Advertisement

لبنان

البقاع يبكي شهداءه: عادوا إلى منازلهم بزيارة أخيرة.. هكذا ودّعوا العريس بعيد ميلاده

Lebanon 24
08-09-2017 | 23:27
A-
A+
Doc-P-363375-6367055803868453601280x960.jpg
Doc-P-363375-6367055803868453601280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ورد في صحيفة "الجمهورية" أنه كما كل إستحقاق، تصدّر البقاع عرس الشهادة أمس، فهو دائماً سبّاق الى تقديم التضحيات ومواكب الشهداء الذين دفعوا ضريبة الدم زوداً عن أهل المنطقة ولبنان أجمع، لحمايتهم من الإرهاب التكفيري الذي قتل وذبح من دون تفرقة بين الأديان والمذاهب.بعد رحلة الموت الشاقة في جرود عرسال، عاد الشهداء الأسرى كلٌ إلى منزله في مأذونيّته الأخيرة مودِّعاً رفاق السلاح والأهل بعد غيابٍ دام ثلاث سنوات، إمتزج خلالها الدمع بالدم، وشاحت العيون من طول الإنتظار، وكبر أطفالٌ لم ولن يروا وجوهَ أبائهم بعد اليوم. من وزارة الدفاع شقّ موكبُ الشهداء عباس علي مدلج، علي زيد المصري، علي يوسف الحاج حسن ومصطفى علي وهبي الطريق في اتّجاه البقاع. حورتعلا عند مدخل طليا إحتشد الأهالي لاستقبال جثمان الشهيد المصري إبن بلدة حورتعلا جارتهم، لينتقل على وقع الرصاص والقذائف الصاروخية إلى بلدته، حيث أُنزل من سيارة الإسعاف وحُمل على الأكف إلى أمام مركز بلدية حورتعلا، ومن هناك إنطلق الموكب تتقدّمه الخيالة إلى منزل العائلة حيث تجمّع الأهالي والمحبّون ورفاق السلاح. وعلى لحن نشيد الموت والنشيد اللبناني دخل جثمان الشهيد إلى المنزل حيث إستقبله أطفاله الخمسة حاملين الورود ومرتدين قمصاناً طُبعت عليها صورته، المحفورة أيضاً في الذاكرة ولن تُمحى. ومع دخول الجثمان قدّم الأولاد الورود الى والدهم وحضن زيد إبن التسع سنوات النعش وجال في أرجاء المنزل للوداع الأخير، فيما رثت الوالدة المفجوعة فلذة كبدها بكلمات أحرقت القلوب. وبعد تقبّل التعازي صلّي على الجثمان وقلّد الأوسمة ووري الثرى في جبانة البلدة. يونين مشهدية وداع الشهيد عباس مدلج تختصر معاناته مع الذبح، ذلك البطل إبن التاسعة عشر عاماً الذي ذبح على يد مَن لا يعرف الرحمة، ليعود الى مسقط رأسه يونين يوم عيد ميلاده في الإثنين والعشرين من عمره شهيداً. إفترق عباس مدلج عن علي المصري عند مفرق بلدة طليا ليكمل طريقه إلى مقام السيدة خولة في بعلبك لزيارة أخيرة، إنتقل بعدها إلى مسقط رأسه حيث أُعدّ له إستقبال حاشد على وقع نثر الأرز والورود وإطلاق الرصاص. وفي عيد ميلاده كانت التحضيرات للعريس على أتمّ ما يجب، فزُيّن مدخل المنزل بالورد الأبيض وحضَرت صدور الحنة والبخور للعريس الشهيد، وحملت الخالة قميصه الذي لا تزال رائحته فيه. ولأنّ اليوم هو للعريس ولحنته التي لطالما إنتظرتها والدته، كفكفت دموعَها وأطلقت الزغاريد وأنشودة الحنة البقاعية. ومع وصول الجثمان إلى منزل العائلة قدّمت ثلّة من رفاق السلاح التحية، وعُزف نشيد الموت والنشيد اللبناني، ثم كانت لعباس جولة أخيرة في أرجاء المنزل قبل أن يغادر إلى مثواه الأخير في روضة الشهداء في بعلبك، حيث أمَ الشيخ محمد يزبك الصلاة على الجثمان ثمّ وري الثرى. اللبوة اللبوة، جارة عرسال، التي كانت لها حصّتان في الإستشهاد، الأولى مع الدركي علي البزال، والثانية مع مصطفى وهبي، فقد إستقبلت وأهلها شهيدها إستقبال الأبطال حيث رُفعت صوره والعلم اللبناني، وأعلام الجيش. وبنثر الورد والأرز دخل الجثمان منزل العائلة في زيارة وداعية، ملقياً السلام على مَن إنتظره ثلاثة أعوام لكنّ إرادة الموت كانت أقوى، وبعد إلقاء التحية من رفاق السلاح وعزف نشيد الموت والنشيد اللبناني، قدّم ممثل قائد الجيش الأوسمة للشهيد وألقى كلمة عدّد فيها مزاياه، واعداً بإكمال الطريق في مواجهة الإرهاب مهما بلغ الثمن. شمسطار لم يتخلّف الشهيد علي الحاج حسن يوماً عن الإلتحاق برفاقه في خدمة الوطن والجيش فكان مثالاً للإلتزام، لكنه رافق زملاءه أمس إلى مفرق بلدة أبلح وإنطلق من هناك إلى بلدته شمسطار، لكنه سيتأخّر عن مواراة الثرى حتى اليوم، ليبيت ليلته الأخيرة في المنزل بعدما أتمّ والدُه تجهيزَه ليزف إليه عروسه، وإصرار العائلة على إقامة العرس البقاعي للشهيد الآدمي المحب. مدوخا أمّا بلدة مدوخا فلم تشيّع شهيدها العريف محمد يوسف وحيدة، إنما شاركتها الحزن والأسى القرى التي اخترقها موكب التشييع، في مسيرة دامت خمس ساعات من بيروت إلى بلدة الشهيد، حيث استوقف الموكب في المريجات وشتورا وبر الياس وعنجر ومجدل عنجر والصويري والمنارة وعيتا الفخار والبيرة وخربة روحا، وصولاً الى مدوخا التي احتشد فيها الأهالي وجمع غفير من أبناء راشيا والبقاع الغربي، يتقدمهم النائبان زياد القادري ووائل ابو فاعور، النائب السابق فيصل الداود، ممثل قائد الجيش العماد جوزف عون العميد علي الحاج حسن، رجال دين من مختلف الطوائف، ممثلون عن الأحزاب، ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات. وبعد تقديم ثلّة من الشرطة العسكرية التحية للنعش الذي حمل على أكفّ رفاق السلاح، بدأت مراسم التشييع بكلمة لعريف الاحتفال الزميل عاطف موسى، ثم كلمة رئيس بلدية مدوخا مروان ذبيان الذي أكد انّ «مدوخا تفتخر بشهادة ابنها، وهي على استعداد لتقديم القرابين على مذبح الوطن في وجه العدو الصهيوني والتكفيري. من جهته، قال مفتي البقاع الشيخ خليل الميس إنّ "الشهيد يقدم أغلى ما يملك وهو على الأرض جندي وفي السماء شهيد"، مهنّئاً لبنان بأبطاله. أمّا العميد الحاج حسن فعدّد مناقب الشهيد ومزاياه، معتبراً انّ "هذا اليوم المؤثر في حياتنا الوطنية هو بمثابة عرس وطني، وشهداؤنا عنوان للتضحية القصوى". وقال: "ان ّانتصار الجيش الحاسم على الجماعات الارهابية، بمثابة الرد القاطع والنهائي على كل من تسَوّل له نفسه الاعتداء على جنوده. والجيش لا يفرّط بتضحيات أبطاله، ولن يسمح بأيّ تطاول على سلامة الوطن وترابه وأبنائه". وبعد إقامة الصلاة على رفات الشهيد، ووري في الثرى في مدافن العائلة. (عيسى يحيى - الجمهورية)
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك