شدّد رئيس الجمهورية على أن
لبنان ينظر إلى مصر بوصفها ركيزة سياسية أساسية في العالم العربي، ويعوّل على حضورها ودورها في مواكبة المرحلة الحساسة التي يمرّ بها البلد. وأكّد أن إعادة تفعيل آليات التعاون الثنائي، وفي مقدّمها اللجنة العليا المشتركة، تمثّل مدخلًا ضروريًا لتعزيز المصالح المتبادلة بين
بيروت والقاهرة، في ظل السعي إلى تثبيت الاستقرار الداخلي وتهدئة التوترات الإقليمية.
وجاءت هذه المواقف خلال لقائه في قصر بعبدا
رئيس مجلس الوزراء المصري، الذي حضر على رأس وفد وزاري وديبلوماسي، في زيارة هدفت إلى التأكيد على الدعم المصري المتواصل للبنان على المستويين السياسي والمؤسساتي.
وخلال اللقاء، نقل رئيس الوزراء المصري رسالة واضحة مفادها أن بلاده تقف إلى جانب لبنان في جهوده لإعادة تثبيت الأمن، وتعزيز دور الدولة ومؤسساتها، وبسط السيادة على كامل الأراضي
اللبنانية، مشددًا على أن هذا الدعم يشمل الرئاسة والحكومة والشعب اللبناني.
وأوضح أن الزيارة تشكّل محطة عملية لإحياء عمل اللجنة العليا المشتركة بعد سنوات من الجمود، ولفتح نقاش موسّع حول فرص التعاون في ملفات حيوية، أبرزها الطاقة والكهرباء والغاز، إضافة إلى الصناعة والنقل. كما أبدى استعداد بلاده، رسميًا وعبر القطاع الخاص، للمساهمة في مشاريع إنمائية وإعمارية، لا سيما في المناطق الجنوبية المتضررة.
وأكد رئيس الوزراء المصري موقف بلاده الرافض للاعتداءات
الإسرائيلية، ودعمها الكامل لتطبيق القرار الدولي 1701، بما يضمن الاستقرار ويحفظ السيادة اللبنانية من دون انتقائية.
من جانبه، ثمّن رئيس الجمهورية الدور المصري التاريخي في دعم لبنان، معتبرًا أن العلاقة بين البلدين لطالما قامت على الاحترام المتبادل وعدم التدخل، وعلى مقاربة تنطلق من مصلحة لبنان أولًا. وأشار إلى عمق الروابط بين الشعبين، التي تتجاوز الأطر الرسمية إلى شراكة وجدانية وسياسية راسخة.
كما عرض الرئيس اللبناني لمجمل التطورات الراهنة، معربًا عن أمله في أن تفضي الجهود الإقليمية والدولية إلى مرحلة أكثر استقرارًا، ومشيدًا بالحرص الذي أبدته القيادة
المصرية على أمن لبنان ووحدته.
وفي ختام اللقاء، حمّل رئيس الجمهورية ضيفه تحياته إلى القيادة المصرية، متمنيًا لمصر وشعبها دوام الاستقرار والازدهار مع اقتراب الأعياد.