Advertisement

لبنان

الذي لا يقرأ لا يعطي...

Lebanon 24
04-09-2018 | 01:42
A-
A+
Doc-P-507747-636716474346698704.PNG
Doc-P-507747-636716474346698704.PNG photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتب المفكر والإعلامي والديبلوماسي الراحل واجد دوماني في العديد من الصحف والمجلات، وأغنى صفحاتها بما كتب عن الفكر والأدب والثقافة والإعلام والسياسة والصحة والإنسان وشؤون الحياة، بأسلوب يعتمد العمق والبساطة والسلاسة والأناقة في آن، وينبع من غنى الثقافة وغزارة الإطلاع وعمق التجارب. بعض مقالاته يعود إلى الستينيات، ومع ذلك فإنّ القارىء يتفاعل معها وكأنها كتبت اليوم، ولقد اختار"لبنان 24" إعادة نشر هذا المقال، وعنوانه: " الذي لا يقرأ لا يعطي...".
Advertisement

غير قليل من الكتاب والصحفيين الذين يتصدون للكتابة، ويمارسون حرفة القلم في هذه الأيام، وبخاصة أولئك الذين وضعتهم الظروف في موقع يتطلب منهم يومياً أو أسبوعياً وجبات من الأفكار، والتطلعات، يفترض أن تكون ذات مستوى جيد، وبعبارة أخرى، ينبغي أن تأتي هذه الأفكار التي ستأخذ طريقها للنشر، متفقة مع متطلبات العصر، من حيث جدتها وعمقها وأبعادها وآفاقها المختلفة، ومعتمدة في الوقت نفسه على الدقة والصدق، والموضوعية فضلاً عن الشمولية الثقافية.

فإنه مع شيء من الحزن والأسى أقول: إن كثيراً من هؤلاء الذين يكتبون، وينشرون أفكارهم من موقع الالتزام اليومي والأسبوعي، والحرفي، فإننا نلمس في كتاباتهم خواء في المضمون، وسطحية في الأفكار، وهزالاً في الموضوعات، فضلاً عن التكرار والاجترار، ذلك أن فاقد الشيء - كما يقال - لا يعطيه، والذي لا يملك يعجز عن العطاء. فامتلاك الأفكار، واختزانها لا يتم إلا عن طريق المتابعة في البحث عن كل كتاب جديد، وكل فكرة مستحدثة، إنه السبيل الوحيد الذي يتيح للكاتب والصحفي الفرصة لامتلاك ناصية الفكر، ولا يتحقق ذلك إلا بالجهد، والمتابعة، والمثابرة على الاطلاع على ما تصدره دور النشر من الكتب والمؤلفات. والمنشورات... فالذي لا يقرأ كل يوم ويتزود بزاد العلم والمعرفة، لا تمتلئ نفسه ولا يختزن عقله وتتشبع روحه.

فليس كل قارئ بالضرورة مستوعباً ما يقرأ؟؟ ولكن عادة القراءة هي مظهر حضاري. فمن خصائص الشعوب المتحضرة "القراءة" والإحاطة بكل شيء مستجد، فالعلم بالشيء خير من الجهل فيه، إن مأساة إنسان هذا العصر، بل مأساة العرب، إن أكثرهم لا يقرأ.

نعم عزيزي القارئ: العرب أكثرهم لا يقرؤون، ولعل أم المآسي هي التي تتمثل في المسؤول الذي لا يقرأ إذ تفشل الإدارة في ظله. والمسؤول الذي لا يتابع الأحداث، ولا يعدو وراء كل شيء جديد، تكون قراراته ومواقفه مهزوزة وضعيفة، ومتعثرة.

فسقاية العقل والنفس تتم عن طريق القراءة، والاطلاع واجب المسؤول قبل غيره.

وصاحب المهنة كالطبيب الذي لا يتابع في الاطلاع على أهم ما يصدر من معلومات تتصل بمهنة الطب، ويقرأ عن كل دواء جديد، يحكم على نفسه بالإعدام، كذلك المهندس والمحامي وغيرهم من أصحاب المهن الحرة، الذين مع الأيام يتحولون إلى أسرى الروتين.

فالوقت من ذهب، والحياة قصيرة، وهذا الزمان الرديء يشكل عدو الإنسان الذي يحاربه في رزقه وراحته كما يحاول أن يصرفه عن القراءة ويدفعه إلى الانغماس في أمور مادية بحتة.

والبطل هو الذي يعرف كيف يقتنص الوقت للقراءة، وينظم أوقاته للعمل واللهو ثم لا ينسى حصته الحضارية في القراءة.


تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك