للإنسان. نريد أن تتحول جونيه إلى منصة للفرح المسؤول، فرح يرفع الاقتصاد، ويعزز الانتماء، ويستعيد الثقة بصورة لبنان التي نريدها. وأنا لا أستطيع أن أتحدث عن هذا المسار دون وفاء. هذا التعاون ليس وليد اليوم. منذ سنوات، جمعتنا علاقة عمل ومحبة وثقة مع صديق الكونسرفاتوار جورج افرام، ثم مع عائلته الكريمة، حين فتح فرع للكونسرفتوار في جونية، وحين قدمت لنا المساحة التي احتضنت الموسيقى وطلابها".
وختمت:"الليلة لا يلتقي الصوت بالوتر صدفة، هناك من يرفع مستوى المعنى قبل مستوى الأداء، أولا، جوقة جامعة سيدة اللويزة (NDU Choir)جوقة صنعت عبر السنوات حضورا مرموقا في المشهد اللبناني، بإدارة الأب خليل رحمة، وجعلت الغناء الكورالي سفيرا للموسيقى من لبنان إلى العالم. ثانيا: الأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية، أوركسترا ولدت لتكون ركيزة ثقافية، وتحملت الصعاب، ثم عادت لتثبت أن لبنان حين ينهض - ينهض بالفن أولا. ثالثا: المايسترو لبنان بعلبكي قائد يؤمن بأن الموسيقى جسر بين الأجيال والثقافات. ورابعا: التينور العالمي إيليا فرنسيس على حضوره المتألق دائما".
ثم اعتلى بعلبكي المنصة وبدأت الأمسية بمقطوعات ميلادية، تلته جوقة جامعة سيدة اللويزة التي أضافت بأصواتها الملائكية لمسة من القداسة والسمو، فيما جمع التينور فرنسيس بصوته بين القوة الأوبرالية والإحساس المرهف.