Advertisement

لبنان

عن معركة الصلاحيات.. اتفاق الطائف ليس تفاهم معراب!

نوال الأشقر Nawal al Achkar

|
Lebanon 24
07-09-2018 | 03:09
A-
A+
يبدو "التيار الوطني الحر" وكأنه يسعى للإلتفاف على اتفاق الطائف وتوسيع صلاحيات الرئاسة الأولى والقفز فوق النصوص الدستورية
Doc-P-508690-636719119359445970.jpg
Doc-P-508690-636719119359445970.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يبدو "التيار الوطني الحر" وكأنه يسعى للإلتفاف على اتفاق الطائف وتوسيع صلاحيات الرئاسة الأولى والقفز فوق النصوص الدستورية، من خلال الممارسة السياسية عبر فرض أمر واقع، منطلقاً من بوابة تشكيل الحكومة ودور رئيس الجمهورية في تأليف الحكومات، على رغم أنّ النصوص الدستورية واضحة ولا تحتمل التأويل، وانطلاقاً من هنا لم تعد قصّة الحكومة مرتبطة بتوزيع الحصص والأحجام بقدر ما تمّ ربطها بالنزاع على الصلاحيات بين الرئاستين الأولى والثالثة.
Advertisement
هذا الجو عكسته مصادر مطّلعة لـ "لبنان 24"، اعتبرت أنّ الإستمرار بهذا المنحى سيعقّد عملية التأليف ولن ينفع أصحابه بشيء، سوى الإستمرار بتعطيل المؤسسات كافة وليس فقط السلطة التنفيذية، على اعتبار أنّ عدم تشكيل الحكومة سيؤدي إلى شلل تام لن يسلم منه مجلس النواب، لأنّ تيار المستقبل لن يشارك والحال هذه في أيّ جلسة تشريعية في ظل حكومة تصريف الأعمال فيما لو دعا إليها الرئيس نبيه بري، وقد تتضامن معه كتل أخرى سنّية وغير سنّية.
وفي ظلّ هذا الوضع أضافت المصادر، "سيخسر العهد ولن يقوى على تحقيق ما وعد به من إنجازات ينتظرها اللبنانيون في مجالات شتّى، لاسيّما في القطاعات التي يديرها التيار الوطني الحر وفي مقدّمها قطاع الكهرباء".
ورأت المصادر أنّ "محاولات الإنقلاب على اتفاق الطائف لن تمر، مهما استفحل زمن الهرطقات والدراسات أو حتّى الضغوطات السياسية". وأكّدت أنّ "استمرار التيار في ممارساته هذه سيواجه من قبل تكتّل سياسي كبير، وفي هذه الحالة لن يطول مبدأ التمييز الذي اعتمدته قوى سياسية بين رئيس التيار الوزير جبران باسيل ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون".
وعما إذا كان "حزب الله" يشاطر "التيار" مقاربته ويسانده في معركة الصلاحيات هذه، اعتبرت المصادر أنّ الحزب لديه حسابات أخرى بعيدة عن الحسابات "الباسيلية"، وهو فعلاً يستعجل تأليف الحكومة لاسيّما في ظلّ التضييق الأميركي عليه كحزب مصنّف في خانة الإرهاب وفق المقاربة الأميركية، كما أنّه يريد التواجد خدماتياً إلى جانب قاعدته الشعبية التي عبّرت عن سخطها خلال مرحلة الإنتخابات النيابية، وذلك لا يتحقق سوى بتواجده الحكومي، فضلاً عن أنّ تداعيات العقوبات الأميركية في مرحلتها الثانية على بيع النفط الإيراني لن تكون سهلة على ايران والحزب معاً. من هنا خرج الحزب عن أدائه المعهود واختار العلنية في توجيه رسالة مبطّنة لحليفه باسيل بعدم ربط تأليف الحكومة بطموحاته الرئاسية، التي تخطّت المعقول وباتت وكأنّها الهدف الأعظم للعهد، بدليل اعتبار الرئيس عون أنّ صهره في مقدمة السباق الرئاسي.
الحل بنظر المصادر نفسها يكون بسحب نزاع الصلاحيات من التداول، واعتماد العقلنة بدل التهور، خصوصاً وأنّ فتح هذا الباب لن يكون لصالح المطالبين بالتعديل قبل سواهم، لاسيّما وأنّ البعض قد يستغل الوضع للإنقلاب على مبدأ المناصفة التي ارتضاها اللبنانيون لنظامهم بعد أن أوقفوا العدّ. ولفتت المصادر من سمتهم بالمبشرين الجدد إلى أنّ اتفاق الطائف هو عهد وميثاق ودستور بحجم وطن، وإذا استسهل هؤلاء الإنقلاب على توقيعهم على ورقة اعلان النيات أو ما بات يعرف بتفاهم معراب فالوضع مختلف في مقاربة دساتير الوطن ومواثيقه.

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك