لم يعرف المشهد الأمني في لبنان في خلال عام 2025 هدنةً حقيقية.
فالغارات
الإسرائيلية ظلّت حاضرة على امتداد العام، فيما بقي اتفاق وقف الأعمال العدائية معلّقًا من دون تنفيذ فعلي، الأمر الذي جعل الحدود الجنوبية مسرحًا دائمًا للتوتر والاستنفار.
وفي الداخل، ترافقت هذه الاعتداءات مع سلسلة من الجرائم المروعة التي هزّت المجتمع، فكشفت هشاشة الواقع الأمني وأثارت أسئلة جدية حول قدرة
الدولة على حماية مواطنيها وضبط التفلت المتزايد.
وهكذا بدا لبنان وكأنه يعيش على إيقاع مزدوج:
تهديد خارجي لا ينقطع… واضطراب داخلي ينهش ثقة الناس بمؤسساتهم.
هذا التقرير الذي أعدّه “لبنان 24” يرصد الجرائم والأحداث الأمنية التي شهدها لبنان في خلال عام 2025، ومن أبرزها:
مقتل صاحب معرض السيارات
جورج روكز داخل مكتبه في ضبية على يد شاب عشريني أقدم لاحقًا على سرقة سيارة مرسيدس قبل توقيفه.
كما العثور على إميل حديفة، صاحب محطة محروقات، مقتولًا داخل محطته في مزرعة
يشوع على يد أربعة من العمال.
كذلك، مقتل الشاب خليل خليل في فاريا إثر إشكال على أفضلية مرور تطوّر إلى ضرب مميت.
العثور على امرأة
ستينية مكبّلة ومضروبة بآلة حادّة داخل شقّة في بكفيا – ساقية المسك.
وفي الجرائم ايضاً، مقتل الشاب إيليو أبو حنّا عند مدخل مخيم شاتيلا نتيجة طلق ناري أطلقه حاجز أمني فلسطيني.
كما سُجّل العثور على عدد من الأشخاص متوفّين في مناطق مختلفة، وتنوعت الأسباب بين جرائم ناتجة عن خلافات شخصية، وسرقات مسلّحة، وثأر، ونزاعات يومية، إضافة إلى اعتداءات داخل المنازل.
بالأرقام... "لبنان 24"يرصد واقع الجرائم في 2025.
تعكس الإحصاءات واقعاً ملموساً للأمن في لبنان في خلال عام 2025، وتُبيّن مدى تصاعد الجرائم والحوادث وتأثيرها على الحياة اليومية للمواطنين.
واستنادًا إلى الباحث في “الدولية للمعلومات” محمد شمس الدين الذي تحدث عبر "لبنان٢٤" جاءت الأرقام على الشكل التالي:
جرائم القتل، ارتفعت من 145 جريمة عام 2024 إلى 173 جريمة عام 2025، أي بزيادة بلغت 19%.
جرائم السرقة، ارتفعت من 2400 إلى أكثر من 3500 جريمة، أي بزيادة بلغت 43%.
اما جرائم الخطف في مقابل فدية، فتراجعت من 39 حالة إلى 31 حالة، أي انخفاض بنسبة 26%.
ويضيف شمس الدين ان حالات الانتحار، ارتفعت من 117 حالة عام 2024 إلى 140 حالة عام 2025، أي زيادة بنسبة 20%.
وفي ما يتعلق بحوادث السير، فارتفعت، حسب شمس الدين،من 2153 حادثًا إلى 3052 حادثًا
أي زيادة بنسبة 42%.
وعن ضحايا حوادث السير، فارتفع عدد القتلى من 411 إلى 486 قتيلاً، أي زيادة بنسبة 18%.
وبالنسبة الى سرقة السيارات، فقد انخفضت من 559 حالة العام الماضي إلى 228 حالة هذا العام، أي تراجع بنسبة 60%.
عام 2025 ترك بصمته الثقيلة على الأمن اللبناني.
فبين التصعيد على الحدود والانفلات في الداخل، عاش المواطنون تحت ضغط الخوف والقلق، بينما بقيت الثقة بالدولة ومؤسساتها رهينة قدرتها على فرض الأمن والحدّ من الفوضى.