Advertisement

لبنان

بعد 73 سنة

نايلة عازار - Nayla Azar

|
Lebanon 24
01-08-2018 | 02:03
A-
A+
Doc-P-498611-6367056743754346275b614d41ef5df.jpeg
Doc-P-498611-6367056743754346275b614d41ef5df.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

تحلّ اليوم الذكرى الثالثة والسبعين لعيد الجيش، ونحن في قلب العاصفة الاقليمية والبركان المتوهج في الشرق الأوسط، وتخبّط داخلي لبناني يصعب التخلّص منه.

في هذا العيد، ما عسانا نقول لك، وكيف لنا أن نقف أمام هيبتك وشموخك؟ ونحن غير قادرين على تقديم القليل القليل لك، في مقابل الكثير الذي قدّمته لنا، فانت من ضحيّت وحاربت وقدمت الغالي والنفيس من أجلنا وسفكت دمك على تراب الوطن.

ثلاثة وسبعون عاماً مروا عليك، وانت تواجه الحروب والصفقات والقسيمات بقوة وعزم، ووقفت سداً منيعاً في وجه جميع الفتن التي حيكت ضد بلادنا، وكنت الحامي والرادع.

في المقابل، كيف ردينا جميلك؟ لقد سعينا الى ضربك، ولم نترك فرصة الاّ واتهمناك، وحملناك أوزارنا وأكاذيبنا وصفقاتنا، وكنت دوماً كبش المحرقة السياسية، والخاسر في الصفقات الكبرى. تناتشناك يوماً بعد يوم وأدخلناك في صراع المحاور، وصنفناك مع هذا الفريق ومع ذاك، وأنت لا ناقة لك ولا جمل في كل هذه الأمور.

أين نحن اليوم بعد ثلاثة وسبعين عاماً على تأسيسك؟ ها نحن ما زلنا كما نحن لكن من دون حرب ساخنة، وقد استبدلناها بحرب باردة، كل يقف خلف متراسه وانت في الوسط تسعى الى حماية الجميع. لم نتمكن حتى الساعة من السماح لك بالحصول على أفضل الأسلحة وأكثرها تطوراً لتواجه بها عدوك، بل جلّ ما تملكه بعض السلاح التي تعمل بكل قواك لكي تحوله الى سلاح متطور تستطيع أن تضرب به عدوك وتنتصر عليه.

ولكن المشكلة لا تكمن هنا، هل تتصور أنه وبعد ثلاثة وسبعين سنة، لست وحدك على الأرض، بل هناك جيوش أخرى تقف الى جانبك؟ كيف لنا أن ننظر في عينيك غداً وأن نخرج دفعة كبيرة من ضباطك، ونحن نعلم أنك غير قادر على الانتشار في العديد من المناطق اللبنانية وحياتك ستكون في خطر اذا ما تجرأت على بسط سيادتك؟

كيف لنا ان نسلم السيوف غداً، ونحن نعلم أن القرار ليس بيدك، وانك ستضطر الى الرضوخ الى العديد من القرارات، التي قد لا تناسبك، فقط تحت عذر القرار السياسي والمصلحة العليا وحماية السلم الأهلي.

سنخرج غداً العديد من الضباط الكفوئين والذين يستحقون ما سيصلون اليه، ولكنهم لن يأخذوا "الرهجة" ولن يذيع صيطهم و"انجازاتهم" في أداء واجبهم اذا لم يقترنوا بشخصية مرموقة على الساحة الداخلية، أو لم يصاهروا رجلاً سياسياً بارزاً، أو يستتبعوا طرفاً سياسياً حاكماً.

وتطول وتطول اللائحة... الاّ أننا نحن الشعب "المعتر" سنطفئ معك شمعتك الثالثة والسبعين، انت الشاب الذي لا يشيخ، وسنطلب منك الضرب بيد من حديد وان تواصل ما تقوم به بكل عزم واصرار وان لا تلتفت الى المصالح السياسية، وان تبتعد عنها قدر الامكان.

والى قائد الجيش، الف تحية وتحية في هذا العيد، ونحن نشدّ على يدك، ونطلب منك مواصلة العمل لرفع مقام هذه المؤسسة وجعلها الوحيدة الحامية على الأراضي اللبنانية، والتخلّص من جميع الطفيليات التي تنبت هنا وهناك وتسعى الى تقويض عملكم وحدّه في مناطق محددة.

وكل عام وأنتم بخير.

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك