الدولة الفاشلة أو "Failed State" مصطلح شائع في القوانين والعلاقات الدولية، ويعني كلّ كيان له حكومة مركزية ضعيفة وغير فعالة ولا يملك إلا القليل من السيطرة على جزء كبير من أراضيه وغيرها من عوارض الفشل وسوء الإدارة. وعندما يجري إعلان دولة ما أنها فاشلة فإن ذلك يحمل عواقب سياسية واقتصادية كبيرة.
والدولة، كما استقرت الأعراف، هي التي تحترم الاستحقاقات والقيم الدستورية، وتعزز المواطنة، وتواجه التحديات الاقتصادية، وتخلق الفرص، وتحترم الحريات العامة وتنتهج الشفافية وتحارب الفساد، وتصبح فاشلة إذا ظهرت عليها أعراض سلبية، منها: فقدان السلطة القدرة على السيطرة الفعلية على أراضيها أو أن تفقد احتكارها لحق استخدام العنف المشروع على أراضيها، أو فقدانها شرعية اتخاذ القرارات العامة وتنفيذها، أو عجزها عن توفير الحدّ المعقول من الخدمات العامة (الصحة، التعليم، النظافة، التنظيم..)، وأخيراً عجزها عن التفاعل مع الدول الأخرى كعضو فاعل في الأسرة الدولية.
التقارير الدولية ترسم صورة قائمة عن الوضع في لبنان لناحية عمل المؤسسات والشفافية وحكم القانون ومؤشرات التنمية وغياب الرقابة وتفشي الفساد والجريمة، وعلى ذلك قِس الفشل في إدارة: الكهرباء، الماء، الطرقات، المطار، التلوث، النفايات، الكسارات، وفوق ذلك المدارس التي باتت للأغنياء فقط والعام الدراسي المهدد بالاضرابات.. وكل ذلك يمهّد الطريق سريعاً لانهيار الدولة وإلحاقها بلائحة الدول الفاشلة، كرمى لعيون مافيات الفساد، ومن يغطيهم في الدولة وأجهزتها!