Advertisement

لبنان

أزمة التأليف والتسوية المترنحة

هتاف دهام - Hitaf Daham

|
Lebanon 24
06-08-2018 | 01:45
A-
A+
Doc-P-500067-6367056756214980355b67e05e76b07.jpeg
Doc-P-500067-6367056756214980355b67e05e76b07.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

حتى إشعار آخر، توحي المعطيات كلها أن لا حكومة في المدى المنظور. التأليف المنتظر أدخله المعنيون في إجازة قد تكون طويلة، ربطاً بالتعقيدات التي لا تزال تراوح مكانها على الساحتين المسيحية والدرزية. تعقيدات يربطها "حزب الله" وحلفاؤه بضغط خارجي يتقصد تأخير التشكيل الى أجل غير مسمى ربطا بتطورات المنطقة.

فهل سقطت التسوية الرئاسية ـ الحكومية؟

لم يكن غريبا ما قاله وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في كانون الثاني من العام 2017 على هامش "المنتدى الاقتصادي العالمي" أن "حواراً ناجحاً بين بلاده والمملكة العربية السعودية  أدى إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان". فلطالما ارتبطت الأوضاع في لبنان بتطور العلاقة بين الرياض وطهران. فالتسوية حظيت بضوء أخضر إيراني ـ سعودي منعت سقوط الحكومة رغم كل التخبط الذي ساد جلسات مجلس الوزراء وخلاف مكوناته حيال ملفات عديدة.

لقد تبدلت الأوضاع راهنا. العقبات الداخلية تأتي بحسب مصادر مطلعة  "لبنان 24" في سياق سياسة شد الحبل ما بين طهران والرياض تجاه سياسة الحكومة المرتقبة، لا سيما في اعقاب التطورات السورية التي كان لروسيا الدور الأبرز والرئيسي في تحقيقها في الجنوب السوري فضلا عن التقدمات العسكرية في الغوطة. 

وعلى هذا الأساس، يتطلع "حزب الله" وحلفاؤه وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ميشال عون إلى الاستفادة من المستجدات الميدانية السورية لإعادة العلاقة بين بيروت ودمشق إلى ما كانت عليه لجهة التنسيق الرسمي، وصولا إلى معالجة أزمة النازحين التي تحظى بدعم روسي، والتي بدأت خطواتها العملية مع مبادرة حزب الله وتكليف رئيس الجمهورية مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم التعاون مع السلطات السورية في هذا الشأن.

يتعاطى حزب الله، بحسب المصادر، بمنطق القوي على اعتبار أن الكلمة الفصل باتت له في البرلمان بعد فوزه باكثر من 70 نائبا في استحقاق 6 أيار، الامر الذي من الطبيعي أن ينعكس  على صعيد الحكومة، علما أنه لا يكثر الكلام حيال موضوع الحكومة، ويكتفي بكلام مقتضب بضرورة وضع معيار واضح للتمثيل الحزبي والسياسي في الحكومة استناداً إلى نتائج الانتخابات النيابية.

أما على المقلب الاخر، فإن ما تقدم لن يكون له مكان في القاموس الحكومي. فلا ثلث معطلا لأي فريق كان. صحيح أن حزب الله يستعجل التأليف، لاعتبارات تتصل بالعقوبات الاميركية كما تقول مصادر  مصادر مطلعة على الموقف الأميركي، لكن الفريق المناوئ له، يستمهل التأليف بانتظار ما ستؤول إليه الأوضاع الخارجية، ربطا بالتطورات الداخلية في إيران المتمثلة بالتظاهرات، وما رشح عن قمة هلسنكي، وعودة الأمور في الجنوب السوري الى ما كانت عليه قبل 2011، فضلا عن بدء روسيا التأسيس لوجود دائم في قاعدتيها الجويتين في طرطوس وحميميم السوريتين،  الأمر الذي سينعكس، بحسب المصادر، تقليصا للنفوذ الايراني، ويريح الرياض كثيرا في ضوء الاحداث اليمنية التي لا تزال تؤجج الصراع السعودي الايراني، مع استهداف الحوثيين بين الفينة والأخرى ناقلةَ نفط سعودية في البحر الأحمر ولقواعد جوية سعودية وهذا لن يمر مرور الكرام  عند المملكة.

بناء على ما تقدم، فإن المقربين من الرياض، يشيرون الى ان أداء حزب الله وفريقه على الصعيد الحكومي يوحي وكأن هذا الفريق يرغب بسحب التكليف من الشيخ سعد، بيد أن المصادر المطلعة نفسها، تؤكد أن لا بديل عن الحريري في المرحلة الراهنة على الاطلاق، لكن المشكلة تكمن، بحسب مصادر حزب الله، بأداء الحريري نفسه المتمسك والمتبني لمطالب القوات بصورة حاسمة، وكأن هناك أمراً خارجيا بذلك، من دون أن تأتي المصادر على المطالب الاشتراكية وكأن حارة حريك لا تمانع حصول جنبلاط على 3 وزراء دروز.

وسط هذا المشهد السياسي يمكن القول إن التسوية تترنح. الحريري جمدها لكنه لا يريد أن ينعيها، والرئيس عون من جهته يؤكد أن لا بديل عنها، ويشير، بحسب ما ينقل عنه زواره  إلى أن الرئيس المكلف يستعجل التأليف لكنه ليس قادرا على ذلك، رافضاً القول إن التسوية باتت في خبر كان او انتهى مفعولها.

وعليه، فإن المرر الإلزامي لتأليف الحكومة، سيبقى مرتبطا بالتسوية السياسية. تسوية ستبقى مجمدة لحين ان تنضح الصورة في الاقليم.

 

 

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك