Advertisement

لبنان

أنت لبناني... إذاً أنت بارع بـ"الرقص على المسامير"!

وسيم عرابي

|
Lebanon 24
04-04-2017 | 06:36
A-
A+
Doc-P-293309-6367055280285530011280x960.jpg
Doc-P-293309-6367055280285530011280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
هل حقاً أنّ قيامة لبنان آتية؟ هل حقاً أنّ شمساً مشعةً ستبزغُ يوماً في سمائه؟ هل حقاً أنّ الغد الذي ننتظره أفضل وأجمل؟ وهل.. وهل.. ورفيقاتها وشقيقاتها كثيرات، نرقص نحن على وقْعها، نتلوى يميناً ويساراً، كالسكارى نضحك حتى البكاء ظنّاً إنّه الفرح الأكبر فينا.. وهكذا تمضي ليلتنا لنستفيقَ بعدها فنجد أنفسنا غارقين بين إثنين من ثلاث، "ألم وأمل".. أحياناً كثيرة ننهزم من الداخل فتنهدّ عزائمُنا، تسقطُ هاماتُنا أرضاً في إحدى الزوايا، ونبقى ننتظر فرجاً ندرك أنّه بعيد... نعم.. اليوم بكاؤنا ليس فرحاً ولا هو من شدّة الضحك، إنّه بكاءُ "الرقص على المسامير"... كلّ منّا يؤدّي رقصته على مسرح كبير حفاة القدمين، منّا من يخوض تجربته الأولى، ومنّا من اعتاد الرقص، وهكذا نستمر فنجد أنفسنا ممثلين بارعين من دون أن نعرف.. لكنّ الأدوار هنا لا تنتهي إلّا مع ساعة الرحيل الأبدي.. نستشعر الوجع.. فوخز الإبر ليس مداعبةً تدغدغ المشاعر. أكثر من ثلاثين عاماً والمسارح لم تهدأ فيها الأضواء، فدائماً ثمّة من يرقص، ودائماً هناك من يسقط على الخشبة، بعضهم يصفق له الجمهور إعجاباً، والبعض يعتلي مسرحه ويتركه وكأنه ما وطأه، فلا تصفيقاً ولا هتافاً... أكثر من ثلاثين عاماً وقد هدأت في لبنان أصوات الحروب، هدأت زمجرة الأليات، حقبة ولّت نعم، لكنّ مشاهدها وما حملته من ذيول، بقيت في النفوس تعبق بـ"الحماقات عند الحزّات"، فالرصاص ليس مفرقعات نارية... أكثر من ثلاثين عاماً ومازلنا نستجدي الضياء، سنوات تلتها أخرى والخطط فيها أوراقٌ بالية، فلا البلاد استنارت ولا العين أبصرت.. وكأنّ العمى حكمٌ مؤبّدٌ مبرمٌ لا استئناف فيه رغم كلّ المحاولات. أكثر من ثلاثين عاماً، وما زالت حبات المطر القليلة تغرق شوارَعنا، وقد نكون نحن فقط الذين نسبح على الطرقات... أكثر من ثلاثين عاماً وما زال البعض يموت عند أبواب المستشفيات، أو يحظى بشرف دخولها بعد استجداء و"تبويس الأيادي"... أكثر من ثلاثين عاماً، والمشرّدون مشرّدون، والعجّز يموتون على جنبات الطرق، ولنكن أوفياء الكيل، فلا يمكن إغفال أنّ ذلك مشكلةٌ مزمنة تعاني منها المجتمعات، لكن ماذا عن مسؤولية الدولة في مؤسسات الرعاية الإجتماعية؟ أكثر من ثلاثين عاماً والمواطن في لبنان لا يعرف حقوقه، فيما المسؤولون يغفلون عن واجباتهم، فيختلط الأمر ما بين الحق والواجب، وبات اللبناني وكأنّه يستجدي منفعةً عند الحاجة.. أكثر من ثلاثين عاماً، ومازلنا "أوراقاً في صناديق"، كالغنم أحياناً ترتفع أسعارنا، أو أسعار أصواتنا كي "لا نخدش النفس الإنسانية"، عند كلّ جولة "ديمقراطية" كما يقولون... نصفق فيها ونهتف باسم الزعيم "المخلّص" منذ سنوات وسنوات، فلا الخلاص يأتي بينما نحن نولّي... وهكذا نذهب نحن ويستمر "الورثة" بـ"الرقص على المسامير".
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك