Advertisement

لبنان

هكذا أُزيلت حدود لبنان واجتاح اللبنانيون العالم

كارلا أبي شهلا

|
Lebanon 24
04-05-2017 | 11:19
A-
A+
Doc-P-306780-6367055372514515271280x960.jpg
Doc-P-306780-6367055372514515271280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
من تحت ظلّ أرزة لبنان الصامدة بوجه العواصف السياسية والصراعات الاقتصادية والاجتماعية والانسانية، ومن تراب أرض الوطن المجبولة بالدم والتعب، استمدّ عدد كبير من اللبنانيين قوة واصولا حوّلتهم الى علامات ناصعة، في مختلف انحاء العالم.. من لبنان انطلقوا الى بلاد الاغتراب حيث جهدوا ليصنعوا حياة أفضل لهم ولعائلاتهم، لكنّهم لم يعودوا، بل غرسوا جذورا جديدة في أرض ارتوت من تعبهم، فأصبحت امتدادا لتاريخ وثقافة لا بدّ أن تصحو وتنتفض كطير الفينيق. هكذا أُزيلت حدود لبنان وأبناءه، فالأحلام أكبر من أن تُرسم بخطوط. وهكذا اجتاح اللبنانيون العالم بانحائه ومجالاته كافة. فاجتهدوا وتعلّموا وعملوا ليشكلّوا منارات جديدة في العالم، فصنعوا سياسة أعظم الدول، تألقوا بالفن، تصدّروا بالرياضة، وحققوا انجازات في العلم. حوالى 2000 مغترب في ما يُقارب 100 دولة شاركوا في مؤتمر الطاقة الاغترابية الذي انطلق في البيال - بيروت، حيث اجتمع أكبر عدد من اللبنانيين المغتربين من مختلف انحاء العالم في مكان واحد، إذ أن عدد المشاركين هذا العام تخطّى السنوات الماضية، بحسب المنظمين. من المؤكد أن هذا الاجتماع السنوي الذي ترعاه وزارة الخارجية والمغتربين، أثبت ان لا أحد ينسى جذوره وأصوله، ولو كان خروجه من الوطن جاء نتيجة يأس أم ظروف قاسية، أدّت الى تهجيره، وفق الكلمات المؤثرة التي قدمها عدد من المشاركين في المؤتمر، الذين أكدوا أن حضورهم الى بيروت هو رسالة وذكرى تخليد وفخر، لآبائهم وأجدادهم. وكان من بين المتحدثين في اليوم الاول للمؤتمر بطل الفورمولا وان فيليب نصر، وزيرة خارجية مدغشقر بياتريس عطالله، وممثل بطريركية الروم الأرثوذكس في روسيا نيفون صيقلي... وكان لافتا في المؤتمر حضور رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس الوزراء سعد الحريري، اللذين قاما بتوقيع أول مرسوم لاستعادة الجنسية في لبنان. في المقابل، بالرغم من كل ما يحققه هذا المؤتمر من نجاحات تنعكس بشكل مباشر وغير مباشر على لبنان اقتصاديا واجتماعيا، إلا أنه من المؤسف ان ينسى عدد كبير من الاشخاص اللغة العربية بدل ترسيخها في العالم وتعليمها لاولادهم والاجيال القادمة. في سياق منفصل، يا ليت وزارة الخارجية لم تكتفِ بنشاطاتها مع وعبر كل الطاقات العظيمة التي جمعتها، ولم تكتفِ بجمع النجاحات وتسليط الضوء عليها، بل تسعى للنظر أكثر إلى كل لبناني نسيَ وطنه الأم عن حق ولم يتمكن من تحقيق اي انجازات كبيرة مثل مَن حضر هذا اللقاء، وما زال شخصا عاديا يعمل بجهد لتأمين لقمة عيشه، وما من أحد يعمل على دعمه.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك