ممثل ميقاتي: الحضارة الإسلامية منطلق لتطور العلوم والمعارف

أقامت ثانوية المنية الإسلامية، حفل تخريج طلابها للعام الدراسي الحالي، في قاعة الشهرزاد في المنية، برعاية الرئيس محمد نجيب ميقاتي ممثلا بالمشرف العام على جمعية "العزم والسعادة الاجتماعية" الدكتور عبد الاله ميقاتي، وحضور الهيئتين الادارية والتعليمية، حشد من اعضاء مجالس ومخاتير وفاعليات المنطقة والاسرة التعليمية في الثانوية وأهالي الطلاب ومشاركين. بداية تلاوة عطرة من القرآن الكريم للطالب يحيى عيد، ثم النشيد الوطني، وكلمة ترحيب لعريف الحفل الشيخ عمر العتر الذي قدم خطباء الحفل ودخول الخريجين بقالب أدبي بليغ مزج بين العلم والدين ولم يغفل عن ما يتعرض له المسجد الأقصى من تعديات صهيونية يومية وسط صمت عربي محزن. بعد ذلك، كانت كلمات للطلاب ألقتها الطالبة المتفوقة جنى زريقة أشارت فيها الى "أن تفوق الطلاب ونجاحهم هو نجاح للأسرة التعليمية في الثانوية والراعين لهذا الصرح التربوي"، شاكرة "كل من بذل الجهود والدعم من الأهل الى ثانوية المنية الاسلامية بطاقمها الاداري والتعليمي". الى ذلك، القى مدير الثانوية المربي رياض الأيوبي، كلمة أكد فيها على "أن ثانوية المنية الاسلامية صرح تربوي يسعى لنشر العلم والدين والمعرفة والتربية الاسلامية القويمة فاذا بصماتها اعظم من قدرة الرحيل والايام على محوها". وقال: "أريد أن أكون أول المهنئين لكم بهذا التميز وهذا النجاح، الذي أنتم أهل له ومن كل قلبي أقول لكم (مبارك نجاحكم)، الذي حققه الله بمثابرتكم الدائمة وعملكم المتواصل الذي أهلكم للتفوق". وتابع: "علينا واجب الوفاء ورد الجميل والشكر للثانوية والمشرفين عليها في مسرح يتسع للوطن كله كما بذلوا وعملوا على رفع مستوى المنطقة حضاريا واسلاميا لما حققوه من نسب في النجاح وصلت الى 100% في جميع الفروع". وتوجه الى الخريجين، بالقول: "انتم من خيرة ابناء هذا المجتمع وقدر الله لكم العلم النافع والتربية الحسنة، نوصيكم بالتمسك بالقيم والمبادئ التي حملتكم اياها ثانويتكم وتوجهوا نحو المستقبل بخطى واثقة لتكونوا عناوين التميز وجدارة المنافسة، ندعوكم الى احترام العادات والتقاليد مع التفكير بأنفسكم ومستقبلكم والاستقلال بالفكر والخضوع للحق والانقياد لما تمليه عليكم عقولم وضمائركم وتحافظوا على شخصياتكم". والقى رئيس جمعية المنية الخيرية الاسلامية المشرفة على الثانوية عارف علم الدين كلمة رحب فيها بالحاضرين ثم توجه الى الطلاب موصيا اياهم ان يحافظوا على قيم الخير ومكارم الاخلاق والاعتدال في المواقف والدين وليكونوا الشباب المثقف الواعي. ولفت الى "أن العملية التربوية لا تكتمل الا وسط تكاتف ثلاثة أطراف (المدرسة، الطالب والأهل) متوجها للمعلمين:"انتم رسل العلم والمعرفة، أنتم الشموع المضيئة في عتمة الظلام، أنتم نور الحياة ومحطمي أصنام الجهل، لكم منا كل الشكر على تضحياتكم، فالعالم لا يقدر بالمال بل هو أسمى وأنبل". وشدد علم الدين على "أن منطقتنا تحتاج الى تضافر الجهود كل في مضمار تخصصه، فالاهتمام بالتربية والتعليم هو طريق نهضة الانسان والوطن وسط هذا الجو المشحون بالعنف والكراهية"، مؤكدا "أن هذا الصرح التربوي العريق الذي انطلق من سبعينيات القرن الماضي سيبقى منارة علمية وتربوية ودينية وسطية ومعتدلة". وشكر في ختام كلمته "كل من يساندنا ويدعم مسيرة هذه المؤسسة فلهم منا مزيدا من الشكر والتقدير لدعمهم الايتام وكفالتهم مما يسمح لنا أن نؤمن لهم التعليم المجاني". ميقاتي ثم القى ميقاتي كلمة قال فيها: "بالأمس القريب شاركت في ندوة علمية وتربوية حول المقارنة بين مناهج التربية والتعليم في عصر الحضارة الإسلامية وفي عصرنا الحديث، وكان إجماع في الرأي حول أهمية مناهج وبرامج التربية والتعليم في عصر الحضارة الإسلامية". أضاف: "كان لهذه البرامج فضل كبير في تسمية العصر الذي إنبثق بعد ظهور الإسلام في شبه الجزيرة العربية، بعصر الحضارة الإسلامية، هذه الحضارة التي تركت بصمات هي في غاية الأهمية على مسيرة الحضارة الإنسانية عموما، ذلك بأن الدعوة إلى الإسلام تميزت عن غيرها بأنها كانت دعوة إلى عمارة الأرض، والسعي للآخرة، في آن واحد، فنجحت نجاحا كبيرا على المستويين الديني والدنيوي، وإذا أخذنا بعين الإعتبار القوى الدافعة وراء الفتوحات الإسلامية، فإن محمد عليه الصلاة والتسليم كان أعظم قائد سياسي على مدى الأجيال، (كما يقول مايكل هارت في كتابه المئة الأوائل)، حيث يعتبره الأول في قائمة أهم رجال التاريخ على الإطلاق". وأردف: "مما لا شك فيه أن عصر الحضارة الإسلامية تميز بنهضة علمية ومعرفية واسعة الإنتشار، وشكلت أساسا ومنطلقا لتطور العلوم والمعارف في العصور اللاحقة وفي عصرنا الحاضر، فتطور علوم الرياضيات التي هي أساس التطور العلمي عموما كان على أيدي العلماء المسلمين أمثال الخوارزمي وابن الهيثم وابن جبر والبيروتي وابن رشد والكندي وغيرهم كثير". وتابع: "لا شك في أن في نظام التربية والتعليم في عصر الحضارة الإسلامية أسسا ومبادئ تصلح لكل زمان ومكان، وقد أثبتت نجاحها المنقطع النظير مثال ذلك: دعاء الرسول عليه الصلاة والسلام "اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما"، وقوله "من كتم علما عن أهله ألجمه الله بلجام من النار يوم القيامة" وغير ذلك كثير. وفي نفس الوقت علينا أن ندرك بأنه لا يجوز بحال من الأحوال أن نعمل على طريقة copy - paste، لأنه كما يقول الإمام علي رضي الله عنه: (لا تقصروا أولادكم على آدابكم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم)". وشكر ميقاتي في الختام القائمين على هذا اللقاء العامر وتمنى للخريجين دوام النجاح والتوفيق. وانتهى اللقاء بتكريم الطلاب الخريجين والمتفوقين ومعلمي ومعلمات المؤسسة وسط أناشيد الفرح، ومن ثم حفل كوكتيل.