Advertisement

لبنان

لبنان... دويلاتٌ طائفية والعبور نحوها بجواز سفر!

ايناس كريمة Enass Karimeh

|
Lebanon 24
04-09-2018 | 01:00
A-
A+
إذا أردت أن تفهم معنى كلمة "الطائفية" فلا داعي لأن تبحث في معجم المعاني، بل عليك التوجه فوراً الى لبنان
Doc-P-507723-636716411765881015.jpg
Doc-P-507723-636716411765881015.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
إذا أردت أن تفهم معنى كلمة "الطائفية" فلا داعي لأن تبحث في معجم المعاني، بل عليك التوجه فوراً الى لبنان، حيث أن النعرات المذهبية في وطن يحتضن 18 طائفة هي اقوى سلاح يشهره اللبنانيون عند وقوع أي نزاع سواء كان سياسياً او اجتماعياً او دينياً!
Advertisement

وما بين كوسبا و كفر عبيدا يتراءى شبح الحقد المدفون مع ذكريات الحروب الأليمة، ولا سيّما أن الاستفزازات بين ابناء الوطن الواحد بلغت ذروتها، حيث انتقلت عدوى "المحاصصة" من السياسيين الى الشعب، ولغة المناطقية البغيضة ما لبثت تنبعث رائحتها النّتنة في المناطق اللبنانية من جديد لتنذر بشرٍّ قريب!

وكأن هذا الوطن لا يكفيه تصاعد وتيرة النزاع السياسي، إذ تلجأ بعض الأحزاب احيانا الى خطاب التحريض كوسيلة ضغط لتمرير الكرة وتحقيق الهدف، وفي حين تبدو مواقع التواصل الاجتماعي من أهم السبل لبلوغ الغاية المنشودة، فإن الشارع لا يزال الملعب الاكثر فعالية لنتائج مضمونة، ولمَ لا؟ إذا كان مناصرو التيارات والاحزاب يجيدون تقديم الطاعة والولاء، و"خرطوشة فرد الزعيم" تننظر الإشارة!


مما لا شكّ فيه أن الاعتداءات المذهبية السافرة التي طالت مؤخرا مواطنين عُزّلاً في مناطق عدة من لبنان وأثارت الرعب بين اللبنانيين في العام 2018 تشي بكمّ من العنصرية والطائفية المحتقنة في بعض القلوب، بدءاً بما شهده وسط بيروت من استفزازات طائفية بعيد صدور نتائج الانتخابات النيابية من قبل عناصر غير منضبطة لمناصري "حزب الله" مروراً بحلقات الرعب التي أثارها أتباع حركة "أمل" و"التيار الوطني الحر" على خلفية عبارة "البلطجي" التي "سقطت" من فم الوزير جبران باسيل لتطال دولة الرئيس نبيه بري، وفضيحة تبديل اسم الباخرة التركية من "عائشة" الى "اسراء"، والتي كانت بمثابة قنبلة مذهبية فجّرها وزير "العهد" سيزار أبي خليل فأصابت شظاياها الفضاء الالكتروني، ما استدعى تدخلا طارئاً من القيادات لتهدئة النفوس، وصولاً الى حادثة كوسبا الشهيرة حيث وقع سجال بين بعض الشبان المسلحين من اهالي المنطقة وغرباء مطلقين عبارة "نهر كوسبا لأهلو مش لحدا تاني"، ثم قضية كفرعبيدا التي عسى أن تكون "خاتمة الأحزان"!

إذاً، فإن التناحر بين المواطنين، هو عصارة الشحن المذهبي الذي يمارسه بعض المسؤولين في لبنان ومخلّفات حروب تخرج من بين الأنقاض لتهزّ العصا! وإذ تعددت الآراء بين مؤيد ومعارض لإهانة بعض "الهمج"،كما اسموهم، لسيدات محجبات وطردهنّ من احد شواطىء كفرعبيدا بأسلوب اقل ما يوصف "بالزعرنات" لم يبقَ امامنا بعد تنامي هذا التطرّف المذهبي المقزّز سوى ترسيم الحدود في ما بيننا، وتقسيم الوطن الى دويلات طائفية يعبر نحوها المواطن بجواز سفر!

يبدو أن لبنان يقف على عتبة الفتنة، و"حركشة" واحدة كفيلة بأن تشعل فتيل الحرب من جديد، تلك الحرب التي ظنّ اللبنانيون بأنهم تجاوزوها للمضيّ في بناء وطن يحترم تعدّد الطوائف واختلاف الأديان متّكئاً على ضرورة الإيمان بالعيش المشترك، لكن الواقع يكشف الستار عن خفايا النفوس مع كل خلاف، وعلى الدولة والأجهزة المختصة التحرّك فورا لوضع حد لهذه المهزلة وضبط التفلت الأمني الحاصل والفوضى العارمة، وتخفيف التشنّج المتأهّب ليخوض معارك وهمية من شأنها أن تدفع بالوطن الى ما لا تحمد عقباه! الفتنة، لعن الله من أيقظها، لا تزال تغلي في الصدور، وهي الطبق اللبناني الرئيسي الذي يطهى على نار هادئة، حتى ما اذا جاعت النفوس حضر.

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك