بري مرتاب: توتال ترجئ التنقيب لأسباب إسرائيلية؟

رغم الهموم الحكومية التي بدت أنها تكرس مبدأ التشاؤم  تجاه ولادة قريبة، مع عودة الأمور إلى نقطة الصفر ورفض الرئاسة الأولى الصيغة التي قدمها الرئيس المكلف سعد الحريري، فإن أبرز ما جرى تداوله في لقاء الاربعاء النيابي اليوم، ما تلاه رئيس المجلس النيابي نبيه بري أمام زواره من الوزراء والنواب المشاركين في الاجتماع الاسبوعي، في تقرير أشار إلى تمادي الاسرائيلي الذي يعمل في حقل كاريش الذي يبعد 4 كلم عن الحدود البرية، في الاقتراب من المنطقة المشتركة مع لبنان والتي من شأنها أن تهدد الحصة اللبنانية، مستعيناً بشركة يونانية اسمها انرجيان . 

وما يزيد من الريبة تجاه ما يجري، بحسب ما ورد في التقرير، هو قيام شركة توتالTOTAL  الفرنسية بتأجيل التنقيب في البلوك رقم9 في المنطقة الجنوبية الى ربيع العام 2020، وهو البلوك محل التنازع مع الإسرائيليين، علما أنه من من المفترض أن تباشر التنقيب في ربيع العام 2019، وهو ما يعتبر خطوة شديدة الخطورة كما قال بري خلال لقاء الأربعاء. 

يتزامن ما تقدم، مع إرجاء منسق مؤتمر سيدر الفرنسي موعد زيارته بيروت التي كان يؤمل في أن تشكل فرصة لبحث الموضوع مع TOTAL فالرئيس بري كان سيطلب منه التحدث مع الشركة الفرنسية لمعرفة سبب تأجيلها التنقيب إلى العام 2020؛ بيد أن مصادر متابعة أبدت خشيتها من أن تكون هذه الوقائع السابقة الذكر إشارات سلبية حول التعاطي الدولي مع حقوق لبنان النفطية والغازية في هذه المرحلة. 

ويشار إلى أن الشركة الفرنسية هي من ضمن تحالف الشركات العالمية، وبموجب العقود الموقعة مع الدولة اللبنانية ملزمة بمهل التنقيب. وبالتالي فإن تأجيلها العمليات يمثل إخلالاً بالالتزامات. 

وعلى هذا الأساس، أكد رئيس المجلس أنه لن يترك هذا الموضوع وسيوليه كل أهمية استثنائية وسيعمل إلى إجراء سلسلة اتصالات  لهذه الغاية بما فيها اتصال بوزير الخارجية جبران باسيل للقيام بواجبه مع السلطات اليونانية لإثارة هذه المسألة. فالمطلوب من الدولة اللبنانية أن تتحرك بسرعة لمنع الاعتداء على الحق اللبناني، وخصوصاً أن هناك احتمالات كبيرة لمكامن مشتركة، عدا عن الدراسات والخطط الموضوعة لتلافي أو لاحتواء أيّ خلل يؤدي إلى تسرب النفط يطاول الساحل الجنوبي وصولاً إلى صور خلال ثلاثة أيام.